99% من السعوديين على الإنترنت، هل بدأ عصر النضج الرقمي؟

الإثنين، 14 أبريل 2025 09:55 م

الإنترنت

تحليل/ كريم قنديل

في بلد يندفع بثقة نحو مستقبل رقمي شامل، تُظهر أحدث الأرقام من KEPIOS وGWI أن الإنترنت في السعودية لم يعد مجرد أداة، بل تحوّل إلى أسلوب حياة، يخترق كل زاوية في يوم المواطن، من التواصل والترفيه إلى التسوق والتعليم.

لكن وراء هذه النسب القياسية، هناك إشارات دقيقة تعكس تحولات اقتصادية وسلوكية لا تقل أهمية عن النمو العددي.

33.9 مليون مستخدم للإنترنت.. بنسبة تغطية تصل إلى 99% من السكان

وصل عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 33.9 مليون شخص، بنسبة تغطية مذهلة تعادل 99% من إجمالي السكان، حسب بيانات فبراير 2025، بل إن بعض المصادر مثل ITU وCIA World Factbook تشير إلى تغطية تامة بنسبة 100%.

ورغم أن النمو السنوي في عدد المستخدمين بلغ +1.8% فقط ما يعادل 597 ألف مستخدم جديد، إلا أن ذلك طبيعي في اقتصاد رقمي ناضج بلغ حدّ التشبع السكاني الرقمي، وهو ما يُعرف اقتصاديًا بمرحلة الاستقرار السوقي.

الوقت هو الذهب الجديد: السعوديون يقضون 7 ساعات يوميًا على الإنترنت

يُظهر متوسط الوقت اليومي الذي يقضيه الفرد السعودي على الإنترنت أنه بلغ 7 ساعات ودقيقة واحدة، وهو ما يعادل تقريبًا ثلث اليوم، من هذه المدة:

4 ساعات و17 دقيقة تُقضى على الهواتف المحمولة بنسبة 60.9%
2 ساعة و45 دقيقة على الحواسيب والأجهزة اللوحية

هذا السلوك يعكس تحولًا مهمًا في أنماط الإنتاج والاستهلاك، حيث بات الاقتصاد الرقمي يحكم إيقاع الحياة اليومية، بدءًا من التعليم والعمل عن بُعد، وصولًا إلى التجارة الإلكترونية وخدمات الترفيه.

تراجع طفيف في الوقت المستغرق.. وإشارة على نضج المستخدم؟

ورغم هذا الاستخدام الكثيف، يُلاحظ أن الوقت اليومي الإجمالي المستخدم على الإنترنت تراجع بـ8 دقائق مقارنة بالعام السابق -1.8%، قد يبدو هذا الرقم ضئيلًا، لكنه قد يُفسَّر بعدة طرق:

نضج سلوك المستخدم الرقمي حيث بات المستخدمون أكثر وعيًا وإنتاجية في استهلاكهم للإنترنت.
زيادة الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تقلل الوقت اللازم لإنجاز المهام.
أو ربما تشبع رقمي وتقني يدفع المستخدمين لتقليص وقت الشاشة لصالح التوازن الصحي.

الهواتف المحمولة تقود المشهد بلا منازع

تُظهر البيانات أن 97.6% من مستخدمي الإنترنت في السعودية يعتمدون على الهواتف المحمولة للدخول إلى الشبكة، ما يجعل هذه الأجهزة العمود الفقري للاقتصاد الرقمي المحلي.

وهذا يفتح الباب واسعًا أمام الشركات والمستثمرين لتوجيه خدماتهم وتطبيقاتهم وتجاربهم الرقمية نحو بيئة "Mobile First"، سواء في التجارة الإلكترونية أو الخدمات الحكومية أو حتى التعليم.