من الصين إلى جيبك.. كيف تُشعل الرسوم الجمركية أسعار هواتف آبل؟

الأربعاء، 09 أبريل 2025 06:42 م

شركة آبل

تحليل/ ميرنا البكري

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، موجة جديدة من الرسوم الجمركية على واردات التكنولوجيا من الصين، وردت الصين عليها برسوم مماثلة، هذا القرار هز الأسواق، وشركات عملاقة مثل "أبل"، لأنها تعتمد بشكل شبه كامل على الصين في تصنيع موبايلات الآيفون.

ماذا يُعني هذا بالنسبة للمستهلكين؟

الموبايلات التي كانت تُباع بـ 599 دولار (مثل iPhone 16e)، بعد هذه الرسوم من الممكن أن يرتفع بنسبة 43% ليصل إلى 856 دولار، أما الموديلات الأعلى، مثل iPhone 16 Pro Max، فمن المتوقع أن يتخطى الـ 2300 دولار بسهولة، وهذا وفقًا لـ تقارير من "فوربس" وتحليلات من شركات كبيرة مثل "Rosenblatt Securities".

رسوم ترامب الجمركية تشعل الأسعار

وهذا يرجع إلى إن شركة أبل تصنع أكثر من 90% من أجهزتها في الصين، كما تمثل بكين بمفردها حوالي 80% من إنتاجها العالمي، ووفقًا لشركة "Rosenblatt"، تضيف هذه الرسوم الجديدة تكلفة على أبل قد تصل لـ 40 مليار دولار.

كما أفاد محللين من Wedbush، إن أبل تفكر في نقل التصنيع لأمريكا، وعندها سيصل سعر الآيفون الواحد إلى 3500 دولار.

كيف تواجه أبل هذه التطورات؟ هناك 4 سيناريوهات مطروحة

1. تتحمل التكلفة على حسابها: أي المحافظة على الأسعار كما هي في السوق الأمريكية، وبالتالي يحافظ على هيمنتها في الاسواق ولكن يؤثر على الربحية.

2. رفع الأسعار على المستهلكين: فتحمل المستهلكين للتكاليف، سيحافظ على هوامش الربحية ولكنه يقلل من المبيعات.

3.طلب إعفاءات من الحكومة: أي طلب الحصول على إعفاءات على بعض المنتجات، ولكن فرصة الطلب ضعيفة تُقدر بحوالي 20% فقط.

4. نقل التصنيع إلى دول أخرى: أي نقل التصنيع لدول لديها رسوم أقل نسبيًا مثل الهند، وهذا الخيار متوقع حدوثه بقوة لتقليل من حدة تاثير الرسوم على المنتجات المستوردة للسوق الأمريكية.

الرسوم الجمركية الحادة تنعش الطلب على هواتف آيفون

مازالت أبل تمتلك مخزون داخل أمريكا غير خاضع للرسوم الجديدة، أي المستهلك الذي يقوم بالشراء الآن قبل انتهاء المخزون، تشتري الهاتف بالسعر القديم.

حيث شهدت عدة فروع للشركة زخمًا كبيرًا على شراء منتجات أبل؛ نظرًا للمخاوف من الرسوم الجمركية التي من المؤكد أنها سترفع أسعار هواتف الآيفون.

تداعيات هذه الرسوم على الشركات

هذه الرسوم لن تؤثر فقط على شركة أبل، بل تؤثر على السوق بأكمله، ومن المتوقع أن أسعار المنتجات الإلكترونية سترتفع من 40% لـ 50%، كما يُتوقع إن الذكاء الاصطناعي نفسه سوف يتعطل لأن تكلفة أجهزته تزيد، والمستهلك هو من هيتحمل الفرق، في هواتفه، ومشترياته الإلكترونية.

توقعات المستقبل

هناك توقعات بأن ترامب يستخدم هذه الرسوم كورقة ضغط في المفاوضات، وإنه يتراجع عنها بعد الحصول على تنازلات من الصين أو تايوان.
ومن الممكن في الفترة القادمة أن نشهد خروج أبل من التصنيع في الصين، واللجوء إلى دول لديها رسوم جمركية أقل حدة.

ختامًا، إذا كنت تنوي شراء هاتف أو أي جهاز إلكتروني، فالآن هو الوقت الأفضل، لان الأسعار سترتفع الفترة القادمة بسبب الرسوم الجمركية، وهذه الأحداث ليست مجرد أزمة جمركية فحسب، بل تحول كبير في شكل التجارة العالمية وسلاسل التوريد، والمتضرر في النهاية هو المستهلك.

Short Url

أخبار متعلقة