الأربعاء، 02 أبريل 2025

05:49 م

في ظل التقلبات الحالية، هل تنخفض معدلات الرهن العقاري في 2025؟

الثلاثاء، 01 أبريل 2025 12:00 م

سوق الإسكان الأمريكي

سوق الإسكان الأمريكي

كتب/كريم قنديل

مع دخولنا للعام 2025م، يظل سوق الإسكان الأمريكي في قلب الجدل الاقتصادي، حيث يتساءل المشترون والمستثمرون: هل ستنخفض معدلات الرهن العقاري؟ وهل ستعود أسعار المنازل إلى مستويات أكثر معقولية؟ وتشير التوقعات إلى تحسن تدريجي في القدرة على تحمل التكاليف، لكن العودة إلى فترة ما قبل الجائحة قد تظل بعيدة المنال.

الإسكان الأمريكي 

 

كيف وصلت معدلات الرهن العقاري إلى هذا الارتفاع؟

وشهد العالم، تحولاتٍ اقتصاديةٍ حادة منذ جائحة 2020م، حيث خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي)، أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد، ما أدى إلى انخفاض معدلات الرهن العقاري إلى 2.65% في أوائل 2021م، وهو أدنى مستوى تاريخي، و أشعل هذا الانخفاض المفاجئ، موجة شراءٍ كبيرةٍ في قطاع الإسكان، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

لكن مع تصاعد التضخم، اضطر الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة، ما دفع معدلات الرهن العقاري، إلى ذروة 7.8% في أكتوبر 2023م، رغم أن العام 2024م، شهد بعض التراجع في هذه المعدلات، في ظل انخفاض التضخم إلى مستويات أقرب إلى 2%، إلا أن المعدلات ظلت أعلى بكثير من مستويات ما قبل الجائحة.

ماذا سيحدث لمعدلات الرهن العقاري في 2025 و2026؟

ووفقًا لاستراتيجيات "مورغان ستانلي"، فإن معدلات الرهن العقاري، قد تستمر في الانخفاض خلال 2025م، في ظل تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وزيادة العرض السكني. ومع ذلك، يظل مدى هذا الانخفاض غير واضح.

أما في العام 2026م، فقد يؤدي التباطؤ المتوقع في نمو الناتج المحلي الإجمالي، إلى مزيد من الانخفاض في عوائد سندات الخزانة، ما قد يؤدي إلى تراجعٍ إضافيٍ في معدلات الرهن العقاري، وبالتالي تحسين القدرة على تحمل تكاليف الإسكان بشكل أكبر.

ولتوضيح الفارق، فإن قرضًا عقاريًا بقيمة مليون دولار عند معدل 7%، يترجم إلى دفعة شهرية قدرها 5,322 دولار، ولكن إذا انخفض المعدل إلى 6.25%، فإن الدفعة ستنخفض إلى 4,925 دولار، أي بفارق 397 دولار شهريًا، وهو فرق كبير، يمكن أن يؤثر على قرارات الشراء لدى الكثير من الأسر.

المنازل في أمريكا

 

هل تنخفض أسعار المنازل أيضًا؟

ورغم التراجع المتوقع في معدلات الرهن العقاري، فإن أسعار المنازل، لا تزال مرتفعة مقارنة بمستويات ما قبل الجائحة، حيث زادت بنسبة 30% منذ أوائل 2020م، فمثلًا، المنزل الذي كان يُباع بمليون دولار في 2019م، أصبح يُسعَّر الآن بحوالي 1.3 مليون دولار.

ويُعزى استمرار ارتفاع الأسعار إلى "تأثير القفل"، حيث يُفضّل العديد من أصحاب المنازل الاحتفاظ بعقاراتهم لأنهم حصلوا على معدلات رهن عقاري منخفضة في السنوات الماضية، ما يقلل من المعروض في السوق.

لكن من المتوقع أن يتغير هذا الوضع في الأعوام 2025م، و2026م، مع زيادة الاستثمار السكني، وتسارع وتيرة بناء المنازل الجديدة، وهو أمر قد يخفف من ضغط الأسعار.

 

هل الآن هو الوقت المناسب لشراء منزل؟

القرار بشأن دخول سوق العقارات، لا يعتمد فقط على العوامل الاقتصادية، بل هو قرارٌ شخصيٌ أيضًا، فمثلًا، قد يكون الأزواج الجدد، مستعدين لدفع مبلغ إضافي للحصول على منزل في منطقة تعليمية متميزة، بينما قد يسعى المتقاعدون، لشراء منزل أحلامهم بغض النظر عن تقلبات السوق.

وفي ظل المعدلات الحالية، يلجأ العديد من المشترين إلى استراتيجية "الشراء الآن وإعادة التمويل لاحقًا"، حيث يقومون بشراء منزل بالمعدل الحالي، على أمل أن يتمكنوا من إعادة التمويل، بمعدل أقل في المستقبل، ما قد يجعل هذا الخيار أكثر جاذبية.

المنازل في أمريكا

 

ما الذي يمكن توقعه؟

  • من المرجح أن تنخفض معدلات الرهن العقاري تدريجيًا، خلال الأعوام 2025م و2026م، لكنها قد لا تعود إلى مستويات ما قبل الجائحة.
  • أسعار المنازل قد تشهد بعض التراجع، لكن لا يُتوقع أن تنخفض بشكلٍ حادٍ، نظرًا لارتفاع الطلب واستمرار محدودية العرض.
  • وقد تكون هناك فرصًا جيدةً للمشترين، الذين يخططون على المدى الطويل، خاصةً مع احتمال انخفاض أسعار الفائدة مستقبلًا وإمكانية إعادة التمويل.

وفي النهاية، فسواءًا كنت مشتريًا أو مستثمرًا، فإن اتخاذ القرار الصحيح، يتطلب موازنة بين العوامل الاقتصادية والاحتياجات الشخصية، إلى جانب استشارة مختصين ماليين، لضمان توافق قراراتك مع خطتك المالية المستقبلية.

Short Url

search