الثلاثاء، 15 أبريل 2025

03:00 ص

أطول قطار شحن في العالم: السعودية تقود التحول اللوجستي نحو مستقبل اقتصادي واعد

الجمعة، 11 أبريل 2025 02:43 م

أطول قطار في العالم

أطول قطار في العالم

تحليل/كريم قنديل

تمثل المملكة العربية السعودية نموذجًا متقدمًا في مجال البنية التحتية اللوجستية، حيث تتطور السوق بشكل سريع بفضل الاستثمارات الضخمة التي تتسارع في إطار رؤية 2030. 

القطاع اللوجستي

أصبح القطاع اللوجستي واحدًا من المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في المملكة خلال السنوات القادمة، مع التوقعات التي تشير إلى أن قيمته ستصل إلى 27.14 مليار دولار أمريكي بحلول 2025، على أن يتجاوز 35 مليار دولار بحلول 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يقدر بنحو 5.76%.

مستقبل واعد بفضل البنية التحتية المتطورة

في قلب هذا التحول، تأتي الاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية التي لا تمثل مجرد مشاريع تطويرية بل محركًا رئيسيًا لتحسين كفاءة النقل وتحقيق التوسع في سوق لوجستي عالمي. 

خصصت المملكة 40 مليار ريال سعودي (حوالي 10.6 مليار دولار) لتحسين شبكة الطرق، وتعمل على استثمار ما يزيد عن 147 مليار دولار في قطاع النقل اللوجستي لتطويره بشكل شامل، هذه الاستثمارات تتضمن تعزيز الربط بين مختلف المناطق داخل المملكة، ما يسهم في زيادة سلاسة تدفق البضائع والنقل بين مناطق الإنتاج والاستهلاك.

أطول قطار في العالم

أطول قطار في العالم، رمز الطموح السعودي

تتجسد جهود المملكة الطموحة في قطاع النقل من خلال مشروع قطار الفوسفات، الذي يحمل في طياته ليس فقط أعلى مستويات التقدم اللوجستي، بل أيضًا أرقامًا قياسية مذهلة. 

يعد هذا القطارات أطول قطار شحن في العالم، حيث يمتد طوله إلى ثلاثة كيلومترات ويضم حوالي 160 عربة، وهو ما يتيح نقل 100 طن من الفوسفات في كل عربة. 

هذا المشروع يعكس التزام المملكة بتطوير القطاعات الصناعية مثل التعدين، التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها لتوسيع مصادر الدخل وتحقيق التنوع الاقتصادي.

الموانئ البحرية، مركز لوجستي رئيسي في المنطقة

بينما تشهد المملكة تطورًا لافتًا في قطاع النقل البري، لا تقل أهمية النقل البحري في تعزيز الدور اللوجستي للمملكة، فقد سجل ميناء الملك عبد العزيز في الدمام رقما قياسيًا في مناولة الحاويات، حيث ارتفعت الحركة بنسبة 25.41% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس التقدم الكبير الذي تحقق في هذا القطاع. 

ومع أسطول بحري يتكون من 368 سفينة وطاقته الاستيعابية التي تصل إلى 13.5 مليون طن، تؤكد هذه الإنجازات على استعداد المملكة لتكون مركزًا لوجستيًا إقليميًا عالميًا.

الحاويات

التعدين والمشروعات الكبرى، محركات النمو الاقتصادي

تسعى المملكة إلى استثمار صناعاتها التعدينية لتعزيز مكانتها الاقتصادية، وخاصة في منطقة رأس الخير، التي أصبحت محط أنظار الشركات العالمية للاستثمار في الصناعات الثقيلة، فقد قامت المملكة بتطوير خطوط السكك الحديدية لنقل المعادن من مناجم الشمال إلى موانئ التصدير.

يتطلب هذا استثمار في شركات كبيرة مثل "سار" التي تُسهم في تحسين خدمات النقل اللوجستي عبر القطارات، هذا التوسع في الصناعات التعدينية يتماشى مع رؤية المملكة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط.

 تُعد الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها المملكة في قطاع النقل واللوجستيات علامة فارقة في تاريخ التحول الاقتصادي السعودي، من خلال تطوير بنية تحتية متطورة وتعزيز القطاعات الاستراتيجية مثل التعدين والنقل البحري، فإن المملكة تمهد الطريق لمستقبل اقتصادي واعد يعكس رؤية 2030 في جعلها مركزًا لوجستيًا عالميًا يجذب الاستثمارات ويحسن التكامل بين مختلف الصناعات.

Short Url

showcase
showcase
search