تاتيانا تيرينتيفا نائب مدير الموارد البشرية في روساتوم العالمية: برنامج تدريبي متعدد المراحل للعاملين بمحطة الضبعة النووية
الإثنين، 10 مارس 2025 10:10 ص

تاتيانا تيرينتيفا نائب مدير الموارد البشرية
حوار محمد أحمد طنطاوي
تاتيانا تيرينتيفا نائب مدير الموارد البشرية في روساتوم العالمية:
مع بدء تشغيل كل مفاعل نووي يخضع الموظفون لدورات تدريبية من 6 أشهر إلى 3 سنوات
نعمل مع دول إفريقية على تطوير برامجها النووية والقارة السمراء مستقبلها واعد
روساتوم تعمل على مشروعات متقدمة قد تحول النفايات النووية إلى مورد دائم للطاقة
نستهدف إعطاء الفرصة للشباب ونستقطب 350 ألف موظف بحلول عام 2030
قبل عقدين من الزمان كان من الصعب تصور امرأة في دور ريادي داخل قطاع الطاقة النووية الروسية، أما اليوم فتبلغ نسبة النساء في شركة روساتوم العالمية، عملاق الطاقة النووية، 33% من إجمالي القوى العاملة، متجاوزة المتوسط العالمي لقطاع الطاقة بنحو 10%، والأمر لا يقتصر على الوظائف المكتبية، بل يمتد إلى قيادة المشاريع الكبرى، وإدارة المؤسسات، والإشراف على بناء المحطات النووية، وقد كسرت المرأة الحواجز التقليدية، وصارت إحداهن تعمل "ملاحة" على متن كاسحة الجليد النووية وتشغل الآن منصب مساعد أول للقبطان.
بهذه الكلمات تحدثت تاتيانا أناتوليفنا تيرينتيفا "نائب المدير العام للموارد البشرية في شركة روساتوم العالمية، المسئولة عن بناء محطة الضبعة النووية، لتكشف الدور البارز الذي تلعبه هذه المؤسسة العملاقة في إعادة تشكيل مستقبل التعليم النووي على مستوى العالم.

تاتيانا شاركت موقع " إيجي إن" العديد من التفاصيل الهامة حول شركة روساتوم العملاقة التي يعمل بها ما يزيد عن ربع مليون موظف، من خلال ردها على مجموعة من الأسئلة التي تم إرسالها عبر البريد الإلكتروني نسردها في الحوار التالي:-
في البداية كيف يتم تدريب الموظفين خارج روسيا على مشروعات الطاقة النووية؟
يتطلب العمل في المفاعلات النووية كوادر على درجة عالية من الكفاءة، وهو ما يشكل أولوية في نهج شركة روساتوم لبناء القدرات في محطات الطاقة النووية. يشمل هذا الجهد مجموعة واسعة من الأدوار، بدءًا من فرق الدعم الفني وصولًا إلى الهيئات التنظيمية الوطنية والوكالات الحكومية، وتخضع برامج التدريب للكوادر الأجنبية لمعايير وأساليب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع الاستفادة من الخبرات العميقة لأرقى الجامعات الروسية المتخصصة في العلوم النووية، وتخصص روساتوم منحًا دراسية للطلاب الأجانب للدراسة في هذه المؤسسات، حيث يكتسبون خبرات عملية في مواقع تشغيلية داخل القطاع النووي الروسي.
كما تتنوع المناهج الدراسية من حيث المدة والمحتوى، حيث تجمع بين النظرية والتطبيق وفقًا لطبيعة الأدوار التي يتولاها المتدربون. وتعقد الدورات النظرية في مراكز تدريب متخصصة في مدن أوبنينسك ونوفوفورونيج وسانت بطرسبرغ، فيما يتم التدريب العملي على أجهزة محاكاة تحاكي الواقع الفعلي. ثم ينتقل المتدربون إلى محطات الطاقة النووية الروسية لإجراء تدريبات ميدانية، قبل انتقالهم إلى مواقع العمل الخارجية، حيث يحصلون على تدريبات إضافية متعلقة بالمرفق النووي المتعاقد عليه.
هل هناك خطة عمل مخصصة لكل دولة وفقًا لحجم وطبيعة المشروع؟
نحن ندرك أن لكل دولة خصوصياتها فيما يتعلق بالجاهزية التكنولوجية والأطر التنظيمية واحتياجات الطاقة ولهذا، فإن نهجنا يتميز بالمرونة، مع مراعاة القوانين المحلية ومتطلبات التراخيص والمعايير الدولية والتعاقدية، بل وحتى العوامل الثقافية والاجتماعية، وجميع حلولنا تركز على احتياجات العملاء، ونقوم بإجراء مشاورات مكثفة لفهم متطلبات وشروط كل شريك، مما يمكننا من تصميم حلول نووية تتماشى بدقة مع الأبعاد التقنية والتنظيمية والاقتصادية لكل بلد، وهو ما يعزز التعاون المستدام والفعال.
ما عدد الوظائف التي تحتاجها روساتوم وما التخصصات الأكثر طلبًا؟
ضمن استراتيجيتها الطموحة للتوسع في الأسواق الجديدة وتطوير منتجاتها، تسعى روساتوم إلى استقطاب نحو 350,000 موظف بحلول عام 2030. ومن بين هؤلاء سيتم تخصيص 100,000 لدعم القطاعات الناشئة، بما في ذلك 40,000 وظيفة في مجال تكنولوجيا المعلومات، بينما سيتم توظيف 100,000 آخرين في مشاريع بناء محطات الطاقة النووية داخل روسيا وخارجها. أما الـ 150,000 المتبقون، فيدعمون القطاعات التقليدية مثل الطاقة النووية والهندسة الميكانيكية، مع تخصيص 30,000 منهم لمشاريع متقدمة مثل مشروع "برويرف" (الاختراق)، الذي يهدف إلى تطوير مجمع نووي من الجيل الرابع لإعادة تدوير الوقود النووي المستهلك، وهو إنجاز قد يحوّل النفايات النووية إلى مورد دائم للطاقة.

تضم الصناعة النووية أكثر من 100 تخصص، وتتطلب خططنا الطموحة آلاف المهندسين والمصممين والعلماء من ذوي الخبرات متعددة التخصصات، إضافة إلى المتخصصين في التكنولوجيا الرقمية والاقتصاد. كما نسعى إلى استقطاب كوادر في مجالات متقدمة تتجاوز نطاق الطاقة النووية مثل المواد المركبة، والتصنيع الإضافي، والتقنيات الكمومية، والمشاريع البيئية، والطب النووي.
ما نطاق التعاون الحالي مع مصر في مجالي التدريب والتعليم خصوصًا فيما يتعلق بمشروع الضبعة النووي؟
تتسم شراكة روساتوم مع مصر في تنمية الموارد البشرية النووية بالتنوع، حيث تتركز الجهود على إعداد الكوادر اللازمة لتشغيل محطة الضبعة النووية الجاري إنشاؤها. يخضع المتدربون المصريون لبرنامج تدريبي متعدد المراحل في روسيا، حيث يبدأ بدورات في اللغة الروسية، يتبعها تدريب تقني، ثم فترات تدريب عملي في منشآت نووية مرجعية.
في المرحلة الأخيرة ينتقل التدريب إلى مصر، حيث يتلقى العاملون دروسًا متخصصة حول تصميم وتشغيل محطة الضبعة في أماكن عملهم المستقبلية. حتى ديسمبر 2024 خضع أكثر من 170 متدربًا لهذا البرنامج، وأكمل 94 منهم فترتهم التدريبية في روسيا.
كما تستفيد مصر من الخبرة الروسية في بناء نظام تدريب قوي للكوادر النووية يستند إلى المعايير الدولية وخبرة "روساتوم" الممتدة لأكثر من 80 عامًا. ويشكل هذا التعاون أساسًا لإنشاء إطار تنظيمي يضمن التشغيل الآمن والموثوق لأول محطة نووية في مصر، مما يدعم رؤية الدولة نحو مستقبل مستدام للطاقة.
هل يتركز تدريب المصريين على الأدوار التقنية فقط أم يشمل نطاقًا أوسع من الوظائف؟
مع بدء تشغيل كل وحدة مفاعل يجب أن تكون القوى العاملة بأكملها - بما في ذلك العاملين في التشغيل والدعم والإدارة - جاهزة لتولي مهامها. يخضع الموظفون لدورات تدريبية مصممة خصيصًا لأدوارهم، تتراوح مدتها من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات.
يتولى الخبراء الروس تدريب الكوادر الأساسية في التشغيل والصيانة، بينما يتم تدريب الفئات الأخرى محليًا. ومع ذلك يتم التعاون في تحديد معايير التأهيل وأطر تطوير المسار المهني.
هل توسع الجامعات الروسية الفرص أمام الطلاب المصريين لدراسة العلوم النووية في المستقبل القريب؟
ترتكز شراكات روساتوم على معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بهدف تدريب كوادر للمشاريع النووية وتطوير أنظمة تعليمية مستدامة في الدول الناشئة في هذا المجال. نحن مستعدون لتوسيع الفرص أمام الطلاب المصريين للدراسة في الجامعات الروسية، ودعم المؤسسات التعليمية المحلية عبر فتح فروع لها في مصر، وتطوير برامج متخصصة تتماشى مع الاحتياجات الوطنية.
في عام 2025 ستطلق روساتوم ووزارة العلوم والتعليم العالي الروسية "الجامعة النووية الصيفية" ضمن مشروع "أوبنينسك تك"، حيث سيتم دعوة الأكاديميين المصريين للتطوير المهني، والطلاب لحضور مدارس تخصصية لمدة أسبوعين، مما يعكس التزامنا بالتعليم كاستثمار طويل الأمد في العلاقات الثنائية.

هل يوفر قسم الموارد البشرية في روساتوم دورات متخصصة في اللغة الروسية للمتدربين الأجانب في روسيا؟
قبل التعمق في المواد التقنية، يخضع موظفو شركائنا الدوليين لدورة مكثفة في اللغة الروسية تمتد لستة أشهر، تمهّد لهم الطريق لفهم أعمق وإتقان أوسع. في المراحل الأولى يتولى أساتذة مرموقون من جامعة بيتر العظيم التقنية في سانت بطرسبرغ وأكاديمية روساتوم التقنية تدريس اللغة بمستواها العام، ليضعوا حجر الأساس لمهاراتهم اللغوية. ثم ينتقل المتدربون إلى مستوى أكثر تخصصًا، حيث يتقنون المصطلحات العلمية والنووية عبر منهج مصمم خصيصًا لهم، "اللغة الروسية كلغة أجنبية لمتخصصي الطاقة النووية".
لا تقتصر هذه الرحلة التعليمية على التلقين النظري، بل تتضمن تدريبات عملية تحاكي الاستخدام الواقعي للغة في الحياة اليومية والبيئة المهنية، ما ييسر اندماج المتدربين في المجتمع الروسي، ويعمّق شعورهم بالانتماء، ويهيئهم لخوض تجاربهم في بيئة جديدة بثقة ورسوخ.
ماذا عن الوجوه النسائية في روساتوم أكبر شركة في روسيا، وكم عدد النساء العاملات بها؟
في روساتوم لا نزن الأفراد بموازين الجنس أو الجنسية، بل نحتكم إلى معايير الكفاءة والمعرفة والشغف بالتطور والقدرة على تحقيق النتائج. هذه القيم ليست مجرد شعارات، بل هي جوهر ثقافتنا المؤسسية التي أؤمن بها وأعمل وفقها. ومع ذلك فإن المشهد العالمي يشهد تحوّلًا ملحوظًا، حيث تتبوأ النساء أدوارًا قيادية في مختلف المجالات، وهو واقع يتجلى بوضوح داخل شركتنا، وقبل عقدين كان من الصعب تصور امرأة في دور ريادي داخل قطاع الطاقة النووية. أما اليوم فتبلغ نسبة النساء في روساتوم 33% من إجمالي القوى العاملة، متجاوزة المتوسط العالمي لقطاع الطاقة بنحو 10%. والأمر لا يقتصر على الوظائف المكتبية، بل يمتد إلى قيادة المشاريع الكبرى، وإدارة المؤسسات، والإشراف على بناء المحطات النووية، بل وحتى العمل في بيئات كانت حتى وقت قريب حكرًا على الرجال.
على سبيل المثال كسينيا سوخوتينا، التي تقود حلول البنية التحتية في روساتوم، أو ناتاليا نيكيبيلوفا، رئيسة شركة TVEL الذراع النووي لروساتوم في مجال الوقود. وحتى في أسطول كاسحات الجليد النووية أتومفلوت، كسرت النساء الحواجز التقليدية، حيث أصبحت ديانا كيدجي أول امرأة في العالم تعمل كملاحة على متن كاسحة الجليد "50 عامًا من النصر"، وتشغل الآن منصب مساعد أول للقبطان.
روساتوم لا تكتفي بتمكين النساء، بل تؤسس لثقافة داعمة لهن عبر مجتمع النساء في المجال النووي، الذي يضم أكثر من 3,000 عضوة من 41 منطقة في روسيا و19 دولة حول العالم. كما أطلقنا برنامج (القوة غير المرئية)، الذي يهدف إلى صقل المهارات القيادية والإدارية للنساء، وتعزيز قدرتهن على تحقيق توازن مثالي بين العمل والحياة.
كيف تستفيد روساتوم من الطاقات الشابة وما دورها في ديناميكيتها؟
المستقبل ليس فكرة مجردة بل واقع تصنعه الأجيال القادمة. في روساتوم نؤمن بأن الشباب ليسوا فقط جزءًا من المستقبل، بل هم محركه الحقيقي. يكفي أن نعود بالزمن لنرى كيف أن العقول الشابة هي التي صنعت التحولات الكبرى في صناعتنا، من أيام إيجور كورشاتوف، الذي كان في التاسعة والثلاثين عندما قاد المشروع الذري، إلى ياكوف زيلدوفيتش، الذي نال الدكتوراه في الفيزياء والرياضيات وهو في الخامسة والعشرين.
إعطاء الفرصة للشباب وتحميلهم مسؤوليات كبرى ليست خيارًا لدينا، بل هو جزء من هويتنا المؤسسية، ولدينا اليوم فرق يقودها شباب يضعون استراتيجيات تمتد لعقود قادمة، في إطار مشروع رؤية 2045، الذي يحدد معالم روساتوم في المستقبل، اعتمادًا على أفكار ورؤى الجيل الذي سيتولى زمام الأمور.
مع اقتراب عام 2030، سنحتاج إلى 350,000 موظف جديد لضمان استمرارية أعمالنا، ومن بينهم 60,000 خريج سينضمون إلينا مباشرة من الجامعات والكليات. وضمن هؤلاء، سيعمل 35,000 في تشغيل المحطات النووية الجديدة داخل روسيا وخارجها.

ما أبرز المشروعات الشبابية الدولية التي أطلقتها روساتوم؟
في عام 2025، نواصل زخم Impact Team 2050، والمجلس الاستشاري الشبابي الدولي المرتبط مباشرة بالرئيس التنفيذي لروساتوم. يجمع هذا الفريق بين قادة شباب من 10 دول، ويعمل جنبًا إلى جنب مع خبراء عالميين لرسم مسار روساتوم وفقًا لرؤى الجيل الجديد، والفعاليات الكبرى هي إحدى أدواتنا لتحفيز الشباب وإشراكهم في مستقبل الصناعة، ففي عام 2024، احتفلنا بمرور 70 عامًا على تشغيل أول محطة نووية سلمية عبر منتدى Obninsk NEW، الذي استضاف 900 مشارك من 100 دولة، لمناقشة مستقبل الصناعة النووية وأثرها في قضايا عالمية مثل التغير المناخي والطاقة النظيفة، كما لعبنا دورًا محوريًا في تعزيز التعاون الشبابي ضمن مجموعة بريكس، وقد استضفنا القمة السادسة لشباب بريكس في قطاع الطاقة بموسكو، بمشاركة 120 شابًا من 27 دولة، وشهدت القمة إصدار تقرير آفاق الطاقة لشباب بريكس، الذي قدم رؤى شبابية جديدة حول مستقبل الطاقة النووية.
ومؤخرًا، وبالتعاون مع هيئة المحطات النووية المصرية (NPPA)، استضفنا 350 شابًا من 25 دولة في المنتدى الدولي للشباب حول التقنيات المستدامة، حيث لعب الشباب دورًا فاعلًا في رسم ملامح مستقبل الطاقة النووية في مصر.
ما خطط روساتوم للتوسع في السوق الإفريقية في المستقبل القريب؟
إفريقيا قارة الفرص، ونرى فيها مستقبلًا واعدًا للطاقة النووية. نحن بالفعل نعمل مع عدد من الدول الإفريقية على تطوير برامجها النووية، انطلاقًا من بناء المحطات النووية، ومرورًا بإنشاء مراكز علمية وتقنية، ووصولًا إلى تنفيذ مشاريع في مجالات الطب والزراعة والتعليم.
المرحلة القادمة ستشهد تعزيز شراكاتنا مع الحكومات والهيئات المختصة في إفريقيا، مع التركيز على الاستثمار في التعليم والتدريب، وتكييف تقنياتنا لتناسب الاحتياجات المحلية، ودفع عجلة المشاريع الكبرى التي ستحدث تحولًا جذريًا في مشهد الطاقة بالقارة، لتكون الطاقة النووية إحدى الركائز الأساسية للتنمية المستدامة في إفريقيا.
Short Url
هيئة المواصفات والجودة تشارك فى جلسة نقاشية حول "آلية تعديل حدود الكربون"
10 مارس 2025 12:26 م
البورصة تعلن الحدود السعرية لتحركات حق اكتتاب «بلتون القابضة» اليوم
10 مارس 2025 12:26 م
الدولية للتأجير التمويلي تقرر شراء أسهم خزينة بـ41 جنيهًا من سوق الصفقات
10 مارس 2025 12:21 م


أكثر الكلمات انتشاراً