ترامب والرقائق، خطة لإنعاش الصناعة أم خطوة تشعل السوق؟
السبت، 19 أبريل 2025 04:47 م

الرقائق الإلكترونية
تحليل/ ميرنا البكري
في ظل التوترات التي تسود العلاقة بين أمريكا والصين، قرر ترامب أن يلعبها بحكمة وذكاء، بدلًا ما يهدد، دخل بقوة سوق حساس جدًا وهو أشباه الموصلات.
هذه ليست مجرد رقائق إلكترونية، بل قلب الصناعة التكنولوجية التي تتحكم في أجهزة العالم كله، سنوضح في هذا التحليل التعريفات الجمركية على الرقائق، وهدف ترامب من هذه الرسوم، مع عرض أبرز توقعات السوق خلال الفترة المقبلة.

أول ضربة، تعريفة جمركية على الرقائق
استخدم ترامب سلاح الرسوم الجمركية، كما وجهها للرقائق القادمة من الصين وتايوان، لأن أمريكا استوردت في 2024 رقائق ومكونات إلكترونية بـ 139 مليار دولار، 27% منهم قادميين من تايوان فقط، التي تعتبر الآن مصنع العالم في تصنيع الرقائق.
3 أهداف رئيسية وراء فرض رسوم على الرقائق
1. الضغط على الصين سياسيًا واقتصاديًا
هذه التعريفات تجعل تكلفة الرقائق الصينية أعلى، فشركات أمريكية قد توقف شراء منهم، وهو ما يمثل ضربة مباشرة للصين التي كانت تكسب من هذا السوق.
2. تشجيع الصناعة المحلية
ترامب يلعب على فكرة “صنع في أمريكا”، وفعلاً، قانون CHIPS الذي تم إصداره في عام 2022 ،ضخ 53 مليار دولار لكي يدعم إنتاج الرقائق داخل أمريكا، تشير التوقعات إلى إن الإنتاج المحلي قد يتضاعف إلى 2032.
3. إعادة المصانع لأرض الوطن
ترامب لن يهدد الصين فقط، بل رسالة لحلفاء أمريكا وهي: “إذا كنتم تريدوا ان تبيعوا منتجاتكم في السوق الأمريكي، انقلوا مصانعكم هنا”، من أجل إعادة الوظائف والابتكار لداخل أمريكا.
وهذا الأمر كما له مكاسب فهو له أيضًا بعض الخسائر التي يعلمها ترامب، ومنها إن الأسعار ترتفع، ففي حالة إن تكلفة الرقائق زادت، فينعكس ذلك على الهواتف، واللابتوبات، وحتى السيارات، ترتفع أسعارهم.
كما إن سلاسل التوريد تتخبط، حيث إن الشركات تتعود على نظام توريد سريع ورخيص من آسيا، عندما يتكسر، قد يعوق أو يأخر عمليات الإنتاج، والصين لن تسكت، وبالفعل أعلنت إنها تزود الرسوم على الرقائق الأميركية إلى 125%، مما يشعل الحرب التجارية.
توقعات، السوق متجه إلى أين؟
1.منافسة داخلية تزداد: شركات مثل Intel وQualcomm قد تكسب أكثر محليًا بعد ما الرقائق المستوردة أصبحت أغلى.
2.تحالفات جديدة تتشكل: تضغط الولايات المتحدة أكثر على اليابان وأوروبا لكي يستثمروا معها في إنتاج الرقائق.
3.المستهلك يتحمل الفاتورة: الأسعار في أمريكا غالبًا سترتفع، خصوصًا في التكنولوجيا المعتمدة على رقائق متطورة.
ختامًا، هذه الخطوة ليس اقتصادية فقط، بل سياسية، استراتيجية، وحتى انتخابية، ترامب يحاول أن يرسم مستقبل التكنولوجيا بإيده، ويثبت للناخبين إنه “حامي الصناعة الأميركية”، ولكن النجاح الحقيقي لن ياتي إلا لو أمريكا بالفعل استطاعت أن تبني سلاسل توريد مستقلة، وسريعة، ورخيصة.
Short Url
بعد خفض الفائدة، خبراء يكشفون أفضل وجهات الاستثمار في 2025
19 أبريل 2025 04:45 م
7 مليار يورو يغيروا الخريطة، مشروع الهيدروجين الأخضر ينطلق من مصر
19 أبريل 2025 03:59 م
التمليك أرخص من الإيجار، السوق العقاري في دبي يغير المعادلة
19 أبريل 2025 02:29 م


أكثر الكلمات انتشاراً