9.5 تريليون دولار في مهب الريح، حرب الرسوم تهدد مستقبل التجارة عبر الأطلسي

الأربعاء، 02 أبريل 2025 01:14 م

حرب تجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي

تحليل/ كريم قنديل

تتسارع التحذيرات من تبعات الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي قد تعصف بعلاقات تجارية ضخمة تصل قيمتها إلى 9.5 تريليون دولار سنويًا، التحذير صدر عن الغرفة التجارية الأمريكية لدى الاتحاد الأوروبي، التي أكدت أن الحرب الحالية تهدد ليس فقط التدفقات التجارية العابرة للأطلسي، بل أيضًا الاستثمارات والشركات الضخمة التي تشكل العمود الفقري لهذه العلاقة الاقتصادية.

سجالات تجارية على وقع الرسوم الجمركية

في خطوة تصعيدية، فرضت واشنطن رسومًا جمركية على الصلب والألمنيوم، بينما بدأ الاتحاد الأوروبي بتطوير استراتيجيات رد فعل، وسط تهديدات من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفرض رسوم جديدة على النبيذ والمشروبات الروحية الأوروبية بنسبة تصل إلى 200%، ورغم أن الرئيس ترامب ركز على عجز الولايات المتحدة التجاري مع أوروبا في السلع، فإن هذه الخطوات قد تضر بالعديد من الشركات الكبرى مثل أبل وإكسون موبيل وفيزا التي تعتمد على هذا السوق المتشابك.

تداعيات الحرب التجارية على الشركات الكبرى

مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأت الشركات الكبرى التي تعتمد على هذه العلاقات التجارية في الشعور بتأثيرات سلبية قد تتسبب في إعادة هيكلة استراتيجياتها، الشركات مثل "أبل" و"إكسون موبيل" و"فيزا" التي لديها استثمارات ضخمة في كلا الجانبين، قد تجد نفسها مجبرة على تحمل تكاليف إضافية نتيجة للرسوم الجمركية المرتفعة.

وبالرغم من أن بعض الشركات قد تجد طرقًا للتكيف مع هذه التغييرات، إلا أن العديد من الشركات الأخرى، خصوصًا الصغيرة والمتوسطة، قد تواجه تحديات أكبر في ظل هذا التصعيد التجاري الذي يزيد من عدم اليقين في الأسواق العالمية.

الاقتصاد العالمي على المحك

تعد العلاقة التجارية بين أمريكا وأوروبا أحد أضخم العلاقات الاقتصادية في العالم، لكن هذا النزاع قد يفتح الباب أمام تحولات كبيرة في التحالفات التجارية العالمية، مع تصاعد الحمائية وارتفاع الرسوم الجمركية، قد يتجه العديد من الدول إلى البحث عن أسواق جديدة أو تعزيز علاقاتها مع تكتلات أخرى مثل الصين أو دول أمريكا اللاتينية، ما قد يؤدي إلى تحولات في موازين القوى الاقتصادية العالمية ويعيد تشكيل سلاسل التوريد العالمية.

في ظل هذه الديناميكيات المتغيرة، قد تجد الشركات الدولية نفسها في مواجهة تحديات جديدة تتطلب استراتيجيات مرنة وأكثر تنوعًا للحفاظ على استقرار أعمالها.

الاستثمار كالمعيار الحقيقي

ورغم أن التجارة بين الطرفين تظل حجر الزاوية للعلاقات الاقتصادية، إلا أن التقرير الذي نشرته الغرفة التجارية الأمريكية يشير إلى أن الاستثمار هو المعيار الأهم، فالاستثمارات الأمريكية والأوروبية لا تتدفق إلى أسواق الدول النامية ذات التكلفة المنخفضة، بل تتوجه إلى أسواق بعضهما البعض، على سبيل المثال مبيعات الشركات الأمريكية في أوروبا تفوق صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي بأربع مرات، بينما مبيعات الشركات الأوروبية في الولايات المتحدة تفوق صادراتها الأوروبية بثلاث مرات.

خطر تأثيرات متتالية على الاقتصاد العالمي

حذر التقرير من تأثيرات الحرب التجارية قد تمتد لتشمل قطاعات أخرى حساسة مثل تجارة الخدمات، حيث من المحتمل أن تتأثر بشكل كبير تدفقات البيانات، بل وحتى قطاع الطاقة، تعتمد أوروبا على واردات الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، مما يجعل أي تصعيد في الصراع التجاري ينعكس سلباً على استقرار هذه التجارة.

تحديات على الأفق الاقتصادي العالمي

وأشار دانييل هاميلتون، المعد الرئيسي للتقرير، إلى أن تأثيرات هذا الصراع التجاري لن تكون محصورة في قطاع التجارة فقط، بل ستطال جميع المجالات الاقتصادية الأخرى المتداخلة. قد تتسبب هذه الصراعات في تآكل الأسس التي قامت عليها العلاقات الاقتصادية عبر الأطلسي، مما يهدد ليس فقط النمو التجاري، بل الاستقرار الاقتصادي بشكل أوسع.

التوترات الحالية بين أمريكا والاتحاد الأوروبي تهدد مستقبل التجارة عبر الأطلسي الذي يعد الأضخم في العالم. إذا استمرت هذه الحرب التجارية دون حلول، فقد نكون أمام أزمة اقتصادية عابرة للقارات تؤثر على مختلف القطاعات من الصناعة إلى الخدمات والطاقة.

Short Url

أخبار متعلقة