الأربعاء، 12 مارس 2025

08:18 م

الرسوم الجمركية تثير أزمة في العلاقات الأمريكية الكندية، إلى أين تتجه الأمور؟

الأربعاء، 12 مارس 2025 10:07 ص

كندا وأمريكا

كندا وأمريكا

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

في ظل التوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة، حذر وزير الطاقة الكندي جوناثان ويلكينسون من العواقب السلبية التي قد تترتب على الرسوم الجمركية المتبادلة بين البلدين، مشيرًا إلى أن تلك الإجراءات ستضر بالاقتصادين على حد سواء. 

وأكد أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إجراء حوار بناء بشأن التجارة بين البلدين لتجنب تصعيد الأمور بشكل أكبر، وسنقوم في هذا التحليل بتبيان التأثيرات الاقتصادية لهذه الحرب التجارية وتقييم الخيارات المتاحة لكندا في ظل هذه الظروف.

وزير الطاقة الكندي

تصاعد التوترات التجارية بين كندا والولايات المتحدة

من خلال التصريحات التي أدلى بها وزير الطاقة الكندي، يظهر أن كندا تشعر بقلق بالغ من التداعيات التي قد تترتب على الرسوم الجمركية المفروضة من الولايات المتحدة. 

هذه الرسوم التي تشمل الصلب والألومنيوم، تعتبر مصدر تهديد كبير للاقتصاد الكندي، الذي يعتمد بشكل كبير على هذه الصناعات. 

وأكد ويلكينسون في مقابلة له مع راديو "بلومبرج" أن تأثير الرسوم الجمركية سيكون له تداعيات واسعة، ليس فقط على قطاع الصلب الكندي، بل على الاقتصاد بشكل عام.

وقد أشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن الولايات المتحدة تدرس مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم القادم من كندا إلى 50%. 

وقد جاء هذا التصريح بعد قرار من حكومة أونتاريو بتعليق فرض رسوم إضافية على الكهرباء المصدرة إلى الولايات المتحدة. 

هذا التصعيد في الحرب التجارية بين البلدين قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية، ويخلق حالة من عدم اليقين التي تؤثر على الصناعات المختلفة في أمريكا الشمالية.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

إعادة تقييم العلاقة الاقتصادية بين البلدين

وفقًا لما ذكره ويلكينسون، يشعر الكنديون بالصدمة من المعاملة التي يتلقونها من الولايات المتحدة، حيث أشار إلى أن كندا تُعامل بطريقة أسوأ من الصين، وهو ما يعكس التوتر الكبير الذي يسود العلاقات بين البلدين. 

هذه التصريحات تكشف عن مستوى كبير من الإحباط في كندا، التي لطالما كانت تعتبر الولايات المتحدة حليفًا تجاريًا رئيسيًا.

ويلخص الوزير أن هذه المعاملة غير عادلة بالنظر إلى أن كندا كانت دائمًا دولة صديقة للولايات المتحدة، وهو ما يجعل من الصعب فهم التحول الحاصل في العلاقة التجارية بين البلدين. 

وهذه التصريحات تشير إلى أن الأسواق تحتاج إلى استقرار ووضوح في السياسة التجارية لضمان نمو اقتصادي مستدام. 

كما إن تصاعد التوترات التجارية يمكن أن يؤدي إلى تداعيات واسعة على الاقتصادين الكندي والأمريكي على حد سواء.

خيارات كندا في مواجهة الرسوم الجمركية

فيما يتعلق بقطاع الطاقة والنفط، أشار وزير الطاقة الكندي إلى أن كندا بحاجة إلى البحث عن أسواق بديلة لتصدير نفطها. 

في ظل فرض الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، بات من الضروري على كندا التفكير في حلول مبتكرة لتوسيع أسواقها النفطية بعيدًا عن الولايات المتحدة. 

وذكر ويلكينسون أن هناك إمكانية لتوسيع خط أنابيب "ترانس ماونتن" بحيث يضيف حوالي 400 ألف برميل يوميًا، وهو ما سيعزز قدرة كندا على تصدير النفط إلى أسواق أخرى غير الولايات المتحدة.

وأشار الوزير أيضًا إلى إمكانية توسيع خط أنابيب "إنبريدج" الرئيسي إلى الولايات المتحدة، لكن حاليًا يتم التركيز على تطوير خطوط أنابيب تسمح بتصدير النفط إلى مناطق أخرى، خاصة في ظل التوترات الجمركية الحالية. 

هذه الخيارات تهدف إلى تقليل اعتماد كندا على السوق الأمريكية، وتوسيع نطاق صادراتها لتشمل أسواقًا متنوعة.

النفط

الآثار الاقتصادية والتجارية المتبادلة

لا يمكن إغفال أن الرسوم الجمركية بين كندا والولايات المتحدة سيكون لها تأثير سلبي على كلا الاقتصادين، فبالإضافة إلى الضرر الذي سيلحق بقطاع الصلب والألومنيوم، فإن التوترات التجارية قد تؤثر على مجموعة واسعة من الصناعات الأخرى. 

حيث قد تتأثر الصناعات التي تعتمد على التجارة الحرة بين البلدين، مثل صناعة السيارات والزراعة والطاقة.

كذلك، إن عدم الاستقرار التجاري يمكن أن يؤدي إلى زيادة حالة عدم اليقين في الأسواق، مما ينعكس سلبًا على الاستثمار والنمو الاقتصادي. 

وفي حال استمرت هذه الحرب التجارية، فإن الخاسر الأكبر سيكون المواطن الكندي والأمريكي على حد سواء، حيث سيواجه كلا البلدين تأثيرات سلبية على مستوى الوظائف والإنتاجية.

التوجهات المستقبلية

من خلال تصريحات ويلكينسون، يتضح أن كندا تدعو إلى إجراء حوار بناء مع الولايات المتحدة بهدف الوصول إلى حلول دبلوماسية ترضي الطرفين. 

فالتصعيد المتبادل في الرسوم الجمركية ليس في مصلحة أي من البلدين على المدى الطويل، لذا، تظل الحاجة ملحة لإيجاد آليات للتفاوض وتخفيف التوترات التجارية، لأن ذلك سيسهم في استقرار الأسواق الاقتصادية لكلا الطرفين.

ختامًا: إن العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة تمر بفترة حساسة بسبب الرسوم الجمركية المتبادلة، والتي تهدد بتفاقم الوضع الاقتصادي بين البلدين. 

فمن الضروري أن يتم تجاوز هذه المرحلة من التوترات عبر الحوار والتفاهم المتبادل، كما يجب أن يكون الهدف هو الوصول إلى حلول تجارية تضمن الاستقرار الاقتصادي لكلا البلدين وتقلل من تبعات هذا النزاع التجاري.

Short Url

showcase
showcase
search