كيف تمكنت أوروبا من السيطرة على كرة القدم تحت مسمى الاستثمار؟

الأربعاء، 19 فبراير 2025 08:49 م

الكورة الأوروبية

هادي الشافعي

هل تساءلت مؤخرًا كيف أصبحت كرة القدم الأوروبية قوة عالمية؟ لقد كان النمو الهائل لهذه الرياضة في أوروبا خلال العقود القليلة الماضية مذهلاً حقًا.

كانت تعتبر في السابق رياضة متخصصة في جميع أنحاء العالم، واليوم يتم الاعتراف بأكبر الأندية مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة على الفور في جميع أنحاء العالم وتبلغ تقييماتها مليارات الدولارات.

وستؤدي بطولة كأس العالم المقبلة في عام 2026 في أمريكا الشمالية إلى ارتفاع التقييمات بشكل كبير لكل من أندية كرة القدم الأكبر والأصغر.

يجسد رايان رينولدز وروب ماكلهيني قواعد اللعب لتحقيق النجاح في هذا الأمر، حيث قاما بشراء نادي ريكسهام لكرة القدم، وهو نادي كرة قدم ويلزي صغير يقع في الدرجة الخامسة من الدوري الإنجليزي.

أكمل الممثلان استحواذهما على النادي بقيمة مليوني جنيه إسترليني (2.5 مليون دولار) في فبراير 2021، وفازا مؤخرًا بلقب دوري فاناراما الوطني مع الترقية إلى دوري دوري كرة القدم الإنجليزي (EFL).

ولتكرار هذا النوع من النجاح، ستحتاج مستشار عمليات الاندماج والاستحواذ المتمرس الذي يمكنه تزويدك بالخبرة في الشراء والمساعدة في إدارة نادي كرة القدم، ويعد التقدم للأعلى من خلال الترقية إلى الدوري التالي هو المفتاح لكسب أموال جدية في هذه الصناعة. ستجد أدناه كيفية تعزيز نجاحك في هذا المجال الفريد.

كيف تمكنت أوروبا من السيطرة على كرة القدم بهذه الطريقة؟ هناك بعض الأسرار وراء صعود كرة القدم الأوروبية والتي غذت صعودها على الساحة العالمية. الموهبة، وشغف الجماهير، وهيبة الأندية التاريخية، والأموال الكبيرة – كل هذه العناصر مجتمعة لخلق الظروف المثالية لكرة القدم لتصبح قصة نجاح أوروبية.

في هذا التقرير، سنستكشف العوامل الرئيسية التي سمحت لكرة القدم الأوروبية بالسيطرة على العالم وعدم إظهار أي علامات على التباطؤ. تم الكشف عن الأسرار الكامنة وراء اللعبة الجميلة.

زيادة التسويق التجاري: كيف أدت الرعاية وحقوق البث إلى إشعال النمو

لقد تطورت كرة القدم الأوروبية لتصبح صناعة بمليارات الدولارات، ويعود الفضل في ذلك إلى عاملين: الرعاية وحقوق البث.
في الماضي، كانت أندية كرة القدم محظوظة بالحصول على بعض الرعاية من الشركات المحلية للمساعدة في تمويل العمليات. والآن، تنفق العلامات التجارية العالمية الضخمة مئات الملايين من الدولارات لرعاية أكبر الفرق.
وفي الوقت نفسه، تجاوزت حقوق البث التلفزيوني السقف.

ويبيع الدوري الإنجليزي الممتاز حقوق البث المحلي بأكثر من 12 مليار دولار في الموسم الواحد. ويجلب دوري أبطال أوروبا 2.5 مليار دولار إضافية سنويًا.

ويتابع عدد أكبر من المعجبين من جميع أنحاء العالم أكثر من أي وقت مضى.

لقد غيرت الأموال من الرعاية والصفقات التلفزيونية قواعد اللعبة.

تستطيع الأندية أن تتحمل تكلفة بناء ملاعب حديثة، والتعاقد مع لاعبين نجوم مقابل رسوم انتقال قياسية، والاستثمار بكثافة في أكاديميات الشباب الخاصة بها، لقد ارتفعت جودة اللعب بشكل كبير. اشتدت المنافسات. انتشر شغف المشجعين عالميًا.

لقد كان الاستغلال التجاري لكرة القدم في أوروبا مذهلاً، ومع فتح البث الرقمي لجماهير جديدة ومصادر إيرادات جديدة، تستعد أكبر الأندية والمسابقات لتحطيم المزيد من الأرقام القياسية في السنوات القادمة.

لم تبدو اللعبة الجميلة بهذه الروعة من قبل – أو باهظة الثمن! ولكن بالنسبة للجماهير الحقيقية، فإن الأمر يستحق كل هذا العناء.

ظهور أندية كرة القدم الفائقة: كيف قامت فرق النخبة ببناء العلامات التجارية العالمية

وأدى ظهور أندية كرة القدم العملاقة مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة وريال مدريد إلى تحويل هذه الرياضة إلى قوة عالمية.

وقامت فرق النخبة هذه ببناء قواعد جماهيرية دولية ضخمة من خلال السيطرة على الملعب وإنشاء علامات تجارية قوية خارجه.
في أوائل التسعينيات، انفصلت الأندية الكبرى عن بطولاتها للتفاوض على عقود الرعاية والعروض التلفزيونية الخاصة بها. وقد منحهم هذا المزيد من المال والقوة، مما مكنهم من شراء أفضل اللاعبين والفوز بالألقاب باستمرار.

لقد اجتذب نجاحهم ونجومهم المشجعين في جميع أنحاء العالم، وعززوا مبيعات البضائع، ونمووا علاماتهم التجارية العالمية.

قامت الأندية الكبرى أيضًا بجولات دولية، ولعبت مباريات ودية استعدادًا للموسم الجديد في قارات مختلفة، أدى هذا إلى رفع ملفاتهم الشخصية على مستوى العالم وبناء قواعد جماهيرية في الخارج.

لقد كانوا من أوائل من أطلقوا قنوات تلفزيونية فضائية ومواقع إلكترونية بلغات متعددة وتواجدوا على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع المعجبين في جميع أنحاء العالم.

لقد غذت هذه العلامات التجارية العالمية وقواعد المعجبين الضخمة نجاحًا تجاريًا هائلاً. تجني الأندية الكبرى مئات الملايين كل عام من الرعاية والترويج والشراكات مع الشركات الكبرى الحريصة على الارتباط بمثل هذه العلامات التجارية المرموقة.

لقد أصبحوا أكثر من مجرد فرق رياضية، بل أصبحوا علامات تجارية للترفيه ونمط الحياة تبلغ قيمتها مليارات الدولارات.

ويُظهر صعود الأندية الكبرى كيف يمكن للنجاح على أرض الملعب والعلامات التجارية الذكية خارج الملعب أن يطلق الفرق الرياضية إلى النجومية العالمية.

ومن خلال السيطرة على المباريات، وتجنيد اللاعبين النجوم، والقيام بجولات دولية، وبناء اتصالات رقمية مع المشجعين عبر الحدود، شقت أندية كرة القدم النخبة طريقها لتصبح من أكثر العلامات التجارية الرياضية قيمة على هذا الكوكب.
ولبناء مشجعين مدى الحياة، استثمرت العديد من أندية كرة القدم الأوروبية بكثافة في أكاديميات الشباب والبرامج الشعبية.
تدير الأندية الكبرى مثل برشلونة وأياكس ومانشستر يونايتد أكاديميات للشباب لاستكشاف وتطوير اللاعبين الشباب الموهوبين.

تحدد هذه الأكاديميات الأطفال المحليين الذين لا تتجاوز أعمارهم 5 أو 6 سنوات وتدربهم على أسلوب اللعب الخاص بالنادي، قد يصل اللاعبون الواعدون في النهاية إلى الفريق الأول، كما فعل ليونيل ميسي مع برشلونة،
بالنسبة للأندية، تعتبر الأكاديميات وسيلة لتنمية نجوم محليين يمكن للجماهير أن تساندهم لسنوات.

وبالنسبة للأطفال، تمثل الأكاديميات فرصة ليصبحوا لاعبي كرة قدم محترفين، وفي كلتا الحالتين، فإنهم يعززون العلاقة بين الفريق والمجتمع.

وتدير العديد من الأندية أيضًا برامج لتعريف الأطفال بكرة القدم في سن مبكرة وجعلها في متناول الجميع. وهذا يشمل أشياء مثل:
· رعاية الدوريات والمعسكرات الترفيهية الشبابية.
· إقامة عيادات تدريبية مجانية ومهرجانات لكرة القدم.
· بناء ملاعب كرة قدم صغيرة في الأحياء المحرومة.
· الشراكة مع المدارس المحلية والمنظمات الشبابية.
ومن خلال توفير كرة القدم لعدد أكبر من الأطفال من خلال هذه الجهود الشعبية، تستطيع الأندية إثارة الشغف باللعبة التي نأمل أن تتحول إلى دعم للفريق مدى الحياة.

وكانت هذه البرامج الشبابية والمجتمعية أساسية في صعود كرة القدم في أوروبا، إنهم يقدمون للأطفال مقدمة مبكرة للنادي، ويرعون المواهب، ويبنون الولاء الذي يدوم لأجيال، والنتيجة هي قاعدة جماهيرية مخلصة للغاية تشكل أساس النمو الهائل والنجاح.

هذه هي القصة وراء تحول كرة القدم الأوروبية إلى قوة عالمية. لقد ساهمت الاستثمارات الضخمة والتسويق الذكي والتركيز الشديد على بناء قواعد جماهيرية متحمسة في تعزيز صعودها المذهل.

الآن ترى لماذا أصبحت أندية مثل مانشستر يونايتد وبرشلونة علامات تجارية مميزة وبعض الامتيازات الرياضية الأكثر قيمة على هذا الكوكب.
في المرة القادمة التي تجد فيها نفسك تشاهد مباراة مثيرة في دوري أبطال أوروبا أو ترى أطفالًا في جميع أنحاء العالم يرتدون أحدث قمصان كرة القدم، فسوف تفهم عقودًا من العمل الذي استغرق في خلق هذا الشغف.

لقد استفادت كرة القدم الأوروبية من شيء بدائي حب اللعبة، ومتعة الهتاف مع المشجعين الآخرين، ودراما المنافسة، ولقد قاموا بتغليفها والترويج لها ونشر هذا الشغف عالميًا.

ولم تكن اللعبة الجميلة أكثر شعبية أو ربحية من أي وقت مضى، وكل ذلك لأن بعض أصحاب الرؤى منذ عقود مضت لم ينظروا إلى كرة القدم باعتبارها رياضة فحسب، بل باعتبارها وسيلة ترفيه وأسلوب حياة يجب مشاركته في جميع أنحاء العال.

Short Url

أخبار متعلقة