الإثنين، 17 مارس 2025

12:07 ص

بنك CIB.. نحن ندعم الأغنياء فقط وبطلوا هرتلة!

الأحد، 16 مارس 2025 08:34 م

محمد أحمد طنطاوي

محمد أحمد طنطاوي

يتسامح معك الجميع تسامحاً مدهشاً عندما تمتلك مالاً" هكذا تقول الحكمة، وهكذا صدقها البنك التجاري الدولي عندما قرر رفع أسعار خدماته لحسابات صغار العملاء بمستويات وصلت إلى 33%، حتى يدعم شرائح عملاء الثروات، والمليونيرات، فهذه الفئة حافظ البنك على أسعار خدماتها دون زيادة، بل دعمها بمزايا إضافية جديدة، في خطوة لا يفهمها الفقراء أمثالي، فيخرج رئيس مجلس إدارة البنك المذكور عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، ليصف تعليقنا على زيادة أسعار الخدمات بـ " الهرتلة".

فوجئت كغيري من عملاء بنك CIB برسالة رشيقة، قبل الإفطار بساعات قليلة، تفيد أن البنك حدث أسعار خدماته ومنتجاته.. هذه رسائل عليك أن تقرأها جيداً وتتحسس مسدسك، فالأمر ليس تحديثا، كما تدعي الرسالة بل رفعا للأسعار"، لكننا في العزيزة مصر اعتدنا على هذه اللغة الفضفاضة، والنصوص حمالة الأوجه، فكل من ينتوي رفع الأسعار، يمكنه أن يحدثها وهكذا حتى صار كل شيء محدثا!!

تفاعلت مع رسالة البنك بكثير من الامتعاض كعميل يرى في التجاري الدولي مصرفا متميزا يقدم خدمات جيدة، ولديه شبكة موظفين محترفين، لكن غلبتني فطرتي الصحفية فوجهت إحدى الزميلات الصحفيات إلى كتابة الخبر، وتفريغ محتوى الأسعار الجديدة، انتصارا للشفافية ودعمًا للقارئ، الذي قد يكون محاطا بكثير من التدليس والمعلومات المغلوطة، والكلمات التي لا تثمن ولا تغني من جوع، والتبريرات الواهية، التي لا ترقى إلى المنطق.

بعد نشر الخبر مع تعليق صغير على "فيس بوك" خرج هشام عز العرب رئيس مجلس إدارة بنك CIB ليصف خبر رفع أسعار خدمات البنك بـ "هرتلة البعض على السوشيال ميديا" ، الحقيقة هذه ليست هرتلة يا عز العرب، لكنها معلومات هامة وجماهيرية يجب أن تتطرق لها الصحافة إنطلاقا من حقها الأصيل الذي خوله لها القانون في نشر الأخبار، لذلك سأرد على كل ما أثير بقدر من الاحتراف والتجرد دون الهجوم الأجوف، أو النقد المبني على الشخصنة والترصد، لنكشف بالأرقام حجم الزيادات التي أقرها البنك المذكور، دون داع واضح أو سبب منطقي، أو حجة بائنة يمكن أن نؤسس عليها مبررات رفع أسعار الخدمات البنكية، أو يمكن أن تتذرع بها بنوك أخرى لرفع أسعار خدماتها أيضا.

أول سؤال في الرد على المصرفي الكبير هشام عز العرب، هل رفع البنك أسعار خدماته المصرفية؟ الإجابة نعم، فلو أنك عميل prime وهي الفئة الأولى ضمن عملاء البنك " الغلابة" الذين يترواح حجم مدخراتهم في البنك من 20 إلى 300 ألف جنيه، فقد رفع البنك رسوم الحد الأدنى للرصيد من 75 جنيها إلى 100 جنيه شهريا، لمن يقل رصيدهم عن 20 ألف جنيه، فلو أن رصيدك الشهري في البنك مثلاً 10 آلاف جنيه ستدفع 100 جنيه للبنك، لا أعرف لماذا ولا أعرف تحت أي سند قانوني، لكنك ستدفعها وكما يقول أبناء البلد " إن كان عاجبك"..

نوع العميلالحد الأدنى قبل الزيادةالحد الأدنى بعد الزيادةنسبة الزيادة في الحد الأدنىالرسوم قبل الزيادةالرسوم بعد الزيادةنسبة الزيادة في الرسوم
Prime و Plus10 آلاف جنيه20 ألف جنيه100%75 جنيه100 جنيه33.3%
Wealth و Exclusive Wealth1.5 مليون جنيه1.5 مليون جنيه0%500 جنيه500 جنيه0%
Privateلا يوجد حد أدنىلا يوجد حد أدنى0%لا يوجد رسوملا يوجد رسوم0%


قد تنظر للموضوع بمنطق أن الزيادة المقصودة 25 جنيها شهريا فقط، لكنها في الحقيقة زيادة بنسبة 33% تقريباً، سوف يضعها البنك في ميزانيته السنوية، وسوف تشكل رقما معتبرا يساوي مليارات الجنيهات..

السؤال الثاني: لماذا تركزت الزيادات في أسعار خدمات البنك على شرائح prime  و plus فقط، بينما لم تتغير في الشرائح المليونية الأخرى؟! هل يرى البنك أن العملاء الذين يحصلون على الخدمة العادية، أصحاب الأرصدة العادية، أو الطبقات الفقيرة والمتوسطة هي المنوطة بتحمل أعباء الأسعار الجديدة، وهي المطلوب منها أن تنفق على الخدمات المقدمة للأثرياء؟! الحقيقة أتمنى إجابة واضحة من المصرفي الكبير، فمن حق الرأي العام أن يعرف لماذا يدفع الفقراء دعما للأغنياء؟!.

العميلالحد الأدنى قبل الزيادةالحد الأدنى بعد الزيادةنسبة الزيادة في الحد الأدنىالرسوم قبل الزيادةالرسوم بعد الزيادةنسبة الزيادة في الرسوم
Prime و Plus10 آلاف جنيه20 ألف جنيه100%75 جنيه100 جنيه33.3%
Wealth و Exclusive Wealth1.5 مليون جنيه1.5 مليون جنيه0%500 جنيه500 جنيه0%
Privateلا يوجد حد أدنىلا يوجد حد أدنى0%لا يوجد رسوملا يوجد رسوم0%


 

منذ أكثر من 10 سنوات مضت تتحدث الحكومة ومعها البنك المركزي عن الشمول المالي، وحساب بنكي لكل مواطن، وإصلاح مالي حقيقي ينتشل الناس من فكرة وضع فلوسهم " تحت البلاطة"، أو توظيفها لدى " المستريح" أو أولئك الذين يقدمون أسعار فائدة خيالية لاستقطاب الأموال والنصب على المواطنين، وقد كانت البنوك تسارع لفتح حسابات مجانية، لكن هاهي الانتكاسة أمام أعيننا، فعندما يبدأ أكبر البنوك الخاصة في مصر، برفع رسوم الحسابات بهذه الطريقة، فهذا ليس إلا تطفيش للعملاء، ودعوة صريحة بأن يقامروا بأموالهم في العملات الرقمية، والتطبيقات الإلكترونية المنتشرة، التي باتت قطاعات عريضة من الشباب تعرفها وتقع ضحية لها ولكم في fbc عبرة.

البنك التجاري الدولي له مطلق الحرية في رفع أسعار خدماته، كما أن العملاء لهم مطلق الحرية أن يغلقوا حساباتهم ويتجهوا لبنوك أخرى، أقل في التكلفة وأفضل في الخدمة، لكن مسار الجدل والانتقاد هو التدليس، وتصوير البعض رفع الأسعار بنسب مبالغ فيها بأنها أمر عادي، أو ضرورة حتى يضيف البنك بضعة مليارات على أرباحه، فهذا ليس إلا تضليل وهرتلة كما وصفنا المصرفي الكبير هشام عز العرب عبر صفحته على فيس بوك.

Short Url

showcase
showcase
search