الإثنين، 07 أبريل 2025

11:23 م

الاثنين الأسود، الأسواق العالمية تنهار تحت وطأة الرسوم الجمركية

الإثنين، 07 أبريل 2025 11:01 ص

انهيار البورصات العالمية

انهيار البورصات العالمية

شهدت الأسواق المالية حول العالم بداية أسبوع كارثية في يوم بات يُعرف إعلاميًا باسم "الاثنين الأسود"، بعد أن اجتاحت موجة حمراء شاشات التداول من طوكيو إلى نيويورك. 

حيث تسببت الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة وردت عليها الصين، في زعزعة ثقة المستثمرين وولّدت مخاوف حقيقية من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود واسعة النطاق.

الأسهم الآسيوية تنزف وبداية السقوط من طوكيو

بدأت الأسواق الآسيوية تداولاتها يوم الاثنين بخسائر قاسية، هبط مؤشر نيكاي الياباني إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر 2023، مسجلاً تراجعًا بنسبة 8.8% خلال الجلسة قبل أن يغلق على انخفاض بلغ 7.8%، جميع الأسهم الـ225 المدرجة على المؤشر أغلقت في المنطقة الحمراء، وكان قطاع البنوك هو الأكثر تضررًا.

البنوك اليابانية تنزف

انخفض المؤشر الفرعي للبنوك بنسبة 17.3% خلال الجلسة، ليُنهي اليوم على تراجع بلغ 10%، وكانت أسهم "نومورا" و"ميزوهو" و"ميتسوبيشي يو.إف.جي" بين الأكثر خسارة، وسط ضغوط ناتجة عن توقعات بركود عالمي وتراجع عوائد السندات.

 لكن ذلك لم يكن أسوأ ما في المشهد، إذ كان مؤشر هانج سنج في هونج كونج هو الأكثر تضررًا بخسائر وصلت إلى 9.5%.

مؤشر شنجهاي لم يكن بعيدًا عن دائرة الهبوط، متراجعًا بنسبة تزيد عن 5%، في حين خسرت البورصة الأسترالية نحو 5%، مع هروب المستثمرين من الدولار الأسترالي الذي تراجع بنسبة 1% مقابل الدولار الأمريكي.

الأسهم الأمريكية.. 6 تريليونات دولار تتبخر

الأزمة بدأت فعليًا في الجمعة الماضية، حين شهدت الأسواق الأمريكية واحدة من أكبر موجات البيع منذ أزمة كوفيد-19. 

فقد مؤشر داو جونز أكثر من 2200 نقطة، وتراجع مؤشر ناسداك بشكل حاد دفعه إلى منطقة التصحيح الفني، وفي المجمل، خسر المستثمرون ما يزيد عن 5 تريليونات دولار من القيمة السوقية للأسهم خلال أيام قليلة. 

السبب الرئيسي وراء هذه الهزة هو فرض الصين رسومًا جمركية إضافية بنسبة 34% على سلع أميركية، ردًا على حزمة واسعة من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما أشعل فتيل حرب تجارية واسعة النطاق.

أوروبا تتهاوى..  ستوكس 600 عند أدنى مستوى منذ 16 شهرًا

لم تكن الأسواق الأوروبية أفضل حالًا، إذ هبط مؤشر ستوكس 600 بنسبة 5.8%، في أسوأ أداء يومي له منذ ذروة جائحة كورونا، أما المؤشر الألماني DAX، المعروف بحساسيته للتجارة العالمية، تراجع بنسبة 6.6%.

أسهم البنوك الأوروبية مثل "كومرتس بنك" و"دويتشه بنك" انهارت بنسبة 10%، بينما شهدت أسهم شركات تصنيع الأسلحة مثل "راينميتال" تراجعًا بنسبة 23.7%، وهو ما يعكس تحوّلًا حادًا في مزاج السوق نحو التشاؤم والقلق.

النفط يفقد توازنه.. الخام الأميركي دون 60 دولارًا

تراجعت أسعار النفط الخام بأكثر من 4% يوم الاثنين، ليخسر خام غرب تكساس الوسيط أكثر من دولارين مسجلاً 59.49 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أبريل 2021.

أما خام برنت فقد تراجع بنسبة 3.9% ليُسجّل 63.04 دولارًا، نتيجة مخاوف من تباطؤ عالمي في الطلب على النفط بسبب الحرب التجارية، وكانت الصين قد استثنت واردات النفط من الرسوم الجمركية، إلا أن التأثير النفسي والمالي للقرارات أثر سلبًا على الأسعار.

الذهب يتراجع رغم الاضطرابات.. بيع لتغطية الخسائر

في مفارقة غير معتادة، لم تسجل أسعار الذهب مكاسب تُذكر في خضم هذا الاضطراب، بل هبط إلى أدنى مستوى له في 3 أسابيع ونصف، بعد عمليات بيع واسعة من قبل المستثمرين لتغطية الخسائر في أسواق أخرى.

 تراجعت الأسعار بنسبة 1% في وقت سابق من الجلسة، ليستقر سعر الذهب الفوري عند 3034 دولارًا للأونصة.

ويرى المحللون أن عمليات البيع لم تكن بسبب ضعف الثقة بالذهب، بل نتيجة "نداءات الهامش" حيث اضطر المستثمرون لبيع أصول آمنة لتغطية خسائرهم في الأسهم.

أسواق الخليج تلحق بالركب.. دبي وأبوظبي تحت الضغط

الأسواق الخليجية لم تسلم من موجة "الاثنين الأسود"، حيث تراجعت أسهم دبي بنسبة 4.45%، فيما انخفضت أسهم أبوظبي بنسبة 4%. وقد تأثرت الأسواق الخليجية بشكل غير مباشر من تداعيات الحرب التجارية العالمية، خاصة في ظل تراجع أسعار النفط وتزايد التوترات الجيوسياسية.

العملات الرقمية تنزف.. بيتكوين إلى أدنى مستوى في 5 أشهر

سوق العملات الرقمية لم تكن بعيدة عن موجة الخسائر، حيث هبط سعر عملة بيتكوين إلى مستوى 76665 دولارًا، وهو أدنى مستوى لها في خمسة أشهر.

وقد شهدت العملات الرقمية موجة بيع ضخمة مع تحوّل المستثمرين إلى الملاذات التقليدية أو حتى السيولة النقدية، حيث فقد السوق 200 مليار دولار خلال دقائق.

الرسوم الجمركية سبب الأزمة وترامب يصفها بالدواء

وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسوم الجمركية التي فرضها بأنها "دواء"، مشيرًا إلى استعداده لقبول تراجع الأسواق مقابل تصحيح العجز التجاري الأمريكي.

 لكن خبراء الاقتصاد يرون أن هذا "الدواء" قد يؤدي إلى إصابة الاقتصاد العالمي بمرض مزمن، وهو الركود.

البنوك المركزية بدأت في الحديث عن تخفيض محتمل للفائدة، لكن الأسواق ما تزال في حالة ترقب، وقال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن تداعيات الرسوم أكبر من المتوقع، وقد تؤدي إلى تباطؤ حاد في النمو.

Short Url

showcase
showcase
search