عودة المصانع إلى أمريكا، استثمارات بالمليارات ترسم خريطة صناعة جديدة
السبت، 26 أبريل 2025 02:03 م

التصنيع في أمريكا
تحليل/ ميرنا البكري
في خلال الفترة الأخيرة، قررت شركات عالمية ضخمة مثل "أبل" و"إنفيديا" و"روش" و"تي إس إم سي" ضخ استثمارات ضخمة جدًا لكي يوسعوا التصنيع داخل أمريكا، وهذا ليس مجرد خبر اقتصادي فحسب ، بل علامة واضحة على إن العالم الصناعي يتم ترتيبه من جديد، وإن أمريكا قررت تعود بأمجادها الصناعية التي فقدتها في السنوات السابقة بسبب العولمة ورخص التصنيع في آسيا، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما الذي يجعل الشركات الكبيرة تتحمل تكاليف تصنيع أغلى لمجرد دخولها السوق الأمريكي؟
شركات تصرف بالمليارات، أرقام خرافية
أعلنت شركة “أبل” عن ضخ 500 مليار دولار لكي توسع قدراتها التصنيعية خلال 4 سنين قادمة.
كما خصصت شركة “إنفيديا” 500 مليار دولار لتصنيع الرقائق الذكية في أريزونا وتكساس.
كما أعلنت شركة "تي إس إم سي" ضخ استثمارات بقيمة 165 مليار دولار لكي تفتح 3 مصانع بحث وتطوير.
وقامت شركة "جونسون آند جونسون" يتوجيه 55 مليار دولار في تطوير منشآت تصنيع أمريكية جديدة، ووجهت "روش" 50 مليار دولار لزيادة التصنيع في الولايات المتحدة.
"أبوت"، "تشوباني"، وحتى "هيونداي" دخلوا على الخط باستثمارات 500 مليون دولار، 1.2 مليار دولار، 21 مليار دولار على الترتيب، هذا يعكس إن السوق الامريكي أمام موجة استثمارات صناعية ضخمة.

أسباب إقبال الشركات للتصنيع داخل الولايات المتحدة
1. مخاوف من سلاسل الإمداد: بعد جائحة كورونا، وحرب أوكرانيا، وأزمات الشحن العالمية، أصبحت الشركات الكبيرة لديها مخاوف في الاعتماد على مصانع تقع بعيد عن أسواقها الرئيسية.
2. القوانين والحوافز الأمريكية: قام البيت الأبيض بتقديم برامج دعم مالي وحوافز ضريبية (مثل قانون "CHIPS Act") لتشجيع شركات التكنولوجيا والدواء على التصنيع المحلي.
3. التوتر مع الصين: ساهم التوتر التجاري بين أمريكا والصين، من زيادة حماس الشركات لكي تنقل جزء كبير من إنتاجها بعيد عن آسيا.
4. تحسين صورة الشركات أمام الحكومات: عندما تقوم هذه الشركات بتوظيف أمريكان وضخ استثمارات، هذا يحسن علاقتها مع الحكومة ومع الرأي العام الأمريكي.
تداعيات هذه الخطوة على الاقتصاد الأمريكي
انتعاش صناعي أمريكي: سيشهد الاقتصاد الأمريكي قفزة في التوظيف في قطاع الصناعة، خصوصًا التكنولوجيا والدواء والسيارات.
تقليل الاعتماد على الخارج: تحاول أمريكا أن تكون أقل عرضة للضغط الخارجي، خصوصًا من الصين وتايوان.
زيادة التكاليف: التصنيع في أمريكا أغلى بكثير من آسيا، وهذا يعني إن تكلفة المنتجات ستزداد على المستهلك الأمريكي.
منافسة عالمية جديدة: قد تقوم الدول الأخرى بتقديم حوافز أكثر لجذب الشركات، فبالتالي يدخل العالم على مرحلة "حروب دعم صناعي" بين أمريكا، وأوروبا، وآسيا.
الولايات المتحدة تحمي أمنها الصناعي
هذه الخطوات ليس مجرد دعم للاقتصاد، بل جزء من خطة لحماية "الأمن القومي الصناعي" الأمريكي، خصوصًا في مجالات حساسة مثل الرقائق الإلكترونية التي أصبحت اقتصادي مهم للغاية.
هل هذا يعني إن أمريكا عادت أرض المصانع؟
ليس بنسبة 100%، فالصين وفيتنام والهند يكملوا بقوة، لكن أمريكا تحاول أن تبني شبكة صناعية قوية داخل أراضيها، لكي تكون هناك بدائل جاهزة ومصانع تعمل وتنتج دون الاعتماد على دول أخرى خصوصًا في وقت الازمات العالمية.
ختامًا، ما يحدث الآن هو إعادة رسم لخريطة الصناعة العالمية، وأمريكا تضع نفسها في موقع أفضل لمواجهة أي أزمات قادمة، لكن التحدي الحقيقي أمام الشركات هو التوازن بين التكلفة العالية للتصنيع في أمريكا، وبين إنهم يستمروا في الحفاظ على قدرتهم التنافسية أمام الصناع الآسيويين.
Short Url
من الجيل الخامس إلى العاشر، كيف تسرع الصين خطواتها نحو الهيمنة التكنولوجية العالمية؟
26 أبريل 2025 05:19 م
90 مليار دولار استثمارات، الهيدروجين الأخضر يصنع مستقبل مصر
26 أبريل 2025 03:30 م
20 مليار دولار على الطاولة، شركة «xAI» تستعد لجولة تمويل قياسية
26 أبريل 2025 12:36 م


أكثر الكلمات انتشاراً