الثلاثاء، 15 أبريل 2025

07:44 ص

«من التجميع للتصدير»، ترامب يضغط بالجمارك ومصر تتحرك لاستغلال الفرص

الخميس، 10 أبريل 2025 12:53 م

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في خطوة مفاجئة، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية 25% على السيارات وقطع الغيار التي تدخل أمريكا، هذا القرار دخل حيز التنفيذ، وصاحبه ارتباك كبير في سوق السيارات، سواء الجديدة أو المستعملة، كما تشير التوقعات إلى هناك موجة غلاء قادمة.

وقالت شركة "كوكس أوتوموتيف" (الشركة المتخصصة في سوق السيارات):إن تكلفة السيارات تزيد آلاف الدولارات، حتى السيارات التي يتم تجميعها داخل أمريكا نفسها لن تسلم من هذه الرسوم، لأن قطع الغيار قادمة من الخارج، كما إن السيارات المستعملة ترفع أسعارها أكثر من المتوقع، والخصومات التي كانت تقدمها الشركات ستقل او تختفي نهائيًا.

سوق السيارات

الأرقام مرعبة، والأسعار تشتعل

تزداد السيارات المستوردة بحوالي 6000 دولار، والسيارات التي يتم تجميعها داخل الولايات المتحدة، تزودها الجمارك بحوالي 3600 دولار بسبب قطع الغيار، هذا بخلاف الزيادات الأخرى السابقة على الفولاذ والألومنيوم، من 300 لـ 500 دولار، ببساطة أي سيارة جديدة داخل أمريكا تتحمل على ظهرها من 4 لـ 6 آلاف دولار جمارك.

ردود فعل شركات السيارات 

واجهت كل شركة هذا القرار بطرق مختلفة: 

قامت شركة فورد وستيلانتس (كرايسلر) بتقديم عروض مؤقتة بأسعار خاصة للموظفين، كما قررت شركة جاجوار لاند روفر ان توقيف الشحن لأمريكا تمامًا، كما أوضحت شركة هيونداي إنها لن ترفع الأسعار لمدة شهرين على الأقل، ما يعكس حالة من الارتباك عند الشركات.

تداعيات مباشرة وغير مباشرة على السوق المصري

يتضح القرار في ظاهره أنه يؤثر على السوق الداخلي لأمريكا فقط، لكن هناك انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على السوق المصري.

1. فرصة ذهبية للسوق المصري

هذه الرسوم الجمركية جعلت بعض الشركات  خاصة الصينية تبحث عن  أسواق أخرى أرخص وأكثر استقرارًا، وهنا يتجلى دور مصر، التي تمتلك مناخا استثماريا قويا، واتفاقيات تجارة حرة مع أوروبا وإفريقيا، كما انضمت مؤخرًا لتجمع “البريكس”، الذي يدعم فرص مصر التصديرية، وهذه الرسوم قد تجعل مصر قاعدة تصنيع وتصدير للسيارات، ليس فقط للسوق المحلي، بل لأمريكا والاتحاد الأوروبي.

2. جذب استثمارات صينية مباشرة

وفقًا لما قاله "سعيد أبو جلال" رئيس مجلس إدارة شركة أبو جلال موتورز، إن هناك شركات صينية تفكر بجدية في فتح مصانع في مصر لكي تستفيد من حوافز الحكومة، وتستفيد مصر عبر التصدير لدول العالم بعلامة “صنع في مصر”، كما يزود الإنتاج المحلي، ويخلق فرص عمل للشباب، ويقلل من أسعار السيارات على المدى الطويل.

هل هناك تأثيرات سلبية على السوق المصري؟

وقال “منتصر زيتون” عضو مجلس إدارة شعبة السيارات بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن واردات السيارات الأمريكية في مصر قليلة جدًا، وبالتالي التأثير المباشر ضعيف للغاية، لكن المتوقع أنه يحدث هو تنوّع أكثر في السيارت المستوردة من دول أخرى غير أمريكا، ومنافسة أقوى من قبل الشركات الصينية التي تمتلك حضور قوي في مصر، وتفضيل المستهلك للمنتج المحلي أو الآسيوي الأرخص.

المستهلك المصري يكسب أم يخسر؟

في الوقت الحالي، لا يوجد تأثير سلبي مباشر كبير، لكن الانتفاع الأكبر يكون  للمستهلك إذا زادت الاستثمارات الصينية فعلًا، حيث يسود السوق منافسة أكثر، كما إن الأسعار تظل مستقرة بل من الممكن ان تقل على المدى البعيد إذا زاد الإنتاج المحلي .

ختامًا

يستخدم  ترامب الجمارك كأداة ضغط سياسي واقتصادي، لكن على المدى البعيد، تضر هذه الحركات بالاقتصاد الأمريكي أكثر ما تفيده، وبالتالي تفتح الباب لدول مثل مصر للدخول على الساحة.

مصر لديها فرصة ذهبية تحولها من سوق استهلاكي إلى مركز صناعي إقليمي للسيارات، وهذا الأمر يتطلب تحفيز أكثر للمستثمرين، وبنية تحتية متطورة، وسياسات واضحة ومستقرة.

Short Url

showcase
showcase
search