«الذهب» يلمع مجددًا و«البيتكوين» يغرق في أزمة ثقة تهدد مستقبله

الأحد، 13 أبريل 2025 10:57 ص

البيتكوين

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت يعتقد فيه العالم إن البيتكوين هو الحلم ، والبديل الذهبي الذي يغير شكل الاقتصاد، وفي يوم ما استيقظ العالم على واقع مختلف تمامًا، العملة الرقمية الأشهر في العالم تعيش واحدة من أصعب مراحلها، وسط تراجع حاد في الأسعار، وهروب جماعي من المستثمرين، وضغوط سياسية واقتصادية لا تنتهي.
من تأثير ترامب حتى الاختراقات الأمنية، ومن خيبة أمل "الذهب الرقمي" إلى فقدان الثقة التام، البيتكوين الآن ليس في اختبار، بل يواجه أزمة حقيقية، نوضح في هذا التحليل، المشهد كاملًا، كما سنعرض أسباب تراجع البيتكوين، ولماذا أصبح العالم كله حذر كأنه على كف عفريت.

Picture background — **البيتكوين يتراجع**

أولاً، بداية السقوط.. "شيف" بيحذر

أوضح بيتر شيف، الاقتصادي الشهير وكبير الاستراتيجيين في شركة "يوروباك"، إن البيتكوين انغمرت في سوق هبوطية حادة. وقال الشيف إن الخسارة ليست نفسها على الجميع، بالعكس، الناس في اليابان وأوروبا هما أكثر ناس تعرضوا للضرب في قيمة العملة، مقارنة بالولايات المتحدة.

وقال نصًا: "البيتكوين هبطت 24% من أعلى مستوى لها بالدولار، لكن تراجعت 30% بالين الياباني و31% باليورو"،
أي الذي يمتلك بيتكوين في أوروبا أو اليابان واجه ايام عصيبة أكثر من ما يمتلكها في أمريكا.

كما قال: “الناس في أوروبا واليابان يستسلموا قبل الأمريكان، لأنهم يواجهوا خسائر أعلى”.

ثانياً: أين الذهب الرقمي؟

هنا بيتر شيف دخل في مقارنة بين البيتكوين والذهب، وقال: “كانوا بيقولوا إن البيتكوين هو الذهب الرقمي، وملاذ آمن وقت القلق الجيوسياسي وعدم اليقين، لكن الأحداث أثبتت إن الذهب تفوق تماماً على البيتكوين.”

وقال: “من بعد أعلى مستوى في نوفمبر 2021، ورغم كل دعم الشركات وصناديق الاستثمار وحتى وجود رئيس مؤيد للبيتكوين، العملة خسرت 30% من قيمتها مقابل الذهب.”، يعني ببساطة البيتكوين ليس ملاذ آمن، وفي وقت الجد، عادت الناس للذهب الحقيقي.

ثالثاً: عودة ترامب أربكت السوق

هنا يتضح تأثير السياسة، ومع تلاشي "تأثير ترامب" في السوق، وجدنا الناس تشتري عقود خيارات بيتكوين لكي تتحوط من الهبوط الذي قد يصل لأرقام متدنية، ووفقًا للبيانات من منصة “Deribit” هناك عقود خيارات مفتوحة بقيمة 4.9 مليار دولار انتهت في 28 فبراير، وسعر البيتكوين وقتها كان منخفض بنسبة 20% عن أعلى مستوى له من وقت وقت فوز ترامب، أي قلق سياسي + قلق اقتصادي = خوف في السوق.

رابعاً: اختراق منصة باي بت زوّد الطين بلّة

تعرضت المنصة لاختراق كبير، مما زود حالة الذعر السائدة، زوّد حالة الذعر، وقال كريس نيوهاوس من “كومبرلاند لابس: إن سياسات ترامب الجمركية وضغط التضخم سبب قلق في السوق، وهذا الاختراق زود عليهم.”

خامساً: موجة تصفية عنيفة في السوق

هناك تسوية مراكز بحوالي 425 مليون دولار في 4 ساعات، وفي ثلاث أيام قبلها، كان هناك تسوية مراكز رهان على الصعود بأكثر من 2 مليار دولار، والبيتكوين تراجع حوالي 13% منذ 21 فبراير في 4 أيام.
وهو أكبر تراجع للبيتكوين من أغسطس، والأزمة لن تقف هنا، لأن إيثريوم وسولانا (عملات مشفرة) هبطوا ما بين بين 7-10%.

سادساً: خروج جماعي من صناديق الاستثمار

بوهان جيانغ، (مدير تداول في شركة "أبرا")، قال إن السبب الرئيسي في التراجع هو: "مزيج من بيع مباشر وخروج أموال من صناديق استثمار البيتكوين".

وسحب المستثمرين أكثر من مليار دولار في يوم واحد من صناديق الاستثمار، وهذا كان أكبر خروج من وقت إطلاقها، ومر صندوق FBTC بأكبر سحب، وبعده IBIT التابع لبلاك روك، حتى صناديق إيثريوم خرج منها حوالي 130 مليون دولار.

سابعاً: السوق يتنفس تشاؤم

رافي دوشي من "فالكون إكس" قالها صراحةً: “الناس لم تواجه أي حافز يجعل السوق يصعد مرة أخرى، ولذلك هناك عزوف عن المخاطرة”، هذا يعني إن المستثمرين يقفوا على جنب، وتملئهم شعور الخوف من الاستثمار في العملات المشفرة.

ختامًا، البيتكوين يتنفس تحت الماء، توضح الأحداث الآن إنه هناك تراجع واضح في الثقة في البيتكوين والعملات المشفرة عموماً، نظرًا للضغط السياسي من سياسات ترامب، ومعدلات التضخم المرتفعة، واختراقات إلكترونية تهز الثقة، كل هذا صاحبه خروج استثماري ضخم من الصناديق، وموجة بيع عنيفة وتسوية مراكز رافعة مالية، أي البيتكوين الآن ليس في سوق هبوطية فقط، بل يتم تصفية استثمارات فيه، الأمر الذ يؤدي إلى فقدان الثقة.

Short Url

أخبار متعلقة