بين السياسة والطاقة، إفريقيا تدفع ثمن خلافات أوروبا وأمريكا

الإثنين، 28 أبريل 2025 04:47 م

الطاقة النظيفة

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل تحول العالم نحو تبني الطاقة النظيفة، والاعتقاد بأنه المستقبل، هناك تحديات ضخمة من أوروبا وأمريكا تهدد هذا الحلم، خصوصًا في "إفريقيا"، والتي بالرغم من امتلاكها كنوزًا طبيعية من الشمس والرياح والأنهار، إلا أنها قد تتأثر بشدة، بسبب قلة الأموال التي كانت قادمة لها من مشاريع الطاقة الجديدة، وسنوضح في هذا التحليل، قدرة السياسة والاقتصاد في أوروبا وأمريكا، للتأثير على تمويل الطاقة في إفريقيا.

سببان يؤهلان أفريقيا لقيادة الطاقة المتجددة عالميًا - الطاقة — **الطاقة النظيفة في أفريقيا**

أوروبا وأمريكا، حينما تلعب السياسة ضد الطاقة النظيفة

وأوضح معهد أكسفورد لدراسات الطاقة، أن أوروبا وأمريكا ينشغلون الآن بمشاكلهم الداخلية، حيث تشكك أحزاب شعبوية في أوروبا بما يسمى بالاتفاق الأخضر، كما أن ترامب قام بسحب أمريكا من اتفاق باريس للمناخ (مرتين)، فالتركيز أصبح أكثر على الإنفاق العسكري، بدلًا من دعم مشاريع الطاقة.

إفريقيا، الضحية الصامتة في لعبة الكبار

وكانت إفريقيا معتمدة بشكل كبير على تمويل عام دولي، لكي تطور مشاريع الطاقة المتجددة، وعندما نقص هذا التمويل، اضطرت إفريقيا أن تعتمد أكثر على القطاع الخاص، ولكن هل القطاع الخاص لديه استعداد لتحمّل مخاطر ضخمة، مثل ضعف البنية التحتية، وعدم استقرار الأسعار؟

تحديات التمويل في إفريقيا، الدنيا ليست وردية

وهناك عدة مشاكل تواجهها القارة، ومنها:-

1.قوانين تنظيمية ليست ثابتة.

2.عملات محلية ضعيفة تخوف المستثمرين.

3.نقص في الشركات القادرة على تنفيذ المشاريع بكفاءة.

4.ارتفاع ديون الحكومات، أي صعوبة أكبر في جذب أموال جديدة.

إفريقيا غنية بمصادر الطاقة، لكن الاستثمار ضعيف

وتمتلك إفريقيا مصادر طاقة متجددة ضخمة (شمس، رياح، مياه)، ولكن في 10 سنين (2010-2020)، أخذت 2% من الاستثمارات العالمية في الطاقة النظيفة، أي حوالي 60 مليار دولار، من أصل 2.8 تريليون دولار تم صرفهم على مستوى العالم.

أوروبا تخبئ تقصيرها، وأمريكا تنسحب بهدوء

وفي الفترة الأخيرة، قللت أمريكا دعمها لمشاريع الطاقة في إفريقيا بشكل كبير، كما يحاول الاتحاد الأوروبي، أن يعوض ذلك بتعهد باستثمارات 5 مليارات يورو لجنوب إفريقيا، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل يكفي هذا لسد الفجوة الكبيرة التي تركتها أمريكا؟

وختامًا، التحول للطاقة النظيفة في إفريقيا ليس مجرد حلم، بل ضرورة لمستقبل القارة والعالم كله، لكن السياسات الداخلية في أوروبا وأمريكا، من الممكن أن تدفنه تحت أعباء التمويل والمخاطر، والرسالة من هذا التحليل، هي أن الكبار تخلوا عن التزاماتهم، وإفريقيا ستدفع الثمن غاليًا، ولكن يبقى السؤال، هل نستطيع أن نرى مبادرات حقيقية تحمي مستقبل الطاقة في إفريقيا في وقت قصير، أم سيظل التحول للطاقة، حلمًا مؤجلًا بسبب لعبة السياسة العالمية؟

Short Url

أخبار متعلقة