السبت، 26 أبريل 2025

11:27 م

مصر تشهد تحسنًا في سوق العمل، البطالة تنخفض والتوظيف يزداد بتفاؤل 2024

السبت، 26 أبريل 2025 04:54 م

سوق العمل

سوق العمل

تحليل/ ميرنا البكري

رغم التحديات الاقتصادية التي تمر بها مصر والعالم، إلا أن مؤشرات سوق العمل المصري في 2024 تبعث رسائل إيجابية، والأرقام تقول إن معدلات البطالة بين الشباب تنخفض، وقوة العمل تكبر، وعدد العاملين يزداد بوتيرة محسوبة، هذا التحسن يكشف عن بداية تعافي تدريجي، لكنه يفتح ملفات مهمة لابد أن نضعها تحت الميكروسكوب، مثل دعم مشاركة المرأة في سوق العمل، وتوسيع فرص العمل في قطاعات حديثة، سنوضح في هذا التحليل أبرز مؤشرات سوق العمل في مصر، ونوضح قدرة الأرقام على رسم ملامح المستقبل الاقتصادي للبلد.

وفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغت نسبة البطالة بين الشباب (من 15 لـ29 سنة) 14.9%، أي أقل 1% عن 2023، كما وصلت البطالة بين الشباب لـ 9.8%، والإناث نسبة عالية للغاية 37.1%، أي بالرغم  من التحسن، مازالت هناك فجوة كبيرة بين الشباب والإناث في سوق العمل.

ومن يتراوح عمرهم بين 15و 19 عام نسبة البطالة هبطت لـ 12.2%، ومن 20 لـ 24 سنة، أصبحت البطالة 19.1%، ومن 25 لـ29 سنة، البطالة أصبحت 12.2%، أي كل الأعمار تقريبًا سجلت تحسن بسيط مقارنة بالعام السابق.

التعليم يلعب دور، والخريجين يبحثوا عن فرص

بالنظر إلى الشباب التي تمتلك مؤهلات (متوسطة أو جامعية وفوقها)، أصبح معدل بطالتهم 18.7% في 2024، بعد ما سجل 20.3% في 2024، كما إن البطالة هبطت لـ12.2% عند الذكور، وبالنسبة للإناث، البطالة مازالت مرتفعة فسجلت 40.8%، رغم إنها هبطت عن العام السابق، الخلاصة هنا إن التعليم لا يكفي وحده لضمان فرصة عمل خصوصًا للإناث.

قوة العمل تكبر، والسوق يحتاج مرونة أكثر

زادت قوة العمل (أي عدد الناس الذين يعملوا زاد أو الذين يبحثوا عن عمل) فوصلت لـ 32 مليون فرد، أي زيادة 2.9% عن العام السابق، كما بلغ عدد الذكور العاملين أو يبحثوا عن عمل حوالي 26 مليون، والإناث حوالي 6 مليون، هذه الزيادة تعني دخول عدد أكثر  السوق.

كمأ إن عدد المتعطلين تراجع  لـ 2.113 مليون فرد، بانخفاض 77 ألف شخص عن العام السابق، وتعتبر البطالة في الحضر والريف حكايتين مختلفتين، ففي المدن (الحضر)، البطالة تراجعت لـ 9.6%، وفي القرى (الريف)، البطالة هبطت أكثر وأصبحت 4.2%.

الفرق بين بطالة الذكور والإناث واضح للغاية، والذكور في المدن بلغت بطالتهم 6.3% فقط، والإناث في المدن سجلت بطالتهم 21.8%، أما في الريف، البطالة أقل عند الإناث (12.4%)، وهو يرجع إلى أنهم يعملوا  في الزراعة والأنشطة غير الرسمية.

قوى العمل تزداد في الزراعة والتجارة والصناعة

ارتفع عدد الناس الذين يعملوا فعليًا ، فأصبح حوالي 29.9 مليون عامل سنة 2024، وتركزوا في عدة قطاعات وهي، 

الزراعة وصيد السمك: يوجد فيها أكثر من  5.5 مليون عامل (18.7% من العاملين).

تجارة الجملة والتجزئة: حوالي 4.6 مليون عامل.

الصناعات التحويلية: حوالي 3.9 مليون عامل.

التشييد والبناء: حوالي 4 مليون عامل.

النمو في هذه القطاعات يقول إن الأنشطة التقليدية مازالت مستحوذة على أغلب فرص العمل، وهو له تأثير مهم على نوعية ومستوى الدخل، كما إن معدل المساهمة الاقتصادية يتصاعد، ولكنه مازال منخفض عن الإناث، ومعدل مشاركة الناس في النشاط الاقتصادي (فوق 15 سنة) ارتفع لـ 44.2%، بعد ما كان 43.4%.

ختامًا،  مصر تمشي في الطريق الصحيح، ولكن من الضروري أن تكون هناك خطوات أسرع. 

سوق العمل يتحسن، البطالة تهبط، ومعدل التوظيف يزداد، وزيادة عدد الداخلين للسوق توضح إن الاقتصاد قادر على استيعاب عمالة أكثر، ولكن التحديات مازالت موجودة، خصوصًا فيما يخص تمكين المرأة والعمل في قطاعات حديثة وليس فقط الزراعة والتجارة التقليدية.


إذا ركزت الحكومة أكثر على دعم ريادة الأعمال، والتدريب المهني للإناث والذكور، وتحفيز القطاعات التكنولوجية، قد يقفز سوق العمل المصري قفزة أكبر السنين القادمة

Short Url

showcase
showcase
search