الثلاثاء، 08 أبريل 2025

01:59 ص

الذكاء الاصطناعي التوليدي، تحول الابتكار إلى جوهر الاقتصاد الجديد

الإثنين، 07 أبريل 2025 08:39 م

الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

كتب/كريم قنديل

في زمن تتسارع فيه وتيرة التحول التكنولوجي، لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة دعم داخل الشركات، بل أصبح قوة اقتصادية، قادرة على تغيير شكل المؤسسات، وطبيعة عملها، وطرق خلق القيمة ذاتها.

الذكاء الاصطناعي التوليدي، هو ذلك النوع القادر على إنتاج محتوى، وكتابة كود، وتحليل بيانات، بل وحتى تقديم استشارات قانونية وطبية، حيث صار اليوم في قلب النقاش الاقتصادي العالمي لكن، ما الذي يعنيه ذلك للاقتصاد؟ ومن يربح ومن يخسر في سباق العقول الرقمية؟

الذكاء الاصطناعي

من الكفاءة إلى الابتكار الكامل

بحسب تقرير Microsoft، فإن قادة الشركات الذين تبنّوا الذكاء الاصطناعي التوليدي، لم يكتفوا بجعله أداة لتحسين الكفاءة التشغيلية، بل بدأوا في إعادة تصور نماذج أعمالهم بالكامل.

فالشركات، أصبحت ترى في الذكاء الاصطناعي، وسيلة لخلق مستقبل أكثر تخصيصًا ومرونة وفعالية، من تطوير أدوية أسرع في شركة Novo Nordisk، إلى إعادة ابتكار الخدمات في KPMG، وصولًا إلى تمكين التجربة الشخصية في H&R Block، ليصبح حجر الزاوية في كل عملية استراتيجية.

المراحل الخمسة.. خارطة طريق للتحول

يُقسم التقرير رحلة التبني إلى خمس مراحل:-

الاستكشاف:- فهم الأساسيات وتجريب الإمكانات.

التخطيط:- تقييم الاستراتيجيات، وبناء رؤى طويلة الأجل.

التنفيذ:- البدء في عمليات النشر الفعلية.

التوسع:- تعميم التطبيقات على مختلف وحدات المؤسسة.

التحقيق:- قياس النتائج، وإعادة استثمار النجاحات.

الروبوتات

النتيجة؟

الشركات التي تجاوزت مرحلة التجريب وبدأت في تحقيق القيمة، أصبحت تمتلك قدرة تنافسية واضحة، وعائدًا استثماريًا أسرعًا وموقعًا متقدمًا في الاقتصاد الرقمي.

الذكاء الاصطناعي كتقنية للأغراض العامة (GPT)

من وجهة نظر اقتصادية، فالذكاء الاصطناعي التوليدي، يُصنف الآن كـتقنية للأغراض العامة نفس التصنيف الذي حصلت عليه الكهرباء في القرن العشرين، والطباعة في القرن الخامس عشر، والإنترنت في نهاية القرن الماضي، وانتشار تلك التقنيات، خلق موجات واسعة من النمو والابتكار، وتغير تركيبة العمل والإنتاج، تاريخيًا، فالدول التي استطاعت دمج هذه التقنيات في اقتصاداتها بسرعة، كانت دائمًا هي الرابحة.

5 محركات لتعظيم القيمة الاقتصادية

وكشف شركة مايكروسوفت “Microsoft”، عن خمس عناصر لابد من وجودها لتتكامل من أجل الشركات، لخلق قيمة حقيقية من الذكاء الاصطناعي:-

  • استراتيجية أعمال واضحة.
  • بيانات قوية وبنية تحتية تقنية مرنة.
  • كوادر بشرية مؤهلة وخبيرة.
  • ثقافة تنظيمية داعمة للتغيير.
  • حوكمة صارمة تحكم الأمان والمسؤولية.

وكل عنصر يمثل استثمارًا اقتصاديًا في حد ذاته، سواءًا على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو حتى الدول.

الذكاء الاصطناعي

 

الفرص في مقابل المخاطر: هل الجميع مستعد؟

والفرصة واضحة، فالذكاء الاصطناعي يولد قيمة مضافة، ويفتح أسواقًا جديدةً ويختصر الزمن كما يرفع الكفاءة، لكن المخاطر حاضرة بقوة أيضًا، مثل:- (فقدان وظائف - فجوات رقمية - الاحتكار التقني - والاعتماد المفرط على بنية تحتية مملوكة لأطراف محدودة).

العدالة في الوصول إلى تلك التكنولوجيا، خاصة في العالم النامي، والتي أصبحت قضيةً اقتصاديةً بامتياز، ومن هنا، ظهر دور المبادئ التي أعلنتها Microsoft، للوصول العادل للذكاء الاصطناعي، بمبادئ تربط بين التقنية والصالح العام.

الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية.. ذه ضرورة اقتصادية

وفي الاقتصاد العالمي الجديد، سيقوم الذكاء الاصطناعي التوليدي، بمساعدة الشركات، لكي تكون أسرع وأكثر كفاءة، لكن ستفرض قواعد لعبة جديدة، وستغير مفاهيم المنافسة، وستوزع أوراق القوة من جديد، فالدول التي تضع هذه الاستراتيجيات القومية لتدريب مواطنيها، وتبني بنية تحتية رقمية قوية، تخلق بيئة مفتوحة للابتكار، وهي التي ستقود الاقتصاد العالمي القادم.

السباق بدأ.. والذكاء مش بس اصطناعي، الذكاء كمان في الاختيار متى وكيف نتحرك.

Short Url

showcase
showcase
search