ترامب والتعريفات، سياسة بلا بوصلة وفن صفقات محفوف بالمخاطر
الخميس، 24 أبريل 2025 03:23 م

الرئيس الأميركي دونالد ترامب
تحليل/ كريم قنديل
بينما يدور المزاد التجاري العالمي، يرفع كل طرف سقف الرسوم الجمركية، في مشهد يبدو وكأنه صراع عضلات اقتصادي، في قلب هذه الزوبعة يقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهو يلوّح بالتعريفات تارة، ويمنح إعفاءات تارة أخرى، في مشهد يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه السياسة.

ازدواجية الرسوم، عصا ضغط أم وسيلة لإعادة التصنيع؟
إن سياسة ترامب الجمركية، تعاني من تناقض بنيوي، هل هي وسيلة ضغط تفاوضي، أم أداة لإجبار الشركات على العودة للإنتاج داخل الولايات المتحدة؟ ولا يمكن للرسوم أن تلعب الدورين في آن واحد، ففي اللحظة التي تبدأ فيها الإعفاءات، تفقد هذه الرسوم قيمتها كأداة ضغط.
من آيفون إلى وول مارت، الشركات تطرق باب البيت الأبيض
وبدايةً من تدخل تيم كوك لحماية آيفون، إلى طوابير جماعات الضغط التي تمثل عمالقة التجزئة، مثل وول مارت وتارجت، يتضح أن الشركات الكبرى، تتسابق لنيل رضا الإدارة، لكن العائق الأكبر كان غياب آلية رسمية لطلب الإعفاءات، ما يثير شبهات حول الشفافية، وحتى احتمالات الفساد.

سياسة بلا خريطة واضحة
ورغم حديث الإدارة عن استراتيجية لإعادة التصنيع، فإن الواقع يكشف عكس ذلك، حيث جمد ترامب الرسوم، ثم هدد بإعادتها، وهو ما يخلق حالة من الفوضى وعدم اليقين، ليس فقط في الأسواق، بل أيضًا في أروقة المفاوضات الدولية، كما أظهرت مغادرة المسؤول الأوروبي دون وضوح، وتأجيل الصفقة اليابانية رغم اقترابها.
التأثيرات العالمية، من وول ستريت إلى برلين
الرسوم الأميركية، أدت إلى تراجع حاد في الأسواق الأميركية، حيث خسر مؤشر S&P 500، ما يعادل 7 تريليونات دولار من قيمته، أما أوروبيًا، فقد سجل مؤشر مديري المشتريات الألماني انخفاضًا إلى 49.7، الأمر الذي يشير إلى حدوث انكماش، وكذلك حدث نفس الأمر بالنسبة لبريطانيا أيضًا، وكوريا الجنوبية التي شهدت انخفاضًا في صادراتها، بنسبة 5.2% خلال أول 20 يومًا من إبريل.
وعادت أسهم وول ستريت في الارتفاع مرة أخرى، وذلك بفضل تجديد الآمال بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد يخفض الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، وخاصةً قوله بأنه لا ينوي إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم بأول، كما قلصت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية الثلاثة، مكاسبها مع إغلاق الجلسة.

الصين، الخصم اللدود
ورغم تخفيف التعريفات على أغلب الدول، ظلت الصين استثناءً، في ظل فرض تعريفة هائلة بلغت 145%، وبين تصريحات متباينة من ترامب ووزير الخزانة سكوت بيسنت، تتراوح الرسائل بين التهدئة والتصعيد، وهو ما يعكس ارتباكًا استراتيجيًا واضحًا.
صندوق النقد يدق ناقوس الخطر
في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي تحولات جذرية وتحديات غير مسبوقة، وجّه صندوق النقد الدولي تحذيرًا صريحًا من تباطؤ اقتصادي يلوح في الأفق، خافضًا توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي خلال عامي 2025م و2026م، وسط تصاعد للتوترات التجارية، وغموضٍ للسياسات الاقتصادية في كبرى الاقتصادات.
كما حذر الصندوق، من تباطؤٍ اقتصادي عالمي، نتيجة إعادة تشكيل التجارة بفعل سياسات ترامب، وكذلك انخفاض الطلبات الجديدة في منطقة اليورو، وسقوط ثقة الشركات، العنصران اللذان وضعا مؤشرات واضحة على التحديات القادمة.
Short Url
أزمة أسعار أم سياسة؟، كيف يعبّر ترامب برجر عن أزمة أمريكا الاقتصادية؟
24 أبريل 2025 04:09 م
غسّالة الصحون التي هزّت الاشتراكية، تحوّل الاستهلاك إلى سلاح أميركي في الحرب الباردة
24 أبريل 2025 11:57 ص
بين مطرقة إيران وسندان الصين، سوق النفط يتراقص على إيقاع السياسة العالمية
24 أبريل 2025 11:29 ص


أكثر الكلمات انتشاراً