"دواء ترامب المر".. هل تنجو أسواق العالم من جرعة الرسوم القاتلة؟
الإثنين، 07 أبريل 2025 11:34 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
تحليل/كريم قنديل
في مشهد يعيد إلى الأذهان ذكريات سوداء من التاريخ الاقتصادي، عاد شبح الاثنين الأسود ليخيم على الأسواق العالمية في أبريل 2025، وسط ذهول المستثمرين من طوكيو حتى نيويورك، والسبب رسوم ترامب الجمركية، التي تحولت من أداة سياسية إلى عاصفة مالية تهدد بركود عالمي واسع.

الدواء الذي أوجع العالم
عندما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية الجديدة بأنها دواء، لم يكن يتخيل أن هذا الدواء سيتحول إلى جرعة زائدة تهدد بإدخال الاقتصاد العالمي في غيبوبة، فالصين، كعادتها، لم تقف مكتوفة الأيدي، وردت برسوم انتقامية بنسبة 34%، لتشتعل نيران حرب تجارية شاملة، تُلهب الأسواق وتبعثر التوقعات.
عدوى الهلع تنتشر من الشرق إلى الغرب
بدأ الانهيار من آسيا، حين نكست الأسواق اليابانية أعلامها، وتهاوى مؤشر نيكاي بنسبة 7.8%، في أسوأ جلسة له منذ أكثر من عام، ولم يكن مؤشر هانج سنج الصيني بأحسن حال، إذ فقد نحو 9.5% من قيمته، بينما سُجل نزيف قاسٍ في القطاع المصرفي الياباني تجاوز 17% خلال الجلسة.
لكن الكارثة لم تتوقف عند حدود الشرق، فمع فتح أسواق نيويورك، طار أكثر من 6 تريليونات دولار من القيمة السوقية للأسهم الأميركية، في تكرار مرعب لأحداث مارس 2020، حين ضربت جائحة كورونا الاقتصاد العالمي بلا رحمة.

أوروبا في عين العاصفة
حتى القارة العجوز لم تفلت من موجة الذعر، فقد سقط مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 5.8%، وتلقى مؤشر DAX الألماني صفعة بـ6.6%، انعكاسًا لقلق متصاعد بشأن سلاسل الإمداد والتجارة العابرة للحدود، أما البنوك الأوروبية، فخسرت في يوم واحد ما يعادل ما بنته في أشهر.
النفط يهوي.. والذهب يخالف التوقعات
لم تكن السلع الأساسية بمنأى عن الفوضى، فقد فقدت أسعار النفط توازنها، ليهبط خام غرب تكساس تحت 60 دولارًا للمرة الأولى منذ 2021، رغم استثناء الصين لواردات النفط من الرسوم، في إشارة واضحة إلى أن القلق النفسي يفوق الأثر الفعلي للقرارات الاقتصادية.
وفي مفارقة نادرة، لم يلجأ المستثمرون للذهب كملاذ آمن، بل اضطروا لبيعه لتغطية خسائرهم في الأسهم، ما دفعه للهبوط رغم الفوضى، إنها لحظة نداء الهامش، حيث تسقط النظريات تحت ضغط الكاش.

حتى العملات الرقمية نزفت
حتى البيتكوين، الحصان الجامح في الأزمات، انحنى أمام العاصفة، ليفقد 200 مليار دولار من السوق خلال دقائق، ويصل لأدنى مستوياته في خمسة أشهر.
هل من طوق نجاة؟
في مواجهة هذا الإعصار، بدأت البنوك المركزية بالتلميح إلى خفض أسعار الفائدة، في محاولة لطمأنة الأسواق، لكن هل تكفي هذه المحاولات في ظل تفاقم الحرب التجارية وتزايد المخاوف من كساد عالمي؟ يشكك كثيرون.
الرسوم الجمركية قد تكون دواء من وجهة نظر ترامب، لكنها بالنسبة للأسواق، عقار سام يعيد للأذهان أيام الركود العظيم في 1929 والذي عرف ب الخميس الأسود في وول ستريت بعد انهيار سوق صاعدة، ما تسبب في خسارة مؤشر داو جونز أكثر من 22% من قيمته في بداية التداول.
فقاعة الدوت كوم في 2000 وحدوث انكماش في قطاع التكنولوجيا نتيجة ضخ مستثمرين مغامرين أموالهم في شركات لم تثبت جدارتها، حيث خسر مؤشر ناسداك الأميركي لشركات التكنولوجيا 39.3% من قيمته خلال العام وأفلست العديد من شركات الإنترنت الناشئة.
أزمة الرهون العقارية في 2008، باندلاع الأزمة المالية العالمية نتيجة قيام المصرفيين في الولايات المتحدة بمنح قروض عقارية عالية المخاطر لأشخاص ذوي أوضاع مالية متعثرة، ثم بيعها كاستثمارات، مما أدى إلى طفرة عقارية.

دروس التاريخ لا تُنسى
التاريخ الاقتصادي يعلمنا أن الحروب التجارية لا تُكسب، بل يُخسر فيها الجميع، وبينما تستمر واشنطن وبكين في معارك التعريفات، يقف الاقتصاد العالمي على حافة هاوية جديدة.
قد تنجو الأسواق في النهاية، لكنها كما في كل أزمة ستخرج من تحت الركام بوجوه جديدة، وخسائر لا تُنسى، وندوب قد تظل لسنوات.
استعادت الأسهم معظم خسائرها خلال اليوم لكن التراجع بدأ يتفاقم، فقد سُجلت في 28 و29 أكتوبر خسائر فادحة في أزمة مثلت بداية الكساد الكبير في الولايات المتحدة وأزمة اقتصادية عالمية.
هنا يكمن السؤال: كيف تنجو أسواق الأسهم من تعريفات ترامب الجمركية في 2025؟
Short Url
القنطرة غرب.. بوابة مصر الجديدة لصناعة الملابس والمنسوجات
07 أبريل 2025 11:51 م
الذكاء الاصطناعي التوليدي، تحول الابتكار إلى جوهر الاقتصاد الجديد
07 أبريل 2025 08:39 م
"6 خطوات"، كيف تصبح مليونيرًا
07 أبريل 2025 04:50 م


أكثر الكلمات انتشاراً