الثلاثاء، 25 مارس 2025

12:42 م

المقاتلة F-47 الجديدة.. أمريكا تصنع طائرة الحرب العالمية الثالثة

الأحد، 23 مارس 2025 01:56 م

صورة متداولة للمقاتلة F-47 الجديدة

صورة متداولة للمقاتلة F-47 الجديدة

تحليل يكتبه محمد أحمد طنطاوي

أول مقاتلة أمريكية من الجيل السادس وتدخل الخدمة 2029 

ترامب رفض الإفصاح عن تكلفتها وتحلق سرًا منذ 5 سنوات

بوينج لم تكشف تفاصيل عن F-47  وسرعتها قد تتجاوز 2450 كم في الساعة

الطائرة مزودة بأحدث تقنيات التخفي والمناورة وتكلفتها قد تصل لـ 300 مليون دولار

واشنطن تخطط لإنتاج وحدات للتصدير بإمكانيات أقل لضمان تفوق الجيش الأمريكي

مع التوترات العالمية التي تملأ الأفق، واحتمالات تصاعد الصراعات الدولية، تتجدد المخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة بين أطراف العالم الكبرى في الشرق والغرب، بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، التلويح بطائرة الهيمنة الجوية الجديدة F-47  التي يتم العمل على برامج إنتاجها وتطويرها في سرية شديدة، باعتبارها المقاتلة الأهم في العقد المقبل، وباكورة إنتاج الجيل السادس من المقاتلات الأمريكية المتطورة، التي قد تحدث تغييرًا جذريًا في نظريات القتال الجوي.


وقد فازت شركة بوينج عملاق صناعة الطيران في العالم بعقد إنتاج المقاتلة الأمريكية الجديدة F-47، لتتصدر من خلالها كبرى الشركات الدفاعية في العالم، وتتفوق على المنافس الأبرز لها "لوكهيد مارتن"، التي أنتجت العديد من المقاتلات لصالح الجيش الأمريكي، أهمها الطائرة F-22 ، وتعتبر أفضل مقاتلة تفوق جوي في العالم، ويقتصر استخدامها فقط على الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمتلك منها نحو 187 تقريباً، ورفضت أمريكا تصديرها لأي دولة حول العالم.


وتراهن أمريكا على المقاتلة F-47  الجديدة، انطلاقا من قدرتها الفنية العالية، بالإضافة إلى تكلفتها التي قد تكون في حدود 300 مليون دولار للطائرة الواحدة، وفقا لما ذكره موقع " THE WAR ZONE "، مع العلم أنه لم يتم حتى الآن الإفصاح عن السعر التقديري لهذه النسخة الجديدة.

وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل يومين إلى أن هناك نسخة تجريبية من مقاتلات F- 47 تحلق منذ 5 أعوام، وتتمتع بقدرات تخفي واختراق تفوق بكثير المقاتلات الحالية، موضحا أن مشروع الطائرة الجديدة قيد الإعداد منذ فترة طويلة، وبعد منافسة دقيقة وشاملة بين كبرى شركات صناعة الطيران الأميركية، ستقوم القوات الجوية بمنح عقد تطوير هذه المقاتلة الأكثر تطوراً إلى شركة بوينج، موضحا أن مقاتلات F-47 مزودة بأحدث تقنيات التخفي في العالم، وتكاد تكون غير مرئية، وتتمتع بقوة غير مسبوقة من بين كل الطائرات من هذا النوع التي صُنعت في التاريخ، وفي المناورة، لا مثيل لها.


 

وكشف ترامب أن المقاتلات الجديدة "لا يمكن الكشف عن سعرها في الوقت الراهن، لأن ذلك سيفشي عن بعض تفاصيل التكنولوجيا وحجم الطائرة"، لافتا إلى أن هذه المقاتلات سيكون بإمكانها التحليق مع سرب من المسيرات.
وكشف موقع " THE WAR ZONE"، وهو منصة متخصصة في التكنولوجيا العسكرية والتحليلات الدفاعية أنه من المتوقع أن تُحدث الطائرة المقاتلة الشبحية الجديدة من الجيل السادس  F-47، تغييرًا جذريًا في القتال الجوي، حيث يأمل سلاح الجو الأمريكي في البدء في تشغيلها خلال العقد المقبل.


وأوضح الموقع أنه من المتوقع أن تبلغ قيمة عقد تطوير الهندسة والتصنيع (EMD) لطائرة الجيل الجديد (NGAD) حوالي 20 مليار دولار، على الرغم من أن الشركة ستتلقى طلبات بمئات المليارات من الدولارات طوال مدة البرنامج، وقد قُدِّرت تكلفة كل نسخة من الطائرة بعد بدء الإنتاج التسلسلي، بأكثر من 300 مليون دولار وفق التقديرات في الوقت الراهن.


وأشار الموقع المتخصص في التكنولوجيا الدفاعية أن تطور برنامج الطائرات المقاتلة NGAD كان يعرف في الأصل بمنصة اختراق مضادة للهواء (PCA)، التي ظهرت للعلن في منتصف العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، وقد تم إنتاج  تصميم سري واحد على الأقل لطائرة تجريبية، وقد ظل برنامج NGAD محاطًا بالسرية منذ البداية لفترة طويلة، ولم يكشف سلاح الجو الأمريكي حتى عن الشركات المتنافسة عليه، ومع ذلك، كان المرشحون المحتملون هم بوينج، ولوكهيد مارتن، ونورثروب جرومان، الشركات الأمريكية الرائدة في تصنيع الطائرات المقاتلة.


وأضاف الموقع أن نورثروب جرومان، انسحبت من المنافسة على NGAD في يوليو 2023، خاصة أنها تُركز بشدة على الوفاء بعقد بي-21 رايدر قاذفة القنابل الثقيلة، لكن المرجح أن الشركات الثلاث المذكورة قد أنتجت كل منهما طائرة تجريبية لنظام الدفاع الجوي الجديد (NGAD) ، وقد كُشف لأول مرة عن تحليق طائرة تجريبية كاملة النطاق لنظام الدفاع الجوي الجديد (NGAD) في سبتمبر 2020، وهذا أيضا يتوافق مع رواية الرئيس الأمريكي الذي ذكر أن المقاتلة اف 47 الجديدة تحلق منذ 5 سنوات سراً.


على الرغم من أن المقاتلة الشبحية الجديدة من الجيل السادس F-47 انتشر الحديث عنها بصورة مكثفة في مختلف وسائل الإعلام حول العالم، إلا أن شركة بوينج لم تعلن عبر موقعها أي تفاصيل عن الطائرة الجديدة، وقد حاول محرر القصة في موقع " إيجي إن" تقصي أي معلومات من الموقع الرسمي لشركة بوينج إلا أنه لم يجد تفاصيل أو صور أو معلومات متاحة عن قدرات الطائرة وتصميمها، كما أن الصورة الوحيدة المتوفرة لتصميم طائرة F-47 الجديدة، تتناقلها المواقع عبر الانترنت تُظهر التصميم من منظور أمامي، وغير مؤكد إن كان هذا التصميم حقيقي أم لا.


ويشير الخبراء في موقع " THE WAR ZONE"، إلى أن التفاصيل والصورة المتاحة للطائرة تظهر مميزات خاصة للأجنحة ذا سطح ثنائي مرتفع للغاية وطرفان مائلان للأسفل، ومن مزايا هذا التصميم أن أجهزة الاستشعار وهوائيات الاتصالات الموجودة في أسفل جسم الطائرة تُحافظ على خط رؤية واضح للأهداف حتى عند ميل الطائرة بزوايا أكثر انحدارًا، بالإضافة إلى مستوى سرعة غير مسبوق يصل إلى 2 ماخ أي ضعف سرعة الصوت، أي حوالي 2450 كم في الساعة.


ووفقًا لما صدر من تصريحات عن الرئيس الأمريكي ترامب، فإن نسخة تجريبية من طائرة F-47  تحلق سرًا منذ ما يقرب من 5 سنوات، ويتماشى هذا مع إعلان الدكتور ويل روبر، مساعد وزير القوات الجوية لشؤون الاستحواذ والتكنولوجيا واللوجستيات آنذاك، في سبتمبر 2020، أن طائرة تجريبية من طراز NGAD لم يُكشف عنها سابقًا قد بدأت اختبارات الطيران، ومنذ ذلك الحين أفادت التقارير أن ثلاث طائرات تجريبية على الأقل مرتبطة بـ NGAD قد حلقت، كما أعلن الرئيس عن طموحه لدخول طائرة إف-47 مرحلة الإنتاج التسلسلي قبل نهاية ولايته في يناير 2029، بينما رفض ترامب الإفصاح عن التكلفة قائلا: "لا يمكننا تحديد السعر في الوقت الراهن".


المدهش في الأمر أن ترامب أعلن صراحة أن الولايات المتحدة سوف تنتج نسخا للتصدير من المقاتلة الشبحية الجديدة للحلفاء بإمكانيات أقل نحو 10% عن النسخ الأصلية الموجودة في الجيش الأمريكي، لضمان التفوق النوعي لجيش بلاده، وهو مايؤكد أن أمريكا تخطط لإنتاج نسخ تجارية متعددة من هذه الطائرة، ولن تقصر استخدامها على الجيش الأمريكي كما هو الحال في المقاتلة الشبحية F-22، التي لم توافق واشنطن على منحها لأي دولة أخرى.


ورغم الزخم الكبير حول المقاتلة الجديدة التي تعكف بوينج الأمريكية على صناعتها، إلا أنه حتى الآن لا توجد معلومات دقيقة واضحة عن الإمكانيات الفنية لهذه الطائرة، والقدرات القتالية، فكل ما تم تداوله ونشره مجرد موصفات عامة، وهو ما يؤكد أن البرنامج الأمريكي الجديد محاط بالسرية الشديدة، وأن واشنطن قد تعتمد على F-47 كأهم أسلحة الردع لديها خلال الفترة المقبلة، ربما تعتبرها العصا الطويلة حال نشوب صراع عالمي مسلح، وهو ما يجعل العالم كله يهتم بأخبار وتفاصيل المقاتل الشبحية الجديدة.

Short Url

search