خلق 450 ألف فرصة عمل بحلول 2030، السعودية تعزز ريادتها في الترفيه الرقمي

الثلاثاء، 18 مارس 2025 08:34 م

قطاع الترفيه

تحليل/كريم قنديل

تعمل المملكة السعودية على تعزيز حضورها في خريطة الترفيه العالمية عبر تنظيم وتطوير قطاع الترفيه وتوفير أنشطة ترفيهية نوعية ومستدامة، يمتاز قطاع الترفيه في السعودية بالبنية التحتية التنظيمية التي تسهل أعمال الشركات والمستثمرين في القطاع حيث توفر الهيئة بوابة الكترونية للتراخيص، وتتعاون مع أكثر من 20 جهة حكومية.

أهمية خاصة لقطاع الترفيه

تولي المملكة العربية السعودية أهمية خاصة لقطاع الترفيه لتنشيط السياحة الداخلية واستثمار الأموال التي ينفقها السعوديون في الخارج في مشاريع محلية، إذ يقدّر ما ينفقه السعوديون على السياحة الخارجية بنحو 740 مليار ريال سنويًا، وعليه عملت المملكة في السنوات الأخيرة على تطوير هذا القطاع من خلال إنشاء العديد من المراكز الترفيهية الجاذبة، في إطار خطة تطويرية الهدف منها رفع جودة الحياة في المملكة، واستثمار قطاع الترفيه في تعزيز الاقتصاد المحلي من خلال إنشاء قطاعات جديدة مرتبطة به، وذلك تحت عنوان تحويل المملكة إلى مقصد عالمي للسياحة الخارجية.

قطاع الترفيه الرقمي

وفي إطار الخطط الموضوعة والفورة الترفيهية والسياحية، فإنه من المتوقع أن تشهد المملكة تدفقات استثمارية غير مسبوقة إلى قطاع الترفيه والقطاعات المرتبطة به، وصولاً إلى مساهمة هذا القطاع بنسبة 4.2 في المئة من الناتج المحلي وخلق 450 ألف فرصة عمل بحلول العام 2030، كذلك من المتوقع أن تبلغ قيمة الاستثمارات المخصصة لتطوير البنى التحتية والمشاريع الكبرى المرتبطة بالترفيه نحو 267 مليار ريال (نحو 71.2 مليار دولار).

شهد قطاع الترفيه الرقمي في المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة، حيث استحوذت المملكة على أكثر من 58% من إجمالي عائدات الوسائط الرقمية في دول الخليج خلال عام 2022، بقيمة بلغت 2.17 مليار دولار من إجمالي 3.72 مليارات دولار، وتبرز السعودية كقوة إقليمية في صناعة ألعاب الفيديو، محققة إيرادات بلغت 1.75 مليار دولار، أي أكثر من ضعف عائدات بقية دول الخليج مجتمعة، والتي سجلت 635.9 مليون دولار فقط.

ألعاب الفيديو.. العمود الفقري لصناعة الترفيه الرقمي

لم تكن هذه الأرقام وليدة الصدفة، بل تعكس نموًا مطردًا في سوق ألعاب الفيديو بالمملكة، حيث قفزت العائدات من 816 مليون دولار خلال ثلاث سنوات، بمعدل نمو سنوي مركب بلغ 23.38% بين عامي 2019 و2022.

وتتربع ألعاب الهواتف المحمولة على عرش الإيرادات في قطاع الألعاب، حيث سجلت 1.7 مليار دولار في عام 2022، وهو ما يمثل حوالي 80% من إجمالي عائدات ألعاب الفيديو، مدفوعة بالإقبال الكبير من المستخدمين وانتشار الأجهزة الذكية وشبكات الجيل الخامس.

نمو الفيديو عند الطلب.. التحول نحو الاستهلاك الرقمي

إلى جانب ألعاب الفيديو، شهدت منصات الفيديو عند الطلب ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المستخدمين النشطين، إذ ارتفع العدد من 9.59 ملايين مستخدم في عام 2017 إلى 12.98 مليونًا في عام 2022، ويعزى هذا النمو إلى التطور التقني وإدخال تقنيات الجيل الخامس، التي عززت من جودة البث وأتاحت سرعات اتصال فائقة، مما جعل استهلاك المحتوى الرقمي أكثر سلاسة.

استثمارات ضخمة في الاتصالات وتقنية المعلومات

تلعب وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات دورًا أساسيًا في تعزيز البنية التحتية الرقمية، إذ بلغ حجم سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة حوالي 42 مليار دولار في عام 2022، وتهدف الوزارة إلى تنمية قطاع تقنية المعلومات بنسبة 50%، في إطار رؤية المملكة 2030، التي تسعى إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي للابتكار الرقمي.

التقنيات المتقدمة تدفع عجلة الابتكار

لم يعد الترفيه الرقمي يقتصر على الألعاب والفيديو، بل أصبح يشمل تقنيات متطورة مثل الذكاء الاصطناعي، الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والتي تسهم في تحسين تجربة المستخدمين، فمن خلال تحليل سلوك المستخدمين، تقدم أنظمة الذكاء الاصطناعي توصيات أكثر دقة للمحتوى، بينما توفر تقنيات الواقع الافتراضي تجارب غامرة تعزز من تفاعل الجمهور.

كما أن التقنيات الحسية وتكنولوجيا النانو تقدم تجارب حسية متطورة عبر الأجهزة القابلة للارتداء، مما يجعل التفاعل مع المحتوى الرقمي أكثر واقعية، وبفضل واجهات الدماغ والحاسوب، يمكن تحقيق مستويات جديدة من التفاعل، خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة.

الشركات الناشئة والمستثمرون.. قوة دافعة للقطاع

تعد الشركات الناشئة والاستثمارات الخاصة من العوامل المحورية في تطور قطاع الترفيه الرقمي، حيث تسعى هذه الشركات إلى تقديم حلول مبتكرة تدعم تجربة المستخدمين، كما أن الدعم الحكومي والاستثمار المتزايد في هذا القطاع يعززان من جاذبيته، مما يفتح المجال لمزيد من الفرص الاستثمارية ويحفز الابتكار.

المملكة في طريقها للريادة العالمية

مع استمرار التوسع في البنية التحتية الرقمية، والاستثمارات الضخمة في التقنيات الناشئة، تتجه المملكة بثبات نحو ترسيخ مكانتها كقوة إقليمية وعالمية في قطاع الترفيه الرقمي، وبفضل رؤية 2030، يبدو أن هذا القطاع سيظل يشهد نموًا متزايدًا، مما يعزز مكانة السعودية كمركز رقمي محوري في المنطقة.

Short Url

أخبار متعلقة