إفريقيا جنوب الصحراء، موارد هائلة وفرص واعدة تواجه تحديات معقدة
الثلاثاء، 04 مارس 2025 10:22 ص

أفريقيا
كتب/كريم قنديل
تُعد منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، من أكثر مناطق العالم تنوعًا اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث تضم دولًا تعاني أوضاعًا هشّة، وأخرى تحقق معدلات نمو مرتفعة، ما يجعلها ساحة ديناميكية مليئة بالتحديات والفرص في آنٍ واحد.
وبين التقرير الصادر عن البنك الدولي، البيانات الاقتصادية للنمو في المنطقة، والذي تباطأ بشكل ملحوظ، حيث تراجع من 3.6% في 2022م، إلى 2.5% في 2023م، ويعزى ذلك إلى تفاقم الصراعات الداخلية والتغيرات المناخية، إضافة إلى الأزمات الاقتصادية، والتي فاقمتها جائحة كورونا.
وتبرز قضية الديون، كأحد أخطر التحديات، إذ تواجه 21 دولة، خطر التعثر أو تعاني بالفعل من أزمات ديون، وهو ما دفع دولًا، مثل تشاد وزامبيا وغانا، لاتخاذ خطوات لإعادة هيكلة ديونها.
كما أن عدم الاستقرار السياسي في بعض الدول، مثل السودان والنيجر والغابون، يمثل عقبة أمام النمو الاقتصادي، حيث تعيق الانقلابات والصراعات المسلحة، عملية التنمية والاستثمار، كما تعاني الدول الكبرى مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا، من مشكلات في قطاعات الطاقة والنقل والنفط، ما يحدّ من إمكانياتها الاقتصادية.

الفرص المتاحة.. الموارد الطبيعية ورأس المال البشري
كشف تقرير صادر عن البنك الدولي، امتلاك إفريقيا جنوب الصحراء إمكانيات اقتصادية هائلة، أبرزها الموارد الطبيعية الغنية، والتي يمكن أن تسهم في تعزيز الاستدامة المالية، بشرط استغلالها بطرق مدروسة، وتمثل معادن مثل النفط والغاز والموارد المعدنية، فرصة لتعزيز النمو الاقتصادي، خاصة في ظل التحول العالمي نحو اقتصاد منخفض الكربون.

ويمكن لإفريقيا أيضًا، أن تمهد الطريق لتحقيق النمو الشامل للجميع من خلال الاستثمار في إمكاناتها البشرية، فعلى مدى العقود الثلاثة القادمة، ستشهد المنطقة أسرع زيادة في عدد السكان في سن العمل بين جميع المناطق، مع توقع زيادة صافية، قدرها 740 مليون شخص بحلول عام 2050م، وسيلتحق نحو 12 مليون شاب بسوق العمل في مختلف أنحاء المنطقة كل عام في العقود القادمة.
ومع ذلك لا يتم حاليًا توفير إلا نحو 3 ملايين فرصة عمل بأجر جديدة كل عام في الاقتصاد الرسمي، ومع تعافي اقتصادات المنطقة بوتيرة أسرع في السنوات القادمة، يجب أن تكون السياسات موجهة نحو تقاسم منافع النمو على نحو أكثر إنصافًا بين السكان، من خلال الاستثمار في رأس المال البشري، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وتعزيز النمو الاقتصادي الداعم لتوفير فرص العمل.
ماذا بعد؟ الحلول الممكنة
لتحقيق تنمية مستدامة، تحتاج إفريقيا جنوب الصحراء إلى استراتيجيات تركز على:
- تعزيز التنوع الاقتصادي:- التقليل من الاعتماد على القطاعات التقليدية مثل النفط، وتشجيع الاستثمار في القطاعات الإنتاجية، مثل الزراعة والتكنولوجيا والصناعة.
- الاستثمار في رأس المال البشري:- تحسين جودة التعليم، والتدريب المهني لتأهيل الشباب لفرص العمل المستقبلية.
- إصلاحات مالية:- إعادة هيكلة الديون وتعزيز الشفافية المالية، لضمان استدامة النمو الاقتصادي.
- تعزيز الاستقرار السياسي:- تقليل النزاعات وإرساء سياسات تدعم بيئة الأعمال والاستثمار.
ورغم التحديات التي تواجه إفريقيا جنوب الصحراء، فإنها تظل قارة مليئة بالفرص، إذا ما تم استغلال مواردها بشكل صحيح، فضلًا عن الاستثمار في سكانها، وتبني سياسات اقتصادية أكثر استدامة، ويمكنها كذلك أن تصبح قوة اقتصادية صاعدة في العقود المقبلة.
Short Url
«Gemini» يغزو آيفون، ميزة جديدة تتيح الوصول من شاشة القفل
04 مارس 2025 01:04 م
قلق المستثمرين يتصاعد مع تباطؤ الاقتصاد الأمريكي والخبراء يحذرون
04 مارس 2025 01:03 م
اللون الأحمر يخيم على الأسهم الأوروبية خلال جلسة الثلاثاء بعد قرار ترامب
04 مارس 2025 01:03 م


أكثر الكلمات انتشاراً