الخميس، 24 أبريل 2025

02:31 م

بين مطرقة إيران وسندان الصين، سوق النفط يتراقص على إيقاع السياسة العالمية

الخميس، 24 أبريل 2025 11:29 ص

أسعار النفط

أسعار النفط

تحليل/ ميرنا البكري

في صباح اليوم، شهدت أسعار النفط ارتفاعًا بعد ما هبطت حوالي 2% بالجلسة الماضية، وقد يرجع سبب هذا إلى حديث من داخل أوبك+، تضمن نية تحفيز الإنتاج في يونيو القادم،  حيث وصل برنت لـ65.60 دولار، وغرب تكساس قفز لـ62.77 دولار للبرميل، ما دل على أن السوق يتأرجح على نغمة التصريحات والمفاوضات، فعند سماع خبر عن زيادة  المعروض، فإن الأسعار تهبط، وعندما يظهر خلاف أو توتر في السوق، فالأسعار ترتفع.

انخفاض أسعار النفط بأكثر من 2% بفعل مخاوف الحرب التجارية العالمية
النفط

 

خلافات أوبك+، نار تحت الرماد

صرحت كازاخستان التي تنتج حوالي 2% من النفط العالمي،  بأنها ستضع مصالحها الوطنية قبل مصلحة المجموعة، وهذا مؤشر خطر، ففي الماضي خرجت أنغولا من أوبك+، بسبب نفس الخلافات حول الحصص، وهذا يعني أن هذه الخلافات ليست جديدة، بل أي تصعيد فيها سيهز السوق.

 

أمريكا والصين، ومصالحة على نار هادئة

ويفكر البيت الأبيض، بأن يقلل الرسوم الجمركية بنسبة 50% كبداية للمفاوضات، وهو مؤشر جيد على تهدئة الحرب التجارية بين أمريكا والصين، لكن سرعان ما صدر تصريح ينفي أي نية لتخفيض أحادي الجانب.

وهذا الصراع لا يؤثر على التجارة فقط، بل يؤثر أيضًا على الطلب العالمي للنفط حسب “ريستاد إنرجي”، كما أن استمرار التوتر، سيجعل الطلب الصيني على النفط يقل للنصف، بدلًا من أن يزيد إلى 180 ألف برميل في اليوم، حيث سيزيد فقط 90 ألف، وهذا يعني ضغوطًا سلبية على الأسعار في المدى المتوسط.

الصين تتهم أمريكا بـ
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني 

 

أمريكا وإيران، شد وجذب نووي

ويراقب السوق أيضًا، تطورات المفاوضات بين أمريكا وإيران، فأي تقارب يجعل النفط الإيراني يرجع السوق مرة أخرى، وهو ما يعني زيادة المعروض وانخفاض الأسعار، لكن في نفس الوقت، فرضت أمريكا عقوبات جديدة على قطاع الطاقة الإيراني، وهو ما يجعلنا نشك في نواياها تجاه الاتفاق النووي، أي أنه مازالت الأمور غير واضحة، لكن فرض العقوبات بين الحين والآخر، معناه أن العرض من إيران، سيظل محدودًا حاليًا.

والنفط الآن في وضع حساس للغاية، والسوق يتفاعل بسرعة مع أي خبرٍ سواءً من أوبك+، أو من واشنطن وبكين، أو من طهران (عاصمة إيران)، وإذا استمرت الخلافات داخل أوبك+، في ظل ترقب الأسواق لحرب أسعار، سنشاهد ارتفاعًا في أسعار النفط، وإذا اقتربت أمريكا والصين من الاتفاق وعاد الطلب الصيني عاد للتزايد، سيشكل ذلك دعمًا للأسعار.

لكن أي بوادر لعودة النفط الإيراني، أو تهدئة كبيرة في أوبك+ في ظل زيادة المعروض، ستعتبر عوامل ضغط على السوق، والنفط الآن في دوامة سياسية اقتصادية، ومن يتحكم في السوق ليس العرض والطلب فقط، لكن أيضًا التصريحات من الجهات الدولية، والمصالح، والسياسة الدولية.

Short Url

search