الإثنين، 14 أبريل 2025

10:31 ص

شركات التكنولوجيا الصينية بين مطرقة الرسوم وسندان الشطب الأمريكي

الجمعة، 11 أبريل 2025 03:25 م

شركات التكنولوجيا الصينية

شركات التكنولوجيا الصينية

مع بدء أسهم شركات التكنولوجيا الصينية في تعويض جزء من خسائرها الكبيرة التي تكبدتها في الآونة الأخيرة، فإن بعض المستثمرين والمحللين يترقبون مخاوف قادمة قد يكون تأثيرها أسوأ من الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحسب ما نشرت وكالة بلومبرج.

وفقد مؤشر هانج سنج للتكنولوجيا أكثر من 350 مليار دولار من قيمته السوقية منذ أعلى مستوى له في مارس، رغم أنه حقق مكاسب بنحو 9% خلال الجلسات الثلاث الماضية.

ورغم أن التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي لدى الصين لا يزال عاملاً إيجابياً رئيسياً، إلا أن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة تتصدر المشهد في الوقت الحالي.

نار الرسوم تقترب من التكنولوجيا الصينية

ووفق وكالة بلومبرج، الإجراءات الأمريكية ضد الصين، مثل فرض قيود على الاستثمارات المالية أو فرض عقوبات إضافية، تشكل "مخاطر جسيمة"، وفقاً لما قاله بوش تشو، مدير الاستثمار في شركة "أبردين انفستمنت" (Aberdeen Investments). 

كما أن هناك أحاديث غير مؤكدة تدور حول احتمال شطب إجباري لأسهم صينية من البورصات الأميركية، ويخشى البعض من فرض قيود إضافية بشأن استخدام أو شراء التكنولوجيا المتقدمة. 

موجة بيع حادة لأسهم شركات التكنولوجيا الصينية

قال تشو إن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى موجة بيع حادة لأسهم شركات التكنولوجيا الصينية التي يملكها أجانب بنسبة كبيرة. وأعتقد أن الكثير من الأمور لم تنعكس بعد على الأسعار"، مشيراً أيضاً إلى التأثير الأوسع على الطلب إذا أضعفت الرسوم الجمركية الاقتصاد الصيني بشكل عام.

قد يعاني الاقتصاد الصيني بشكل واسع من الزيادة الحادة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الرسوم الجمركية لتصل إلى 145% ومن عملية الفصل الاقتصادي بين البلدين.

في الوقت نفسه، فإن الوزن الكبير لقطاع التكنولوجيا في المؤشر، بالإضافة إلى أن العديد من الشركات التقنية الصينية مملوكة بنسبة كبيرة من قبل مستثمرين أجانب، له تداعيات واسعة النطاق على الأسواق الصينية.

إرهاق شركات التجارة الإلكترونية

مع زيادة الولايات المتحدة الرسوم الجمركية المفروضة على الطرود الصغيرة التي كانت معفاة سابقاً من التعريفات، تأثرت شركات التجارة الإلكترونية الصينية بأكبر قدر من الضرر.

شهادات الإيداع الأمريكية لشركة التجارة الإلكترونية

انخفضت شهادات الإيداع الأمريكية لشركة التجارة الإلكترونية الصينية "بي دي دي هولدينغز" (PDD Holdings)، المالكة لشركة " تيمو" (Temu) بنسبة 25% منذ بداية أبريل. كما تراجعت تلك الشهادات لمجموعة "علي بابا" القابضة ، أكبر شركة صينية مدرجة في الولايات المتحدة، بنسبة 21%.

يُعتبر التأثير المباشر للرسوم الجمركية ضئيلاً باستثناء التسوق الإلكتروني، حيث تأتي غالبية إيرادات وأرباح شركات التكنولوجيا الصينية من الأعمال المحلية. ولكن قد يتم اللجوء إلى وسائل غير جمركية مع تصاعد التوترات. 

شطب الشركات الصينية في أمريكا

في فبراير، أصدرت إدارة ترامب مذكرة سياسية قد تثير الشكوك حول آلية إدراج الشركات الصينية في الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار  ذكريات لدى المستثمرين حول تجارب مشابهة في عامي 2021 و2022، عندما شكل شبح الشطب الجماعي من البورصات الأمريكية ضغوطاً على أسواق الصين.

كتب جاريت سيبرج، المحلل لدى "تي دي كوين" (TD Cowen)، في مذكرة بحثية بتاريخ يوم الأربعاء: "بالنظر إلى مدى ارتفاع الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين، نعتقد أن الشطب من البورصات الأميركية يُعتبر خياراً رئيسياً من ضمن الإجراءات الانتقامية. وهذا يعني أن المخاطر المرتبطة بالوضع أصبحت أكثر شدة هذا الأسبوع مقارنةً بالأسبوع الماضي، مما يزيد من احتمال اتخاذ إجراءات".

إدراج شركات صينية في القائمة السوداء

أدرجت وزارة الدفاع الأميركية بالفعل "تينسنت هولدينجز" (Tencent Holdings)، أكبر شركة صينية من حيث القيمة السوقية، وشركات أخرى في القائمة السوداء. في حين أن قائمة البنتاغون لا تتضمن أي عقوبات محددة، إلا أنها تثني الشركات والهيئات الأميركية عن التعامل مع هذه الشركات الصينية، بحسب ما نشرت وكالة بلومبرج. 

وتكشف سوق الخيارات أن المستثمرين يشعرون بالتوتر، كما أن تكلفة التحوط ضد انخفاض أسهم شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة مثل "تينسنت" و"علي بابا" لا تزال قريبة من أعلى مستوياتها في عدة سنوات، بعدما قفزت بشكل كبير بين شركات مؤشر "هانغ سينغ تشاينا إنتربرايزيس إندكس" (Hang Seng China Enterprises Index) خلال الانخفاض الحاد في الفترة الأخيرة.

 أسهم شركات التكنولوجيا الصينية 

أصبحت أسهم شركات التكنولوجيا الصينية في غاية الجاذبية خلال وقت سابق من هذا العام، حيث دفع نجاح "ديب سيك" المستثمرين إلى الاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي المدرجة في البلاد. وأدى تصاعد الحرب التجارية إلى تحويل الأنظار مجدداً إلى الجهود الأميركية للحد من وصول الصين إلى أحدث التقنيات.

كتب محللون لدى "سيتي جروب"، بينهم أليشيا ياب، في مذكرة بحثية "على الرغم من أننا غير متأكدين مما إذا كانت الولايات المتحدة تخطط للإعلان عن أي قيود جديدة على تصدير الرقائق، تسود مخاوف أن الشركات التكنولوجية التي تقدم خدمات سحابية ونماذج/ قدرات أساسية خاصة بالذكاء الاصطناعي قد تكون تحت التدقيق والعقوبات". وأضافوا أن الوضع قد يضغط على "تينسنت" و"علي بابا" و"بايدو" (Baidu).

التقييم الجذاب لقطاع التكنولوجيا رغم التحديات

لا يزال القطاع يتمتع بجاذبية فيما يتعلق بالتقييم، حيث يُتداول مؤشر "هانغ سنغ" للتكنولوجيا عند 15 ضعفاً للأرباح المتوقعة، وهو أقل من المتوسط  خلال ثلاث سنوات البالغ 19 ضعفاً، وأقل من المستوى الحالي لمؤشر "ناسداك 100" البالغ 24 مرة. كما أن اعتماد هذه المجموعة بشكل كبير على الطلب المحلي يجعلها مؤهلة للاستفادة من جهود بكين لدعم الاقتصاد.

قال تشو من شركة "أبردين" إن شركات التكنولوجيا الصينية الكبرى لا تزال تحتفظ بجاذبيتها النسبية، واختتم: "حتى إذا قرر المستثمرون دخول السوق الصينية بهدف اقتناص فرص الذكاء الاصطناعي، فقد يتريثون في الوقت الحالي بسبب حالة الغموض السائدة. ومن المرجح أن يعاودوا الاستثمار حين تتضح الرؤية بشأن التعريفات الجمركية والوضع الاقتصادي العالمي".

Short Url

showcase
showcase
search