«ترامب» يحارب الدولار؟، تحليل لتذبذب العملة الأميركية في عهد رئيس مثير للجدل
الخميس، 10 أبريل 2025 03:37 م

تداعيات سياسات ترامب على الدولار
تحليل/ ميرنا البكري
كان الدولار يستمر في التصاعد، فجأة بدأ يتراجع (ولكن التراجع كان بشكل طفيف)، أعلن ترامب خططه لفرض رسوم جمركية على واردات من دول مثل الصين، الشعب في وول ستريت كانوا يعتقدوا إن رسوم ترامب ستؤدي إلى رفع الدولار، فالمنطق كان بسيط تقليل الاستيراد يعني دعم للصناعة المحلية، والاقتصاد يقوى، وبالتالي العملة .

الأحداث كانت العكس تمامًا، الدولار تخبط
فرانسوا فيلروي، محافظ بنك فرنسا وعضو في البنك المركزي الأوروبي، قال صراحة: "السياسات الحمائية وعدم التنبؤ الذي يتبعها ترامب قللت الثقة في الدولار". الناس في حالة من القلق والذعر من قرارات ترامب، ففجأه فرض رسوم، وفجأة تخفيفها، وكلها قرارات فجائية.
دائمًا ما ترتبط الثقة في العملة باستقرار السياسات، وهو ما يميز الولايات المتحدة على مر السنين، لكن مع تولي ترامب الحكم، أصبح اقتصاد أمريكا في حالة قلق عام.
مؤشر الدولار تراجع بـ3% في يوم واحد فقط
لمس مؤشر الدولار الأميركي ICE أعلى مستوى له عند 104.31، وفجأة هبط لـ101.27 في 24 ساعة فقط، هذا ليس مجرد رقم بسيط، هذه نسبة تثير الفزع في الأسواق والأسوأ إن هذا الحدث تزامن بعد ما ترامب أعلن تخفيض مؤقت للرسوم من المفترض انه قرار يطمئن السوق، وليس العكس.
الوعد كان بحماية الاقتصاد، والواقع؟ قلق وركود
كريس تيرنر من ING قال: إن الناس كانت تتوقع إن الرسوم تقوي الاقتصاد الأميركي، لكن في الواقع الاقتصاد غير مستعد لتحمل هذه الضغوط، ونتيجة ذلك هو قلق المستثمرين من ركود اقتصادي، وتدريجيًا يهربوا من الدولار.
كما إن انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية جعل المستثمرين الأجانب يفكروا أكثر من مرة قبل احتفاظهم بالدولار أو السندات الأميركية. لأن ببساطة: لماذا نحتفظ بشيء لم يدر منفعة؟
الاتجاه للملاذ الآمن، الين والفرنك يكسبوا والدولار يخسر
في أوقات التوتر، الناس تلجأ إلى “الملاذ الآمن”، ومن يكسب وقتها الين الياباني والفرنك السويسري، هذه عملات الناس تلجأ لهم وقت الأزمات. أما الدولار؟ بالرغم من إنه عملة ملاذ، لكن تصرفات ترامب الجنونية جعلت الناس تنظر له بنظرة شك.
اليورو يستغل الفرصة، ويقوى
لا يعتبر اليورو دائمًا ملاذ آمن، إلا إنه في هذا الوقت ارتفع مقابل الدولار؛ نظرًا لأن أوروبا بدأت تولي اهتمامًا كبيرًا بزيادة في الإنفاق الحكومي، وتحركات سلام في أوكرانيا، هذا التفاؤل الجزئي جعل المستثمرين يضعوا ثقتهم في اليورو أكثر من الدولار.
كما أفاد فيلروي: إن اليورو أصبح له دور دولي مهم الآن، وهذا يرجع إلى العملة الموحدة التي أنشئتها أوروبا منذ 25 سنة، حيث أصبح لديهم استقرار اقتصادي بعيدًا عن أمريكا.

ترامب والدولار، علاقة معقدة
الأمر الغريب في سياسة ترامب إنه أحيانًا يمدح فيقوة الدولار، وأوقات أخرى يوضح إن الدولار ضعيف للغاية، هذه التصريحات المتضاربة جعلت السوق في حالة تخبط شديد، مما ضر بالدولار، لأن السوق لن يتوافق مع المفاجأت.
ختامًا، الحرب التجارية ليس دائمًا في صالح العملة
السياسات الحمائية التي بدأ بيها ترامب كان هدفه وقتها حماية الاقتصاد الأميركي، لكن النتيجة إنها زعزعت الثقة، وجعلت المستثمرين يترددوا، وضغطت على الدولار بدلًا من رفعه.
الدولار الأمريكي ليس مجرد عملة، بل هو حجر الأساس في النظام المالي العالمي. فكلما كانت السياسات الأميركية متخبطة، كل ما العملة تدفع الثمن.
Short Url
أوروبا وأمريكا الأكثر إنتاجًا، 44% من نفايات العالم بقايا أطعمة ومخلفات نباتية
14 أبريل 2025 08:11 م
مصر في المركز السادس عالميًا في مؤشر القواعد التنظيمية، ثورة المحافظ الالكترونية بدأت
14 أبريل 2025 03:00 م
بيئة الاستثمار في مصر، انطلاقة واعدة ولا سباق مؤجل
13 أبريل 2025 03:28 م


أكثر الكلمات انتشاراً