90 مليار دولار استثمارات، الهيدروجين الأخضر يصنع مستقبل مصر
السبت، 26 أبريل 2025 03:30 م

الهيدروجين الأخضر
تحليل/ ميرنا البكري
المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لن تراهن على كونها ممرًا ملاحيًا عالميًا فحسب، بل ستدخل بكامل قوتها في سباق الطاقة النظيفة، حيث أعلن محمد عبد الجواد، نائب رئيس المنطقة في لقاء مع “الشرق بلومبرغ”، أنهم يستهدفون استثمارات تتخطى الـ90 مليار دولار في مجال الهيدروجين الأخضر، من خلال 11 اتفاقية ضخمة مع مستثمرين عرب وأجانب، وهذا يعني أن مصر، تحجز مكانها على خريطة الطاقة الجديدة.

الهيدروجين الأخضر، كلمة السر للتحول للطاقة النظيفة
الهيدروجين الأخضر، هو نوع من الوقود يُنتج باستخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية، لكي نفصل ذرات المياه عن بعضها، دو أن نسبب تلوثات أو انبعاثات كربونية، وهو الأمر الذي يسعى العالم كله خلفه، لكي يقلل من الكوارث البيئية، ويحاول الوصول لـ"الحياد الكربوني" قبل عام 2050م.
مصر تمتلك فرصة ذهبية في الهيدروجين الأخضر
تكلفة إنتاج رخيصة:- حيث أن الحكومة تقول إن مصر قادرة على إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة عالمية، وهذا بسبب حرارة الشمس وقوة الرياح طوال العام.
موقع استراتيجي:- مصر قريبة من أوروبا وأسيا وإفريقيا، أي ما يتم إنتاجه داخل البلاد حيث من السهل تصديره لأكبر أسواق الطاقة في العالم.
استراتيجية واضحة:- ووضعت الحكومة المصرية، خطة حتى 2035م، لكي تدمج الهيدروجين الأخضر في مزيج الطاقة القومي، وتقلل الاعتماد على البترول، أي ببساطة، مصر لم تدخل المجال بعشوائية، بل وضعت خطة مدروسة ومدعومة باستثمارات مليارية.
ليس هيدروجين فقط، بل صناعات مغذية تكبر حوله
وتحرك المنطقة الاقتصادية، صناعات أخرى حوله، كتصنيع صمامات المياه التي تُستخدم في محطات التحلية، وصناعة المحللات الكهربائية التي تقوم بفصل جزيئات المياه، وتصنيع الألواح الشمسية التي يحتاجوها في إنتاج الطاقة النظيفة، أي توفير فرص عمل ضخمة، واستثمارات أخرى فرعية قد تضرب السوق المصري، ومشروعات أخرى بالمليارات ترسم مستقبل المنطقة الاقتصادية، وبعيدًا عن الهيدروجين، فهناك قناة السويس والتي تعمل على جذب مشروعات متنوعة، منها:-
1.استثمارات جديدة بـ3 مليارات دولار في البنية التحتية والخدمات.
2.مصنع إطارات سيارات باستثمارات مليار يورو، وهو بديل مصري للإطارات المستوردة.
3. 272 مشروعًا صناعيًا وخدميًا جديدًا تم جذبهم في آخر عامين فقط.
ويؤكد هذا الأمر أن المنطقة لن تسعى لتكون ممرًا ملاحيًا فقط، بل "مركزًا صناعيًا ولوجستيًا إقليميًا وعالميًا".

الأثر الاقتصادي الكبير الذي تحققه مصر من هذه الخطوة
1. ضخ عملة صعبة:- حيث تجلب هذه المشاريع استثمارات أجنبية مباشرة، تساعد في دخول عملة صعبة تقوي الاحتياطي النقدي.
2. خلق فرص عمل:- حيث تفتح الصناعات الجديدة، مئات الآلاف من فرص العمل للشباب.
3. تقليل فاتورة الاستيراد:- فكلما زاد الإنتاج المحلي أكثر، كلما قل الاستيراد، وهو ما يخفف الضغط على العملة المحلية.
4. نقلة في تكنولوجيا الصناعة:- الدخول في صناعات الهيدروجين والطاقة النظيفة، معناه دخول تكنولوجيا متطورة للسوق المصري.
5. منافسة عالمية:- وتعتبر تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في مصر، أقل من دول كثيرة، كما أنه يعزز من التصدير للخارج وكذلك المنافسة بقوة.
أبرز التحديات التي يجب أن تضعها الحكومة المصرية في الاعتبار
1. تطوير البنية التحتية بأسرع وقت، لكي تستوعب هذا النمو الصناعي.
2. تدريب عمالة فنية على أعلى مستوى لكي نواكب التكنولوجيا القادمة مع الاستثمارات.
3. بيئة تشريعية مرنة وجاذبة أكثر للمستثمرين.
4. الحفاظ على التوازن بين الاستثمارات الأجنبية والمحلية، لكي تنمو الصناعة الوطنية أيضًا.
ختامًا، هذه ليست مجرد مشروعات، بل خطة كبيرة لكي تضع مصر نفسها في مركز عالمي لصناعة الطاقة النظيفة والصناعات المرتبطة بها، وإذا استمرت الدولة بنفس السرعة في التنفيذ، وقامت بتزويد التسهيلات وحافظت على الاستقرار الاقتصادي، فمن الممكن أن تصبح مصر واحدة من اللاعبين الكبار في سوق الهيدروجين الأخضر العالمي، وأن يصبح الذهب الأخضر الجديد مضيفًا ومضافًا للقوة الاقتصادية.
Short Url
من الجيل الخامس إلى العاشر، كيف تسرع الصين خطواتها نحو الهيمنة التكنولوجية العالمية؟
26 أبريل 2025 05:19 م
عودة المصانع إلى أمريكا، استثمارات بالمليارات ترسم خريطة صناعة جديدة
26 أبريل 2025 02:03 م
20 مليار دولار على الطاولة، شركة «xAI» تستعد لجولة تمويل قياسية
26 أبريل 2025 12:36 م


أكثر الكلمات انتشاراً