الثلاثاء، 18 مارس 2025

10:34 م

"مكالمة الحسم"، هل ستنجح مفاوضات ترامب وبوتين في تهدئة الاقتصاد العالمي؟

الثلاثاء، 18 مارس 2025 12:55 م

ترامب وبوتين

ترامب وبوتين

تحليل/ ميرنا البكري

تُعتبر الحرب الروسية الأوكرانية، واحدة من أكثر الصراعات تأثيرًا على المشهد السياسي والاقتصادي العالمي منذ اندلاعها عام 2022م، ومع استمرارها لعامها الثالث، هناك مؤشرات على أن التداعيات الاقتصادية للحرب تتزايد، ما يدفع القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، للوصول إلى حلول دبلوماسية لوقف النزاع. 

وفي هذا الصدد، تستعد الإدارة الأمريكية، بقيادة الرئيس “دونالد ترامب”، لتنظيم محادثات مع الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، لمحاولة الاتفاق على هدنة مؤقتة، والتي من الممكن أن  تمهد لاتفاق دائم.

كما سنوضح في هذا التحليل، تأثير هذه المفاوضات على الاقتصاد العالمي، وهل يمكن أن تؤدي إلى استقرار سياسي في  الأسواق، أم أن الأوضاع ستتفاقم؟

Picture background
الرئيس الروسي/ فلاديمير بوتين

 

التداعيات الاقتصادية المحتملة

أسواق الطاقة، هل ستواجه استقرار أم يستمر الاضطراب؟

يُعتبر قطاع الطاقة، من أكثر القطاعات التي تأثرت بالحرب؛ باعتبار أن  روسيا من أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز في العالم، ومع اندلاع الحرب، سجلت أسعار النفط ارتفاعًا كبيرًا، بسبب العقوبات المفروضة على موسكو، وبالتالي أدى إلى حدوث اضطرابات في الإمدادات العالمية، وزيادة تكاليف الطاقة. 

وإذا نجح ترامب في الاتفاق مع بوتين على وقف إطلاق النار، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى تهدئة الأسواق واستقرار أسعار النفط والغاز الطبيعي، وبالتالي يقلل الضغط على الاقتصاد الأوروبي، والذي يعتمد بشكل كبير على الطاقة المستوردة، وفي حالة فشل المفاوضات، فسيستمر عدم الاستقرار، وسترتفع الأسعار مجددًا، وتزداد الضغوط التضخمية.

 

الاستثمارات والتجارة في أوروبا الشرقية

منذ اندلاع الحرب، شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في أوكرانيا والدول المجاورة تراجعًا ملحوظًا؛  بسبب عدم الاستقرار الأمني والسياسي، وبالتالي أي تهدئة للصراع، يمكن أن تعيد الثقة للمستثمرين الأجانب، وتفتح الباب أمام إعادة إعمار ما سببه الحرب، ما يخلق فرصًا اقتصادية جديدة، ويعزز النمو في المنطقة، ولكن  إذا استمرت الحرب، فستستمر العزلة الاقتصادية لروسيا، وتقيد التجارة مع أوروبا، ما يضر بالاقتصاد العالمي ككل.

 

الأسواق المالية وسعر الدولار

تدفع الاضطرابات الجيوسياسية المستثمرين، إلى البحث عن الأصول الأكثر آمنًا، كالذهب والدولار الأمريكي، وفي حالة نجاح المفاوضات، قد يشهد السوق انخفاضًا في الطلب على الدولار، وارتفاعًا في أسواق الأسهم، حيث سيشعر المستثمرون بمزيدٍ من الأمان. 

أما إذا فشلت المحادثات، فستستمر حالة عدم اليقين، ما سيزيد من التقلبات في الأسواق المالية، ويجعل الذهب ملاذًا آمنًا أكثر جذبًا للمستثمرين، كما سيزداد الطلب على الدولار، وبالتالي قد نشهد ارتفاعًا في سعر الدولار، والذهب.

 

العقوبات الاقتصادية والمستقبل التجاري

وأثرت العقوبات الغربية على روسيا بشكل ملحوظ على الاقتصاد الروسي، لكنها لم تؤدِ إلى انهياره، بسبب العلاقات التجارية، التي تقوم بها موسكو مع الصين والهند، وإذا انتهت المفاوضات بتخفيف بعض العقوبات، فقد يؤدي ذلك إلى انتعاش الاقتصاد الروسي، وزيادة التدفقات التجارية بين روسيا والغرب، ومع ذلك، فإن تقديم أي تنازلات كبيرة لروسيا، قد يثير اعتراضات قوية من جانب دول داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة التي تعتبر موسكو تهديدًا لأمنها القومي.

 

السيناريوهات المتوقعة

سيناريو  استمرار المفاوضات:- حيث سيشهد العالم استقرارًا في أسواق الطاقة، وانخفاضًا لأسعار النفط، وزيادة الاستثمارات في أوكرانيا وأوروبا الشرقية، كما سنرى هدوءًا في  الأسواق المالية وارتفاعًا لمؤشرات الأسهم العالمية.

سيناريو تراجع المفاوضات:- إن استمرار ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة الضغوط التضخمية، يسبب في تراجع ثقة المستثمرين وزيادة العزلة الاقتصادية والتجارية لروسيا، كما سيواجه العالم، اضطرابات في الأسواق المالية وارتفاعًا لأسعار الذهب والدولار.

ختامًا، تشكل مكالمة ترامب وبوتين، نقطة حاسمة في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وستحدد نتائجها الاتجاه المستقبلي للاقتصاد العالمي، وإذا نجح ترامب في التوصل إلى هدنة، فقد نشهد استقرارًا اقتصاديًا نسبيًا، أما إذا فشل، فقد تستمر التوترات، وتؤثر سلبًا على أسواق الطاقة والتجارة العالمية.

Short Url

showcase
showcase
search