من المدن للقرى، التحول الرقمي يعمّق جذوره في مصر

السبت، 26 أبريل 2025 08:38 م

التحول الرقمي

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل التحول الرقمي وتبني الذكاء الاصطناعي في أغلب القطاعات، لم تمش مصر مع الموجة فقط، بل تنوي أن تكون من الذين يقودون التغيير، والدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كشف في حوار خاص مع "CNN الاقتصادية" عن ملامح خطة مصر الجديدة للذكاء الاصطناعي، وأوضح أن مصر تخطو خطوات جادة.

النمو بذكاء، الذكاء الاصطناعي يصبح محرك الاقتصاد

قال الوزير إن مصر تستهدف مساهمة الذكاء الاصطناعي بنسبة من 7% لـ7.7% من الناتج المحلي الإجمالي سنة 2030، أي الذكاء الاصطناعي لم يصبح مجرد رفاهية أو تكنولوجيا حديثة، بل جزء أساسي من النمو الاقتصادي وزيادة الإنتاجية في قطاعات مثل التعليم، والصحة، والزراعة والخدمات المالية.

الاستراتيجية الأولى، حجر الأساس القادم

أطلقت مصر أول استراتيجية للذكاء الاصطناعي سنة 2022، والتي ركزت فيها على تأسيس مجلس وطني للذكاء الاصطناعي ومركز أبحاث وتطوير متخصصين، والهدف كان بناء بيت قوي متكامل. وفعلاً، بدأت مصر في تطوير حلول تكنولوجية مصرية لمشاكلنا المحلية، بدلًا من أن نظل مستوردين.

اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، خطوة عظيمة

واحدة من أهم المبادرات التي تحدث عنها الوزير، كانت مشروع ضخم لمعالجة اللغة العربية ولهجاتها المختلفة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهذا يعني ترجمة الكتب الأجنبية أسهل، وتوسيع المعرفة للجيل القادم، وأيضًا تصدير لـ ثقافتنا وإنتاجنا المعرفي للعالم، وهو مشروع ضخم، به فرص اقتصادية وثقافية لا حصر لها.

كما أعلن الوزير عن اتفاق مع مايكروسوفت لتدريب 100 ألف شاب على تقنيات الذكاء الاصطناعي خلال عامين، وهناك خطة لتدريب 30 ألف شاب سنويًا ونشر 20 ألف ورقة بحثية حتى 2030، بمعنى آخر، الاستثمار الأساسي ليس في الأجهزة أو البرامج فقط، بل في العقول التي تدير كل هذا.

استراتيجية 2025، شاملة ومنظمة

الاستراتيجية الجديدة التي بدأت في 2025 تقوم على 6 محاور:

1.توفير بنية حوسبية قوية.

2.سياسات ذكية لحماية خصوصية البيانات ودعم الابتكار.

3.حلول عملية لقطاعات مثل التعليم والصحة.

4.تكبير قاعدة المواهب المحلية.

5.دعم الشركات الناشئة بالتدريب والدعم الفني.

6.قوانين منظمة تحمي وتطور المجال.

بنية تحتية قوية، الأساس الذي يحقق الحلم

مصر بالفعل أولت اهتمامًا كبيرًا بالبنية التحتية الرقمية، وبالفعل تضاعفت سرعة الإنترنت أكثر من 16 مرة من 2022، كما إن مشروع "حياة كريمة" لن ينسى القرى، وتمد شبكات ألياف ضوئية في أكثر من 5000 قرية، أي التحول الرقمي ليس في القاهرة والإسكندرية، بل في كل أنحاء الجمهورية.

جيل خامس وخدمات حكومية أونلاين، الطريق لمصر رقمية

عقدت مصر اتفاقيات مع شركات الاتصالات على رخص الجيل الخامس، وفي نفس الوقت، “مصر الرقمية” ليس مجرد موقع أو تطبيق، بل مشروع ضخم يهدف جعل كل الخدمات الحكومية أسهل، وأسرع، وأكثر شفافية للمواطنين.

ختامًا، الخطط التي عرضها الوزير تعكس إن مصر تأخذ موضوع الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي بجدية، وإذا استمرت بنفس التركيز على البنية التحتية، والتعليم، ودعم الشباب، ومساندة الشركات الناشئة، سنجد مصر من الدول التي لها صوت قوي في اقتصاد الذكاء الاصطناعي.

Short Url

أخبار متعلقة