الخميس، 13 مارس 2025

04:28 م

الهند والسياسات الحمائية لترامب، فرصة اقتصادية أم تحدٍ جديد؟

الخميس، 13 مارس 2025 11:12 ص

الاقتصاد الهندي

الاقتصاد الهندي

كتب/كريم قنديل

في ظل تصاعد السياسات الحمائية التي يتبناها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باتت العديد من الدول تعيد تقييم استراتيجياتها الاقتصادية لمواكبة التغيرات العالمية. ومن بين هذه الدول، تبرز الهند كإحدى الاقتصادات الناشئة التي قد تستفيد من هذه التحولات، رغم التحديات المصاحبة لها، يرى اقتصاديون أن الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب يمكن أن تفتح نافذة لتعزيز تنافسية الاقتصاد الهندي، في ظل سعي الشركات الأمريكية للبحث عن بدائل جديدة خارج الصين.

علم الهند وأمريكا

تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الهندي

يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية الأمريكية إلى تحفيز الحكومة الهندية على خفض الحواجز التجارية، ما يعزز مناخ المنافسة الداخلية ويدفع الشركات الهندية إلى رفع معايير الإنتاج والجودة، ويُتوقع أن ينعكس ذلك إيجابياً على جودة الوظائف وزيادة الاستثمارات في قطاعات حيوية مثل الصناعات الدوائية، وتكنولوجيا المعلومات، والمنسوجات.

في هذا السياق، تشير التقارير إلى أن الشركات الأمريكية تبحث عن بدائل موثوقة لتوريد السلع، ما يمنح الهند فرصة لتعزيز صادراتها، كما أن بعض الشركات متعددة الجنسيات قد تتجه إلى نقل عملياتها إلى الهند، مستفيدة من العمالة الماهرة وتكاليف الإنتاج التنافسية.

فرص وتحديات أمام الهند

رغم هذه الفرص، فإن الطريق أمام الهند لا يخلو من العقبات. فبينما تتاح لها فرصة لزيادة حصتها في السوق العالمية، فإنها تواجه تحديات تتعلق بتطوير بنيتها التحتية، وتعزيز استقرار سياساتها الاقتصادية، وضمان جذب الاستثمارات بشكل مستدام.

إضافة إلى ذلك، فإن الفارق الكبير بين متوسط الرسوم الجمركية في الهند والولايات المتحدة، والذي يبلغ نحو 10 نقاط مئوية، قد يجعل الهند واحدة من أكثر الدول تضرراً من التعرفات المتبادلة. وتواجه الحكومة الهندية ضغوطاً لإجراء تخفيضات أعمق في الرسوم الجمركية لتجنب أي تداعيات سلبية على تجارتها الخارجية.

ترامب

ردود الفعل الاقتصادية والتجارية

تشير التقارير إلى أن الحكومة الهندية اتخذت بالفعل خطوات لتخفيف الرسوم الجمركية، حيث أجرت تخفيضات كبيرة في فبراير، وناقشت خفض الضرائب على الواردات من السلع الأميركية، كما التقى وزير التجارة والصناعة الهندي بنظرائه الأميركيين لمناقشة اتفاقية تجارية متعددة القطاعات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المفاوضات بين البلدين لا تزال حساسة، حيث إن خفض الرسوم الجمركية على بعض السلع، وخصوصا الزراعية، قد يواجه معارضة سياسية داخل الهند، ويشير محللون إلى أن فشل المفاوضات قد يؤدي إلى فرض رسوم جمركية انتقامية من كلا الطرفين.

الانعكاسات الاقتصادية العالمية

سياسات ترامب التجارية قد تكون سلاحاً ذا حدين بالنسبة للهند. فمن ناحية، يمكن أن تمنحها هذه التوترات ميزة تنافسية على الصين، ومن ناحية أخرى، قد تؤدي إلى تباطؤ التجارة العالمية وارتفاع الأسعار، مما قد يؤثر سلباً على الاقتصاد الهندي.

وفي ظل هذا الوضع، تعتمد قدرة الهند على الاستفادة من هذه المستجدات على سرعة تحركها لتطوير بيئة الأعمال، وتبسيط الإجراءات الجمركية، وتعزيز علاقاتها التجارية مع الدول الكبرى، كما أن تحسين البنية التحتية وضمان استقرار السياسات الاقتصادية سيكونان عاملين حاسمين في تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التغيرات.

اقتصاد الهند

تظل الهند في مفترق طرق بين الفرص والمخاطر الناجمة عن السياسات الحمائية الأمريكية، وبينما قد تستفيد من إعادة هيكلة سلاسل التوريد العالمية، فإنها تحتاج إلى خطوات استباقية لضمان تحول هذه الفرصة إلى مكاسب اقتصادية ملموسة. 

يبقى السؤال المطروح: هل تستطيع الهند استغلال هذه اللحظة التاريخية لإعادة تشكيل علاقاتها التجارية وتعزيز موقعها في الاقتصاد العالمي، أم أن التحديات ستعيق طموحاتها؟

Short Url

search