19.3 مليون دولار ، لماذا ينفق الأثرياء الأمريكيون الملايين في عقارات لندن؟

شهدت سوق العقارات الفاخرة في لندن ارتفاعًا ملحوظًا في أعداد المشترين الأميركيين، حيث شكلوا نحو ربع المشترين الذين أنفقوا 19.3 مليون دولار أو أكثر على العقارات في العاصمة البريطانية خلال عام 2024، ويعود هذا الإقبال جزئيًا إلى تراجع قيمة العقارات الفاخرة عند مقارنتها بالدولار، حيث أصبحت أرخص بنسبة 43% مقارنة بعام 2014م، وفقًا لتقرير "نايت فرانك".

تراجع أسعار الأحياء الراقية

أفادت بيانات وكالة "سافيلز"، أن أسعار المنازل في مناطق مثل بيلغرافيا ونايتسبريدج وأحياء فاخرة أخرى، انخفضت بنسبة 2% في عام 2024م، ما أدى إلى إنهاء العام بانخفاض إجمالي قدره 20% عن ذروتها في 2014م، وهذا التراجع جعل السوق أكثر جاذبية للمشترين الأجانب، وخاصة الأميركيين الذين يستفيدون من قوة الدولار.

إقبال على الجنسية البريطانية

إلى جانب الاستثمار في العقارات، يسعى بعض الأميركيين إلى اتخاذ خطوة أكثر استمرارية نحو الاستقرار في بريطانيا، ففي عام 2024م، تقدم 6,100 أمريكي بطلبات للحصول على الجنسية البريطانية، وهو رقم قياسي يمثل زيادة بنسبة 26% عن العام السابق، وفقًا لما نشرته الإندبندنت عربية.

صفقات بارزة لمليارديرات ومشاهير 

من بين المشترين الجدد، مصمم الأزياء الشهير توم فورد، والذي اشترى منزلًا فاخرًا في لندن، كما اشترى ملياردير أمريكي في قطاع التكنولوجيا قصر "ذا هولمي" في متنزه ريجنتس، والذي يُعرف بـ"البيت الأبيض"، بسبب تشابهه مع المبنى الشهير في واشنطن، وقد حصل على خصم كبير، إذ دفع 139 مليون جنيه إسترليني (179.6 مليون دولار) بدلًا من السعر المطلوب، والذي كان 250 مليون جنيه إسترليني (323 مليون دولار).

تأثير تغييرات الضرائب

ومع اقتراب تغييرات ضريبة شراء العقارات (SDLT) في بريطانيا، يتسابق المشترون لإتمام صفقاتهم قبل الموعد النهائي في الـ31 من مارس، وحاليًا يُعفى أصحاب المنازل من دفع رسوم دمغة على العقارات التي تصل قيمتها إلى 250 ألف جنيه إسترليني (323.1 ألف دولار)، لكن هذا الحد، سينخفض إلى 125 ألف جنيه إسترليني (161.5 ألف دولار) اعتبارًا من 1 إبريل، مع فرض رسوم بنسبة 2%.

أما المشترون لأول مرة، فحاليًا لا يدفعون ضريبة شراء العقارات على المنازل التي تصل قيمتها إلى 425 ألف جنيه إسترليني (549.3 ألف دولار)، لكن هذا الحد، سينخفض إلى 300 ألف جنيه إسترليني (387.8 ألف دولار)، وسيتوجب عليهم دفع 5% على الشريحة التي تتراوح بين 300 ألف و500 ألف جنيه إسترليني (387.8 ألف - 646.4 ألف دولار).

تخفيضات لجذب المشترين 

أظهرت تحليلات جديدة، أن العديد من البائعين خفضوا أسعار الطلب، لتشجيع المشترين على إتمام الصفقات قبل التغييرات الضريبية، ووفقًا لشركة "غيت إيجينت"، فإن أعلى نسبة من المنازل التي شهدت تخفيضات في الأسعار، تقع ضمن الحدود التي ستتأثر بالضرائب الجديدة، ما يعزز التوجه نحو الشراء قبل سريان القواعد الجديدة.

ويشير هذا الاتجاه، إلى أن لندن لا تزال وجهة جذابة للأثرياء الأميركيين، سواءًا بهدف الاستثمار أو الانتقال إلى بريطانيا بشكل دائم، مستفيدين من تراجع الأسعار وقوة الدولار قبل دخول التغييرات الضريبية حيز التنفيذ.