قصة علاقته بترامب وماسك, الوليد بن طلال يعود للمنافسة على لقب الأغنى في العالم
السبت، 26 أبريل 2025 11:50 م

الأمير الوليد بن طلال
عاد الأمير الوليد بن طلال، الملياردير السعودي البارز ومؤسس مجموعة المملكة القابضة السعودية، إلى الساحة للمنافسة على لقب أغنى رجل بالعالم، حيث يعد بن طلال، حفيد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، إضافة إلى أنه يعد من كبار المستثمرين على مستوى العالم، ويرأس مجلس إدارة كل من: شركة المملكة القابضة التي أسسها، ومؤسسة الوليد للإنسانية، ومجموعة روتانا.

وفقا لوكالة بلومبرج، شجع فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانتخابات، ومنح صديقه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك نفوذا سياسيا غير مسبوقا، الوليد بن طلال على أن يعود ليروج لاستثماراته.

وفي مقابلة معه في مكتبه، تحدث الأمير الوليد بن طلال، البالغ 70 عاماً، عبر تطبيق “زوم”، أن ماسك "هو فعلياً نائب الرئيس ومن يدير الأمور في واشنطن"، إضافة إلى أن قيمة منصة "إكس" ("تويتر" سابقاً)، التي ساعدت أثرى رجل في العالم في الاستحواذ عليها في 2022، تتجاوز ما يعتقده المستثمرون نظراً للنفوذ الجديد الذي يحظى به مالكها.

وبحسب “بلومبرج”، تصديقا على هذا الرأي، استحوذت "إكس إيه آي" (xAI)، شركة الذكاء الاصطناعي التي أسسها ماسك، على شركة التواصل الاجتماعي مقابل نفس السعر الذي دفعه تقريباً عند تحويلها إلى ملكية خاصة.
ويُعد بن طلال، مع شركة الاستثمار التي يملكها، ثاني أكبر مساهم في الكيان الجديد الناشئ عند الاندماج بين "إكس" (X) و"إكس إيه آي" (xAI) بعد ماسك نفسه، وتتجه التقديرات إلى أن قيمة حصته تبلغ 1.45 مليار دولار.
نافذة "وول ستريت" السعودية
يعتبر بن طلال شخصية بارزة في عالم الأثرياء وأصحاب النفوذ في منطقة الخليج العربي، التي تحولت إلى مركز عالمي للثروة والتمويل خلال السنوات التي تلت حادثة الريتز-كارلتون الشهيرة.
يقدر إجمالي ثروته الشخصيةبحوالي 17.8 مليار دولار، وذلك وفقاً لمؤشر بلومبرج للمليارديرات، وكان الأمير الوليد أيضاً لسنوات بمثابة النافذة الرئيسية التي ترى بها "وول ستريت" السعودية، السوق التي تعتبر بالغة الثراء ويكاد يستعصي على الأجانب دخولها فعلياً.
وأشار الملياردير السعودي إلى أن طفرة البناء في السعودية وطموحات المملكة الكبيرة، اللتان تمثلان عنصرًا من خطة "رؤية 2030" التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان بتكلفة تتجاوز تريليون دولار بهدف تنويع الاقتصاد، أثارت اهتمام دول من بينها الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، موضحًا أنه لا يزال دليلاً لفهم البلاد كما كان سابقاً.
الوليد بن طلال و"رؤية 2030"
في الفترة الحالية، يتعامل الوليد مع عدد من المشروعات، كلها تشارك في دعم "رؤية 2030" بطريقة أو بأخرى.
ففي مدينة جدة الساحلية، بدأ في استئناف بناء برج جدة المعروف سابقاً باسم “برج المملكة”، بعد تأجيل لسبع سنوات، ويُتوقع أن يكون البرج أطول مبنى في العالم بعد اكتماله، بارتفاع يبلغ كيلومتراً واحداً.
وفي إطار مشروع مشترك مع الحكومة السعودية، يطوّر الأمير الوليد فرعاً لفندق "فور سيزونز" (Four Seasons) (يُذكر أنه يملك حصة في شركة إدارة سلسلة الفنادق) على جزيرة في البحر الأحمر ضمن ما يطلق عليها "المشروعات الضخمة" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، كما كشف أن قيمة الفندق -رغم عدم اكتماله- تبلغ مليار دولار، ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 30% عن قيمته قبل بضع سنوات، بفضل سوق العقارات "المذهل" في المملكة.
كما يرتقب أن يطرح أسهم شركة الخطوط الجوية منخفضة التكلفة "طيران ناس" التي يملكها خلال الأسابيع المقبلة، ليستفيد من خطط تحويل المملكة إلى وجهة سياحية رائجة.
في 2022، استثمر صندوق الاستثمارات العامة 1.5 مليار دولار في "المملكة القابضة"، ما أدى إلى تراجع حصة بن طلال في المجموعة من 95% إلى 78%، قال الأمير الوليد بن طلال: إن استثمار صندوق الاستثمارات العامة في "المملكة القابضة" فتح أمامنا آفاقاً عديدة"، أولها أن "مجموعة روتانا الإعلامية" التي يملكها هى الشريك الرئيسي لهيئة الترفيه الحكومية في كل الحفلات الموسيقية التي تُقام في المملكة، وهى صفقة بـ"ملايين الدولارات" حسب وصفه.
ويمتلك بن طلال قصراً يضم 420 غرفة ومنتجعاً خاصاً يحتوي على حديقة حيوان وعدة بحيرات اصطناعية.
الوليد بن طلال يراهن على منصة "X"
تم اختياره من قبل مجلة "تايم" ضمن أكثر الشخصيات تأثيراً في العالم في 2008، لأسباب من بينها آراءه التقدمية نسبياً حول دور المرأة في القوة العاملة السعودية، والسماح للمرأة بقيادة السيارات.
وجاء حوار مع مقدم البرامج السابق في قناة "فوكس نيوز" بعد مقابلة أجراها مع المؤثر في مجال العملات المشفرة المقيم في دبي -والمقرب من ماسك- ماريو نوفل.
وأوضح بن طلال أنه اختار هاذين المحاورين بسبب نطاق تأثيرهما، (قال: "ستحصل على انتشار هائل على الإنترنت")، فكلاهما يبث البرامج على منصة "إكس"، حيث حصدت محادثتهما مع الأمير ملايين المشاهدات.
حالياً، يستمتع بن طلال بانتعاش شركة التواصل الاجتماعي التابعة لماسك، وهو رهان بدا هشاً قبل ستة أشهر فقط. وقال إنه كان يثق تماماً بأن "X" ستحقق توقعاته العالية، لكنه ربما لم يتخيل أن يقربه هذا الاستثمار بهذا الشكل من دوائر السلطة.
علاقات الوليد بن طلال مع الرئيس الأمريكي ترامب
لدى بن طلال تاريخ طويل مع دونالد ترمب قبل أن يكون رئيسا، حيث كان ترمب غارقا في الديون في مطلع التسعينيات، فاشترى الوليد يخته الفاخر، وبعد بضع سنوات، استحوذ أيضاً على حصته في فندق "بلازا هوتيل" في نيويورك، مع الملياردير السنغافوري كويك لنج بنج.
ووصف بن طلال الرسوم الجمركية، بأنها مناورة مفاوضات تقليدية من ترامب، وقائلا: "أعرف ترامب منذ فترة طويلة. إنه قائد حازم".
يأمل الأمير الوليد أن يبرم الرئيس اتفاقات ثنائية قريباً لتقليل التقلبات في السوق، لكنه أوضح أن منافع أجندة ترمب المحافظة تفوق الفوضى الاقتصادية الحالية، وأضاف "أنا ضد حركة "ووك"، وضد الهجرة غير الشرعية، وضد اليسار".
لم يكن الود سائداً دوماً بينهما؛ فقد هاجم الأمير ترامب على "تويتر" في 2015، عندما اقترح المرشح الرئاسي- آنذاك- منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، ووصفه بأنه “عار على الولايات المتحدة”، بينما اتهم ترامب الأمير في تغريدة بأنه يرغب في "السيطرة على الساسة الأمريكية بأموال والده.. لن تتمكن منذ ذلك إذا أنتُخبت".
وقال الأمير الوليد إن ترامب غير موقفه بعد انتخابه، وسرعان ما أصبح "ودوداً للغاية" مع العالم العربي، وكحال رفاقه المليارديرات، سارع إلى تهنئة الرئيس على إعادة انتخابه، لكن على خلاف ما حدث في 2016، فقد نقل رسالته بشكل خاص عبر أشخاص مقربين من ترامب، من بينهم ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، وملياردير الاستثمار المباشر توم باراك الذي عينه ترمب سفيراً في تركيا.
أشار جيم كرين، الباحث في معهد بيكر للسياسة العامة في جامعة رايس، إلى أن " الوليد بن طلال شخصية معروفة جداً في نيويورك وواشنطن، فإذا كنت في موقف تحتاج إلى نفوذ في الولايات المتحدة، أو في حاجة إلى استثمار أجنبي مباشر من كبرى الشركات في الولايات المتحدة، أو كلاهما معاً، فالوليد يتحرك وسط هذه الدوائر ويمكنه تحقيق ذلك، لذا من المنطقي تماماً أن يعود إلى الظهور في الفترة الحالية".
نسخة جديدة من الوليد بن طلال
وفقا لبلومبرج، مع عودة الأمير الوليد بن طلال إلى دائرة الأضواء، هناك سمة أخرى اختلفت بشكل ملحوظ: فلم يعد ينشغل بتقديرات العامة لثروته الصافية، وحالياً، تفصله نحو 300 مليار دولار عن لقب أثرى شخص في العالم، الذي ناله ماسك، لكنه راضٍ عن الاقتراب منه فقط، وقال "لن أصبح جيف بيزوس أو ماسك أو بيل غيتس أبداً، لكن علينا أن نحصل على نصيبنا العادل على الأقل".
Short Url
إيران, ارتفاع إصابات حادث ميناء الشهيد رجائي لـ 750 وتسجيل 14 حالة وفاة
27 أبريل 2025 12:09 ص
العراق تسعى لإنشاء محطة للطاقة الشمسية لتعزيز أمن الطاقة والاستدامة
26 أبريل 2025 05:20 م
"الكوفية الفلسطينية" بجنازة بابا الفاتيكان والمشييعين بلغوا 250 ألف شخص
26 أبريل 2025 02:17 م


أكثر الكلمات انتشاراً