السرية العسكرية في صناعة الطائرات الحربية.. لماذا تخفي أمريكا تفاصيل مشاريعها؟
الأحد، 23 مارس 2025 04:04 م

F-47 الجديدة
تحليل/ ميرنا البكري
منذ عقود طويلة، تتعامل الولايات المتحدة بحرص شديد مع مشاريعها العسكرية، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بصناعة الطائرات الحربية المتطورة، وفي كل مرة يتم الإعلان عن طائرة جديدة، نجد أنفسنا أمام سيل من التسريبات، لكن التفاصيل الحقيقية وراء هذه الصناعة تبقى محاطة بسياج من السرية، والسؤال الأهم: لماذا تخفي أمريكا تفاصيل مشاريعها العسكرية، وخاصة الطائرات الحربية الجديدة مثل F-47؟
التكنولوجيا سلاح سري بحد ذاته
الطائرات الحربية ليست مجرد آلات طيران، بل هي منظومات قتالية معقدة تعتمد في صناعتها على أحدث التقنيات في التخفي، والذكاء الاصطناعي، والتشويش الإلكتروني. فأي تسريب عن قدرات هذه الطائرات، حتى لو كان بسيطًا، يمكن أن يمنح الدول المنافسة والخصوم فرصة لتطوير أسلحة مضادة لها، مما يقلل من تفوقها في العسكري.
حماية تفوقها العسكري
أمريكا لا تريد لأي دولة أخرى أن تصل إلى نفس المستوى من التفوق الجوي. على سبيل المثال، طائرة F-22 Raptor، التي تُعد واحدة من أقوى مقاتلات التفوق الجوي في العالم، ولم تُصدر لأي دولة، على الرغم من أن حلفاء أمريكا مثل اليابان وإسرائيل طلبوها مرارًا. الأمر نفسه قد ينطبق على F-47، حيث من الممكن أن تسمح واشنطن بتصديرها لكن بنسخ أقل كفاءة لضمان تفوق قواتها الجوية القتالية.

المنافسة بين الشركات الدفاعية
وتزداد المنافسة بين الشركات داخل أمريكا نفسها، مثل بوينج ولوكهيد مارتن ونورثروب جرومان، هذه الشركات تخوض صراعًا قويًا للفوز بعقود البنتاجون، وتحرص على إبقاء مشاريعها طي الكتمان حتى لا تمنح منافسيها أي ميزة. الطائرة F-47، على سبيل المثال، تم اختبارها سرًا لسنوات قبل أن يُكشف عنها، وهذا يؤكد أن هناك سباقًا داخليًا في الصناعة الدفاعية الأمريكية نفسها.
الردع النفسي والدعاية العسكرية
السرية لا تعني فقط إخفاء المعلومات، بل عادةً تكون أداة لبث الرعب في نفوس الخصوم. عندما يعلن ترامب عن طائرة تحلق سرًا منذ 5 سنوات، ولكنه يرفض الإفصاح عن تفاصيل صناعتها، فهذا بحد ذاته رسالة تحمل في باطنها تهديد للخصوم ولأي دولة تفكر في تحدي أمريكا عسكريًا، وهذا الغموض يولد القلق، ويجعل الخصوم في حالة تأهب مستمر، وهو ما تريده واشنطن.

هل سيظل العالم في الظلام؟
بالرغم من السرية المشددة، إلا أن التاريخ أثبت أن التكنولوجيا العسكرية لا تبقى سرية إلى الأبد. عاجلًا أم آجلًا، ستتسرب بعض التفاصيل، سواء من خلال مصادر داخلية أو من خلال صور الأقمار الصناعية أو حتى عبر تحليلات الخبراء. ومع ذلك، تظل الولايات المتحدة الأمريكية حريصة على أن تسبق الجميع بخطوة، حتى لو كان ذلك يعني إبقاء العالم في الظلام لسنوات قبل كشف أوراقها.
في المجمل، السرية ليست مجرد تكتيك، بل هي جزء من استراتيجية الهيمنة الأمريكية، وضمان أن طائراتها تظل دائمًا الأفضل، حتى قبل أن يعرف العالم بوجودها.
Short Url
شاومي تبيع أسهمها لتمويل طموحاتها في سوق السيارات الكهربائية
25 مارس 2025 01:17 م
بلاك روك تعزز مكانتها في سوق العملات المشفرة بإطلاق منتج جديد في أوروبا
25 مارس 2025 11:14 ص
الروبوتات والمُسيرات في السماء، هل تكون نهاية عصر الطيارين البشريين على الأفق؟
24 مارس 2025 01:10 م


أكثر الكلمات انتشاراً