الثلاثاء، 29 أبريل 2025

11:56 م

من أزمة كورونا لأزمة ترامب، سوق العقارات الأمريكي في دوامة

الثلاثاء، 29 أبريل 2025 07:22 م

سوق العقارات الأمريكي

سوق العقارات الأمريكي

تحليل/ ميرنا البكري

في الماضي، كان شراء منزل في أمريكا هو علامة على الاستقرار لكن الآن أصبح التراجع عن الشراء هو السائد بين الناس في الولايات المتحدة، حتى لو معناه خسارة عربون بآلاف الدولارات، والسبب هو الخوف من المستقبل، من التضخم، من فقدان الوظيفة، ومن قرارات ترامب الاقتصادية التي قلبت السوق.

سوق العقارات يودع التباطؤ المؤقت ويترقب
سوق العقارات

 الرعب من البطالة جعل الناس تتخلى عن المنازل

الوسيط العقاري “سكوت برايس” لديه خبرة 20 عام في هذا المجال، تفاجىء إن الزبون الذي كان يشتري بيت في لوس أنجلوس قرر بدون مقدمات الانسحاب، وخسر عربون 3%، لمجرد إن شركته حذرته من احتمال تسريح الموظفين، وهذه ليست حالة فردية، بل اتجاه (ترند) في أمريكا، بين 17 مارس و13 أبريل، تم إلغاء حوالي 14% من عقود شراء البيوت، وهو أعلى معدل منذ أيام كورونا.

 ترامب ضرب السوق بتعريفات جمركية جديدة

في بداية شهر أبريل،  أعلن ترامب عن تعريفات جمركية جديدة (وبعدها جمّدها 90 يوم)، ولكن سرعان ما اتحرك السوق، وبدأت الناس في الخوف من تضخم كبير يمس كل شيء من الأحذية للأثاث، وهو ما زود القلق من دخول أمريكا في ركود اقتصادي خلال 2025.

 مبيعات المنازل تنهار، ولا يوجد ربيع عقاري

الناس كانت تنتظر ربيع 2025 يعوض ركود 2024، لكن  المبيعات تراجعت 5.9% في مارس مقارنة بفبراير ،وهو أسوأ أداء لشهر مارس منذ 2009، أي بدلًا من أن يستيقظ السوق، غرق في النوم أكثر.

 البورصة وقعت، والفوائد تصاعدت

بلغت خسائر “داو جونز” في أول 3 أسابيع من أبريل  أكثر من 9.1% – وهو أسوأ أبريل منذ عام 1932. وفي نفس الوقت، ارتفعت الفائدة على القروض العقارية مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة لـ4.5%، وهو يعني إن أي شخص ينوي أن  يأخد قرض، سيتحمل أعباء أكبر بكثير.

 الشباب يتراجع، والكبار يستغلوا الفرصة

أغلب الشباب لا يريدوا سحب أموالهم من البورصة أو المغامرة بشراء منازل، خصوصًا إن أسعار البناء والأجهزة ارتفع بسبب جمارك ترامب. على الجانب الآخر، بدأ المستثمرين الكبار دخول السوق العقاري كملاذ آمن بعد خروجهم من الأسهم قبل التراجعات.

توقعات، هل يعتبر هذا بداية ركود عقاري؟

1.استمرار التعريفات الجمركية قد يزود أسعار البناء ويجعل الناس تفضل الإيجار عن الشراء.

2.غالبًا ما يفكر الفيدرالي الأمريكي مرتين قبل زيادة الفائدة مرة أخرى إذا انهار السوق العقاري.

3.إذا زادت البطالة بالفعل في 2025، هذا يشير إلى موجة ركود عقاري أوسع.

4.قد يستغل المستثمرين الكبار  الوضع ويشتروا أكثر، في حين إن الشباب يظلوا مترددين.

ختامًا، أصبح المنزل حلم بعيد عن الكثير، فمن المتوقع أن يواجه سوق العقارات الأمريكي مرحلة صعبة مليئة بالخوف، وقرارات اقتصادية مؤثرة، وقلق من جميع الاتجاهات، وإذا استمر الوضع هكذا، قد يدخل سوق العقارات في حالة تجميد، وبالتالي ستكون  2025  عام تحول بالفعل، ولكن للأسوأ.

Short Url

showcase
showcase
search