من الجيل الخامس إلى العاشر، كيف تسرع الصين خطواتها نحو الهيمنة التكنولوجية العالمية؟

السبت، 26 أبريل 2025 05:19 م

أول شبكة 10G في العالم

شهيرة أحمد

في وقت يواصل فيه العالم محاولاته لنشر تقنيات الجيل الخامس (5G)، تخطو الصين بخطى متسارعة نحو المستقبل، معلنة عن إنجازين لافتين في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، الأول إطلاق أول شبكة إنترنت عريض النطاق بسرعة 10 جيجابايت في مدينة شيونجان المستقبلية، وتطوير أول شبكة تجريبية ميدانية للاتصالات الذكية بتقنيات الجيل السادس (6G).

هذه الخطوات تؤكد عزم بكين على تصدر مشهد الابتكار التكنولوجي العالمي وفتح آفاق جديدة للذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، والمدن الذكية.

إطلاق أول شبكة إنترنت بسرعة 10 جيجابايت في شيونجان

اختارت الصين مدينة شيونجان الحديثة، التي تأسست عام 2017 كرؤية طموحة للرئيس شي جين بينغ، لتكون ميدان اختبار لتقنياتها المستقبلية، وتقع المدينة على بعد 70 ميلًا جنوب غرب بكين، وتعتبر رمزًا لخطط التوسع التكنولوجي الطموحة للبلاد.

وبجهود مشتركة بين شركتي هواوي وتشاينا يونيكوم، تم تدشين أول شبكة إنترنت عريض النطاق بسرعة 10 جيجابايت في الثانية، وتصل سرعة التنزيل في هذا التقنية إلى 50 جيجابايت في الثانية، ما يعني إمكانية تنزيل أفلام ضخمة خلال ثواني معدودة أو بث محتوى بدقة 8K دون انقطاع وبسلاسة كاملة، بحسب تقرير نشره موقع "Gizmochina".

إمكانات هائلة وغير مسبوقة للجيل العاشر 10G

ولا تقتصر آثار الشبكة الجديدة الـ 10G على الترفيه المنزلي، بل تمتد إلى مجالات واسعة تشمل تشغيل السيارات ذاتية القيادة بكفاءة عالية، وتطوير مساحات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتحسين كفاءة المدن الذكية.

كما تتيح الشبكة نمواً كبيراً في قدرات الذكاء الاصطناعي الضخم، عبر معالجة البيانات بسرعات غير مسبوقة، ما يضع الصين في موقع متقدم لقيادة الموجة القادمة من التطور التكنولوجي.

شيونجان.. مدينة المستقبل رغم التحديات

تعتمد مدينة شيونجان على مفهوم "دورة الحياة لمدة 15 دقيقة"، حيث يمكن للسكان الوصول إلى جميع الخدمات الأساسية ضمن محيط قريب، مثل المتاجر وأماكن الترفيه، وهو ما يجعله هذا التطور مثالي للطرح السريع.

استثمارات تجاوزت 100 مليار دولار

ورغم استثمارات تجاوزت 100 مليار دولار، أشار تقرير سابق لـ"بلومبرج" إلى أن المدينة شيونجان لم تجذب بعد الزخم السكاني المتوقع، مما أثار بعض الانتقادات ووصمها بأنها "مدينة أشباح"، رغم بنيتها التحتية المتقدمة. لأنها تفتقر إلى استثمارات القطاع الخاص.

الصين تتقدم بينما العالم لا يزال يلاحق الجيل الخامس

بينما لا تزال العديد من دول العالم تكافح لنشر تقنيات الجيل الخامس (5G)، تواصل الصين القفز نحو المستقبل عبر تجارب الجيل العاشر.

ومن المتوقع أن تتوسع هذه التقنية الجديدة لتغطي أجزاء أوسع من البلاد خلال السنوات المقبلة، مما يعزز تفوق الصين التكنولوجي على الساحة العالمية.

تقدم موازي نحو الجيل السادس (6G)

وفي سياق متصل، أعلنت الصين منتصف العام الماضي عن إنشاء أول شبكة تجريبية ميدانية للاتصالات الذكية باستخدام تقنيات الجيل السادس، بقيادة فريق بحثي من جامعة بكين للبريد والاتصالات، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”.

وأوضحت “شينخوا”، أن أظهرت الشبكة التجريبية أن الاتصالات الدلالية قادرة على تحقيق قدرات نقل تضاهي الجيل السادس عبر البنية التحتية الحالية للجيل الرابع، مع تحسينات بارزة بلغت عشرة أضعاف في السعة والتغطية والكفاءة.

وتعتبر الشبكة التجريبية منصة أساسية لدعم مؤسسات البحث العلمي في تطوير واختبار النظريات والتقنيات المحورية للجيل السادس، مما يقلل من عتبة الدخول للأبحاث ويعزز بيئة الابتكار، وتعمل الصين على التسويق التجاري للجيل السادس بحلول عام 2030.

هل تحقق شيونجان الحلم أم تبقى واجهة تكنولوجية؟

وبينما فاجأت الصين العالم بإطلاق شبكة 10G قبل استكمال مسيرة الجيل السادس، تبقى الأسئلة مطروحة: هل ستنجح مدينة شيونجان في اجتذاب الحياة والزخم البشري، أم ستظل واجهة تكنولوجية متألقة تفتقر إلى الحشود؟ وهل سيحقق الجيل السادس طفرة غير مسبوقة في عالم الاتصالات؟

الإجابات ستتكشف تدريجيًا في السنوات القادمة، ولكن المؤكد أن الصين عازمة على أن تكون مركز ثقل المستقبل التكنولوجي العالمي.

Short Url

أخبار متعلقة