كأس العالم 2026، تحول الساحرة المستديرة إلى منجم دولارات أمريكي
الجمعة، 25 أبريل 2025 04:18 م

كأس العالم 2026
تحليل/ كريم قنديل
بينما تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة إلى أميركا الشمالية في صيف 2026، هناك من يراقب الحدث من زاوية مختلفة تمامًا، زاوية الأرقام والاقتصاد، فاستضافة كأس العالم ليست مجرد إنجاز رياضي، بل استثمار ضخم يُعيد تشكيل ملامح الاقتصاد الأميركي، ويضعه في صدارة المشهد العالمي من جديد.

200 ألف وظيفة جديدة.. كرة القدم تصنع الفرص
تستعد الولايات المتحدة لحصاد أكثر من 200 ألف فرصة عمل جديدة، بفضل تنظيمها لكأس العالم 2026، بالإضافة إلى بطولة كأس العالم للأندية في صيف 2025، هذه الوظائف لن تقتصر على قطاع الرياضة فقط، بل ستمتد إلى قطاعات الإنشاءات، الفنادق، السياحة، الأمن، المواصلات، والتكنولوجيا، مما يعني ضخ حياة جديدة في شرايين الاقتصاد الأميركي.
40 مليار دولار.. الأثر الاقتصادي المرتقب
نعم، الرقم صحيح، 40 مليار دولار، هذا هو العائد المتوقع من استضافة البطولتين، حسب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو، ويشمل هذا الرقم الضخم كل شيء، من حقوق البث التلفزيوني، إلى الإعلانات، إلى الإنفاق السياحي والمبيعات، وحتى النشاط العقاري في المدن المستضيفة.
ولعل الأهم، أن هذا الأثر الاقتصادي لا ينتهي مع آخر صافرة في البطولة، بل يستمر لسنوات عبر بنية تحتية مطوّرة، وشبكات مواصلات حديثة، وسمعة عالمية تعزز مكانة أميركا كوجهة للاستثمار والسياحة.

10 ملايين سائح.. كرة القدم تفتح أبواب أميركا على مصراعيها
بحسب تصريحات إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، فإن البطولة المنتظرة ستجذب أكثر من 10 ملايين سائح من مختلف أنحاء العالم، هذا التدفق السياحي الهائل يُعد فرصة ذهبية لصناعة السياحة الأميركية، حيث تمتلئ الفنادق، وتنشط الأسواق، وتنتعش المطاعم ومراكز الترفيه.
بروفة عالمية تنطلق من ميامي في 2025
قبل الموعد الكبير بعام، وتحديدًا في 15 يونيو 2025، تنطلق بطولة كأس العالم للأندية على ملعب هارد روك في ميامي، لتكون بمثابة اختبار حقيقي للقدرات التنظيمية، وفرصة للترويج المبكر لكأس العالم 2026، هذه الخطوة الذكية تعزز من جاهزية البنية التحتية، وتمنح أميركا الريادة في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى.
أميركا وكندا والمكسيك.. ثلاثي ذهبي لصيف استثنائي
بطولة كأس العالم 2026 ستُقام لأول مرة بمشاركة ثلاث دول مضيفة، الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك، بين 11 يونيو و19 يوليو، هذه النسخة ستكون الأكبر في تاريخ البطولة، من حيث عدد الفرق والمباريات والجماهير، ما يجعل الأثر الاقتصادي مضاعفًا، والفرص الاستثمارية أكثر تنوعًا.

قطر 2022.. ذكرى من الماضي
حققت العوائد الاقتصادية لقطر من استضافة كأس العالم 2022، ما يقرب من 17 مليار دولار، وهو ما يشير إلى تأثير اقتصادي كبير خلال وبعد البطولة، حيث إن استضافة مثل هذا الحدث الدولي الكبير تساهم في زيادة النشاط السياحي، وهو ما ينسجم مع خطط قطر لجذب المزيد من السياح على المدى الطويل، خاصة بعد الانتهاء من البطولة.
كما أن بيع تذاكر البطولة، التي بلغ عددها 80 مليون تذكرة، يعكس إقبالاً عالميًا على الحدث، مما يزيد من العوائد المالية.
علاوة على ذلك، قدمت قطر أنظمة سكنية متنوعة للزوار، مما ضمن توفير خيارات مريحة بأسعار مناسبة بدءًا من 80 دولارًا، وقد شهدت البلاد حضورًا جماهيريًا كبيرًا من مختلف أنحاء العالم، مع تواجد قرابة مليون زائر، وهو ما ساهم في تحقيق الأرباح المتوقعة التي قد تتجاوز 17 مليار دولار.
هذا الحدث الكبير لم يقتصر فقط على عوائد مادية فورية، بل ترك إرثًا سياحيًا مستدامًا وجعل قطر وجهة رئيسية للسياحة العالمية في المستقبل، تمامًا كما حدث مع الدول التي استضافت كأس العالم سابقًا.

أكثر من مجرد كرة قدم
كأس العالم لم تعد مجرد بطولة تُقام كل أربع سنوات، بل باتت مشروعًا اقتصاديًا متكاملًا، ومحركًا قويًا للنمو والتنمية، والولايات المتحدة تُدرك هذه الحقيقة جيدًا، فاستعدادها لا يقتصر على الملاعب، بل يمتد إلى كل زاوية يمكن أن تتحول إلى فرصة.
فهل نرى مستقبلًا دول أخرى تسعى بقوة لاستضافة البطولة ليس حبًا في الكرة، بل عشقًا في العوائد الاقتصادية؟
Short Url
من الهاوية إلى الهدنة، هل تنقذ تهدئة ترامب الاقتصاد العالمي من الانهيار؟ (تقرير)
25 أبريل 2025 03:26 م
«طلقة واحدة»، صراع مشتعل بين الهند وباكستان يجر الكوكب لانهيار اقتصادي شامل
25 أبريل 2025 03:20 م
أزمة أسعار أم سياسة؟، كيف يعبّر ترامب برجر عن أزمة أمريكا الاقتصادية؟
24 أبريل 2025 04:09 م


أكثر الكلمات انتشاراً