«تاسي على صفيح ساخن» هل ينجح السوق السعودي في تجاوز أزمته؟
الأحد، 16 مارس 2025 02:36 م

سوق الأسهم السعودي (تاسي)
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
تستمر سوق الأسهم السعودية في مواجهة تحديات وتقلبات كبيرة، حيث عكست أسواق الأسهم العالمية في الأسبوع الماضي بعض الارتدادات الإيجابية، بينما سجل مؤشر "تاسي" خسائر نسبية بنحو 0.7%.
في هذا التحليل، سنتناول المؤشرات التي قد تساهم في تحسن أداء سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى تسليط الضوء على العوامل الاقتصادية المحلية والدولية التي يمكن أن تؤثر في حركة السوق السعودي.

مؤشر تاسي والخسائر الأسبوعية
سجل سوق الأسهم السعودي (تاسي) انخفاضًا طفيفًا بنحو 0.7% في الأسبوع الماضي، محققًا بذلك خسارته الأسبوعية الثالثة على التوالي.
هذا الانخفاض جاء في ظل هبوط مستمر في أسعار بعض الأسهم الكبرى مثل "أرامكو" التي شهدت انخفاضًا بنسبة 1%.
ومع ذلك، نجح المؤشر في العودة للتماسك في الجلسة الأخيرة من الأسبوع، ليحقق ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.2%، مما قلص الخسائر الأسبوعية التي كانت أكبر في بداية الأسبوع.
ويعكس هذا الارتداد قدرة السوق على الصمود وسط التحديات الاقتصادية والإقليمية، مما يثير التفاؤل لدى المستثمرين.
_1773_012235.jpg)
العوامل الاقتصادية الدولية وتأثيرها على السوق السعودي
شهدت الأسواق العالمية تحسنًا ملحوظًا في أدائها خلال الأسبوع الماضي، بدعم من بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت تباطؤًا في الارتفاع، مما فتح المجال أمام احتمالية خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
هذا التحسن في الأسواق العالمية كانت له انعكاسات إيجابية على أسواق المنطقة، بما في ذلك السوق السعودي، حيث تشهد السعودية تأثيرًا غير مباشر من التحسن في أسعار النفط وحركة الأسواق المالية العالمية.
أحد الأسباب التي قد تساهم في انتعاش سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع هو التفاؤل السائد بين المستثمرين بشأن احتمالية خفض الفائدة في الولايات المتحدة في عام 2025.
يُعتقد أن هذه التوقعات قد تساهم في استقرار أسواق المال السعودية بشكل أكبر، خاصة مع انخفاض معدل الفائدة على القروض في المملكة الذي يعزز من السيولة في البنوك السعودية.
إدراج سهم "إنتاج" في السوق الرئيسية
من العوامل التي تساهم في تعزيز التفاؤل في السوق السعودي هذا الأسبوع هو إدراج سهم "الشركة العربية للاستثمار الزراعي والصناعي" (إنتاج) في السوق الرئيسية.
تقدر قيمة طرح حصة 30% من الشركة بحوالي 450 مليون ريال سعودي، وهو ما سيوفر سيولة إضافية للسوق ويحفز حركة التداولات في الفترة القادمة.
يُتوقع أن يكون لهذا الإدراج تأثير إيجابي على أداء مؤشر السوق، مما يعزز من نشاط المستثمرين الأفراد والمؤسسات في الأسواق المحلية.

استراتيجيات المؤسسات وارتفاع السيولة البنكية
من الجدير بالذكر أن البيانات الأخيرة تشير إلى دخول عدد من المؤسسات المالية في السوق السعودي، خصوصًا بعد تراجع المؤشر تحت مستوى 11,700 نقطة، وهو مستوى دعم رئيسي.
يُعتبر هذا التوجه جزءًا من استراتيجية المؤسسات الكبرى لدخول السوق عند الأسعار المنخفضة، حيث يتوقع المستثمرون أن تكون هذه المستويات مغرية للاستثمار في الأسهم السعودية.
كما أشار المحلل المالي محمد زيدان إلى أن قطاع البنوك السعودي سيستفيد بشكل كبير من انخفاض معدل الفائدة "السايبور"، حيث يشكل القطاع البنكي نحو 35% من وزن مؤشر السوق السعودي.
ومن المتوقع أن تسهم هذه التغيرات في تعزيز أرباح البنوك خلال الفترة القادمة، مما قد يؤدي إلى تحسن أداء السوق بشكل عام.
مؤشرات القطاع البنكي السعودي
يُتوقع أن يشهد القطاع البنكي في السعودية تحسنًا في أدائه خلال الأسابيع المقبلة، بعد انخفاض الفائدة المدفوعة على القروض، مما يؤدي إلى تقليل تكلفة التمويل للشركات والأفراد.
هذه التغيرات قد تكون داعمة لأرباح القطاع البنكي، ما يعزز بدوره من أداء المؤشر العام للسوق، ومن المتوقع أن يصل مؤشر القطاع البنكي إلى 13,000 نقطة، مما سيدعم السوق بشكل عام.
_1773_012442.jpg)
التوقعات المستقبلية للسوق السعودي
على الرغم من أن التوقعات على المدى القصير تشير إلى استمرار حالة الاستقرار في السوق السعودي، إلا أن نتائج الشركات المالية للربع الأول من عام 2025 قد تمثل نقطة تحول مهمة في الاتجاه العام للسوق.
يتوقع أن تظهر هذه النتائج تحسنًا في الأداء، مما قد يؤدي إلى إعادة تقييم الأسعار بشكل إيجابي، ويشجع المستثمرين على ضخ المزيد من الاستثمارات في السوق.
من جهة أخرى، هناك إشارات تشير إلى أن السوق السعودي قد يتسم بارتفاعات معتدلة على المدى المتوسط، مع تراجع احتمالية حدوث موجات صعود حادة مشابهة لتلك التي شهدها السوق في العام الماضي، إلا أن الوضع الاقتصادي العام في المنطقة والعالم قد يسهم في تعزيز الاستقرار النسبي في السوق.
ختامًا: تستهل سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع بشكل إيجابي نسبيًا، مدعومة بتحسن في الأسواق العالمية وانخفاض معدل الفائدة.
كما إن إدراج سهم "إنتاج" في السوق الرئيسي قد يساهم في زيادة السيولة ودعم النشاط الاستثماري في السوق السعودي.
ومع تحسن أداء القطاع البنكي وتوقعات الشركات لمستقبل إيجابي، فإن السوق السعودي قد يشهد تحركات استثمارية نشطة خلال الفترة المقبلة، ومع ذلك، يظل التوقع العام للسوق السعودي يميل نحو الاستقرار في المدى القصير، مع إمكانية حدوث تحولات مع ظهور نتائج الربع الأول من العام المقبل.
Short Url
الحكومة المصرية تحقق 73% من أهداف برنامج العمل 2025
18 مارس 2025 08:38 م
تراجع معدلات الرهن العقاري في 2025، هل حان الوقت لدخول سوق العقارات؟
18 مارس 2025 03:29 م
"مكالمة الحسم"، هل ستنجح مفاوضات ترامب وبوتين في تهدئة الاقتصاد العالمي؟
18 مارس 2025 12:55 م


أكثر الكلمات انتشاراً