أزمة أسعار أم سياسة؟، كيف يعبّر ترامب برجر عن أزمة أمريكا الاقتصادية؟

الخميس، 24 أبريل 2025 04:09 م

ترامب برجر

تحليل/ ميرنا البكري

في ولاية تكساس، تحديدًا على بعد ساعة ونص من هيوستن، في مطعم بسيط يسمى "ترامب برجر"، يوجد به حوالي 10طاولات فقط، يبدو هذا المطعم عندما تدخله كأنه عالم آخر كله شعارات سياسية وتمجيد لترامب وسخرية من بايدن، هذا المطعم لن يبيع مجرد طعام، بل يبيع فكرة وهي "اقتصاد سياسي" بنكهة البرجر، والبرجر هنا يحكي قصة التضخم.

والشيء الغريب في قائمة الطعام هي"ترامب برجر" الذي يُباع بـ 16.99 دولار، أما "بايدن برجر" فسعره 50.99 دولار، رغم إنه غير موجود بالفعل، والفرق في السعر ليس عشوائي، بل رسالة سياسية من أصحاب المطعم، يقولوا فيها إن الأسعار اشتعلت بسبب سياسات بايدن الاقتصادية، خصوصًا التضخم الذي خبط في جيوب الناس بعد 2021، أي التهجم هنا ليس على بايدن كشخص، بل سخرية من الحقبة الاقتصادية التي ارتبطت باسمه.

ترامب يعزم مرافقيه على أكلة برغر بـ 200 دولار — **ترامب برجر**

الزبون لن يأتي لتناول الطعام فقط، بل يأتي للتعبير

هذا المكان يجذب فئة معينة على سبيل المثال، راكبي دراجات نارية، عائلات محافظة، جمهور ترامب المخلص، هذه الفئة لن تذهب فقط للأكل، بل ذاهبين لكي يشعروا بإنهم جزء من تيار سياسي واقتصادي يمثلهم، "ترامب برجر" أصبح رمز لأمريكا التي تعتقد إن ترامب كان يقدم اقتصاد "بلا قيود"، ضد الضرائب والتضخم و"الخبز البايت والطماطم الفاسدة" اللي بيمثلها برغر بايدن.

ليس تبع ترامب، لكنه يخدم أجندته

رغم أسم المطعم وكل الدعاية الخاصة به، فهو غير مملوك لترامب ولا يتبع لمجموعة شركاته. بل مشروع خاص، تم تأسيسه سنة 2020، وهي نفس السنة التي خسر فيها ترامب الانتخابات، والغريب إن هذا المطعم غير موجود في منطقة فيها 805 من السكان اعطوا صوتهم لترامب، فطبيعي يكون له قاعدة جماهيرية قوية.

اقتصاد شعبي محافظ، بوجه ساخر

يعتبر “ترامب برجر” هو دمج ذكي بين الاقتصاد والتسويق السياسي، فهو نموذج مصغر من "أمريكا المحافظة" التي ترى إن ترامب هو الحل، وإن بايدن هو سبب الأزمة. فالأسعار، نوعية البرجر، وحتى طريقة تقديم الطعام، كلها رسائل ضمنية تدعم رؤية معينة عن الاقتصاد والسياسة، وهو يعطينا لمحة عن مدى قدرة الاقتصاد الشعبي على تشكيل، لكن كمان من شطيرة برجر بـ50 دولار، وليس فقط قرارات من البيت الأبيض.

Short Url

أخبار متعلقة