الخميس، 13 مارس 2025

04:01 م

«جيه بي مورجان» يقلل من احتمالية الركود، هل وول ستريت على أعتاب التعافي؟

الخميس، 13 مارس 2025 01:32 م

بنك جيه بي مورجان

بنك جيه بي مورجان

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية في الآونة الأخيرة موجة تصحيح لافتة أثارت قلق المستثمرين حول مستقبل الاقتصاد الأمريكي. 

لكن، وفي ضوء التحليل الذي قدمه بنك "جيه بي مورجان"، يبدو أن الأسوأ قد انتهى، حيث أشار البنك إلى أن الأسواق الائتمانية تبعث إشارات إيجابية تقلل من احتمالات حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. 

في هذا التحليل، سنوضح العوامل التي أثرت في الأسواق وآراء الخبراء حول المستقبل القريب.

أسباب التصحيح الأخير في أسواق الأسهم

قبل النظر في التحليلات المتفائلة بشأن انتهاء مرحلة التصحيح، من المهم فهم أسباب هذا التراجع في أسواق الأسهم الأمريكية. 

كانت أسواق الأسهم قد شهدت انخفاضات حادة خلال الأسابيع الماضية، بسبب سلسلة من العوامل التي أثرت على معنويات المستثمرين، ومن بين هذه العوامل:

1- السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب: السياسات التجارية المتقلبة والتهديدات بفرض تعريفات جمركية على العديد من الدول، بما في ذلك الصين، أثرت بشكل كبير على استقرار الأسواق المالية.

2- التخفيضات المستمرة في الوظائف الحكومية: تسببت في تعطيل الأنشطة الاقتصادية وفرضت مزيدًا من الضغوط على الأسواق.

3- المخاوف الاقتصادية العالمية: مع تزايد المخاوف من تباطؤ النمو في الولايات المتحدة، دفع ذلك العديد من المحللين إلى خفض توقعاتهم لأداء الأسهم الأميركية.

نظرة إيجابية للأسواق

على الرغم من المخاوف التي اجتاحت أسواق الأسهم، تقدم "جيه بي مورجان" تحليلًا يشير إلى أن موجة التصحيح قد تكون قد وصلت إلى ذروتها. 

ووفقًا للتقرير الصادر عن البنك، يستند الخبراء إلى المؤشرات الائتمانية التي تشير إلى تراجع احتمالات الركود في الاقتصاد الأميركي، وفيما يلي أبرز النقاط التي تم التركيز عليها:

1- أسواق الائتمان والركود: ذكر التقرير أن أسواق الائتمان، التي تعتبر من بين أكثر المؤشرات موثوقية في تحديد التوجهات الاقتصادية، أظهرت أن احتمالات الركود في الولايات المتحدة تراجعت بشكل ملحوظ مقارنة بما كانت عليه في الأشهر الماضية. 

في حين أن أسواق الأسهم ما زالت تسعر احتمالًا كبيرًا للركود (نحو 50% في أسهم الشركات الصغيرة)، فإن أسواق الديون تشير إلى احتمالية منخفضة (بين 9% و12%).

2- تحليل أسواق الأسهم وأسواق الفائدة: أظهرت أسواق الفائدة تباينًا في التوقعات مقارنة بأسواق الأسهم، حيث تبنت أسواق الفائدة والعائدات التوقعات التي تسعرها أسواق الأسهم، مما يعكس تحسّنًا في النظرة المستقبلية للاقتصاد.

الصناديق والمؤشرات المتداولة

تسهم عدة عوامل في دعم الأسوق الأمريكية، وفي مقدمتها التدفقات المالية المستمرة نحو صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs). 

هذه الصناديق تلعب دورًا مهمًا في استقرار الأسواق، وذلك عبر جذب رأس المال الذي قد يساعد في دفع أسواق الأسهم نحو الانتعاش.

التدفقات المالية في صناديق المؤشرات المتداولة: على الرغم من تصحيح الأسهم، تواصل صناديق المؤشرات المتداولة جذب التدفقات المالية، مما يعزز من استقرار السوق. 

كما تشير تقديرات "جيه بي مورجان" إلى أن السوق قد يجد دعمًا إضافيًا من هذه التدفقات التي من الممكن أن تكون كبيرة خلال الفترات المقبلة.

شراء محافظ صناديق الاستثمار المشتركة وصناديق التقاعد: يمكن أن تؤدي عمليات إعادة موازنة محافظ صناديق التقاعد وصناديق الاستثمار المشتركة الأمريكية بنهاية الشهر أو الربع الحالي إلى تعزيز عمليات الشراء في أسواق الأسهم، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.

المشتريات من صناديق الثروة السيادية: من المتوقع أن تواصل بعض صناديق الثروة السيادية، مثل تلك التابعة لدول الخليج العربي، ضخ رؤوس الأموال في الأسواق الأمريكية، مما يساهم في دعم الاستقرار المالي، ووفقًا للتقديرات، قد تصل قيمة هذه المشتريات إلى نحو 135 مليار دولار.

التحديات المستقبلية وتأثيرها على المستثمرين

على الرغم من التحليلات المتفائلة التي تبعث بعض الطمأنينة، إلا أن الأسواق الأميركية لا تزال تواجه عددًا من التحديات التي قد تؤثر على أداء الأسهم في المستقبل:

استمرار عدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية: تتأثر الأسواق بشدة بالتغييرات في السياسات الاقتصادية، سواء في الولايات المتحدة أو على المستوى العالمي، ولا يزال الوضع التجاري مع الصين وغير ذلك من القضايا الجيوسياسية يشكل تهديدًا لاستقرار الأسواق.

التقلبات في الأسواق العالمية: على الرغم من تحسن النظرة الاقتصادية في الولايات المتحدة، لا يزال هناك توتر في الأسواق العالمية قد يؤثر بشكل غير مباشر على الأسهم الأميركية.

التأثيرات قصيرة المدى للمخاوف الاقتصادية: حتى مع التوقعات المتفائلة، يبقى من الممكن أن تستمر الأسواق في مواجهة تقلبات في المدى القصير نتيجة للعديد من العوامل الخارجية، مثل التغيرات في أسعار النفط أو التضخم.

ختامًا: من خلال التحليل المقدم من "جيه بي مورجان"، يبدو أن أسواق الأسهم الأميركية قد تكون قد اجتازت أسوأ مراحل التصحيح، مع إشارات إيجابية من أسواق الائتمان التي تقلل من المخاوف بشأن الركود. 

ومع استمرار التدفقات المالية نحو صناديق المؤشرات المتداولة وعمليات شراء إضافية من صناديق الاستثمار المشترك وصناديق التقاعد، من المحتمل أن تعود الأسواق إلى مستويات أكثر استقرارًا في المستقبل القريب.

مع ذلك، يجب على المستثمرين الحذر من التحديات التي قد تؤثر على الأسواق في المستقبل القريب، خاصة في ظل عدم اليقين المستمر في السياسات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية العالمية.

Short Url

search