42 مليار دولار دعم من صندوق النقد الدولي، هل تنقذ الأرجنتين من الغرق؟
السبت، 12 أبريل 2025 04:28 م

الأرجنتين
تحليل/ ميرنا البكري
منذ تولي الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي القصر الرئاسي، أعلن بوضوح: “أنا قادم لأسبب صدمة”، وهذا لم يكن مجرد كلام، بل كانت حملته الانتخابية بمنشار كهرباء كرمز تقليل حجم الدولة، وهدفه كان واضحًا، وهو وقف النزيف المالي، وقفل الباب المفتوح من الدعم الحكومي، وإحداث توازن في الميزانية، حتى لو على حساب الشعب.
أرقام تنتعش، ولكن التأثير السلبي على جيب المواطن
ونجح ميلي فعلًا، في تقليل معدل التضخم من 25.5% في ديسمبر 2023م، لـ2.4% في نوفمبر 2024م، وحقق فائضًا ماليًا لأول مرة منذ سنين، لكنه في المقابل، رفع الدعم عن الكهرباء، والغاز، والمياه، وحتى التعليم والنقل، والنتيجة؟ الأسعار ارتفعت، و تراجعت القوة الشرائية للشعب في الأرجنتين.
الفقر ارتفع من 41.7% لـ52.9%، ثم عاد في الهبوط قليلًا لـ38.9%، ولكن لايزال نصف الشعب تحت خط الفقر، و18% يعيشوا في فقر مدقع، أي لم يقدروا على سد الاحتياجات الأساسية.
ميزانية متوازنة، ولكن على جثث القطاعات
لكي يحقق هذا الفائض، قطع ميلي في كل القطاعات، حيث خفض 84% من ميزانية الإسكان، و76% من النقل، و60% من التعليم، كما قلص عدد الوزارت من 18 لـ8، وقام بتسريح مئات الموظفين، مخصخصًا شركات مملوكة للدولة، كما نتج عن هذا تحسن الاقتصاد الكلي، ولكن الاقتصاد المعيشي تدهور، بمعنى آخر أصبح المواطن هو المتضرر الوحيد.
الخصخصة تستمر، والسوق بينتعش من فوق فقط
وأصدر مرسوم إلغاء قوانين الإيجارات وضوابط الأسعار، كما فتح الباب لخصخصة شركات عامة مثل خطوط الطيران الوطنية، وبدأت بعض المؤشرات في التحرك إيجابيًا، وعاد الناتج المحلي في النمو، ما جعل الحكومة تتفائل بأن 2025م، ستكون عامًا من الاستقرار والنمو، لكن في حقيقة الأمر، هذا النمو لم يصل للشعب، ومازالت الشوارع يملئها الجوع، والمواطن لم يجد لبن ولحم، ولا حتى كهرباء بسعر مناسب.
مساعدات دولية ضخمة، 42 مليار دولار ثقة أم قيد؟
الدعم الذي وصل للأرجنتين من صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، وبنك التنمية الأميركي، يسجل 42 مليار دولار، وهذا ليس رقم بسيط، حيث تكلف صندوق النقد وحده 12 مليار دولار، وهناك مليارات أخرى قادمة.
لكن السؤالالذي يطرح نفسه: هل هذه القروض تدعم الاقتصاد فعلًا؟ أم مجرد دين جديد فوق كاهل شعب يواجه صعوبات؟ هذا الدعم يصفوه بأنه “تصويت ثقة”، لكن قد يتحول في أي لحظة للقيد على سياسات الدولة.
2025م، عام الفرصة أم الانفجار؟
الرئيس ميلي، يرى أن الإصلاحات بدأت تثمر، ويوعد بتخفيضات أعمق، وفتح باب الاستثمار في التعدين، وسداد الدين العام، لكن وجهات النظر المعارضة، تعتقد أن سياسة ميلي هي تفكيك للدولة، وزيادة للضغط على المواطن، والمعادلة صعبة وتزداد صعوبة، وهناك سؤال يطرح نفسه، هل تستطيع الأرجنتين مواجهة عام آخر من التقشف، هل فعلًا الاستثمار يزداد، أم تشتعل الازمة من جديد.
ختامًا، الأرجنتين تخطو خطوات فوق سلك شائك، ويوجد به توازن اقتصادي، لكن على حساب صحة المواطن ومستوى معيشته والأحداث، هناك درس لأي دولة تفكر تمشي طريق الإصلاح بالصدمة، فمن الضروري أن يكون التوازن بين "الميزانية" و"الإنسان"، وتُعتبر 2025م سنة اختبار حقيقي، إما تخرج الأرجنتين من النفق، وإما تغرق أكثر، ومن المؤكد أن العالم يشاهد هذه التجربة، لمتابعة مدى قدرة تحمل الاقتصاد الأرجنتيني لهذه السياسات.
Short Url
90% من اقتصاد الإمارات العربية المتحدة في أيدي العائلات
12 أبريل 2025 05:10 م
أسواق المال على صفيح ساخن، تحركات غير مسبوقة في ظل أزمة التعريفات الجمركية
12 أبريل 2025 02:25 م
من الإيجابية إلى الاستقرار، تصنيف مصر الإئتماني بين التحديات والفرص
12 أبريل 2025 01:19 م


أكثر الكلمات انتشاراً