الإثنين، 07 أبريل 2025

06:08 م

الدولار مش منهم، أفضل العملات العالمية للتحوط من رسوم ترامب الجمركية

الإثنين، 07 أبريل 2025 01:39 م

تراجع الدولار

تراجع الدولار

اتجهت أنظار المستثمرين مؤخرًا نحو العملات والأصول الآمنة، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية التي شملت شركاء تجاريين رئيسيين، وعلى رأسهم الصين. 

وأثارت هذه القرارات حالة من الذعر في الأسواق العالمية، وسط تصاعد مخاوف من حدوث ركود اقتصادي واندلاع حرب تجارية عالمية قد تؤثر بشكل كبير على حركة التجارة والنمو العالمي.

الين الياباني يتصدر المشهد كأقوى عملة للتحوط

 

في خضم هذه الاضطرابات، برز الين الياباني كخيار مفضل للمستثمرين الباحثين عن ملاذات آمنة، وأوضح إبراهيم رحبري، رئيس استراتيجية أسعار الفائدة لدى شركة "Absolute Strategy Research"، أن الين يُعتبر أحد أفضل العملات للتحوط من تداعيات التوترات التجارية والركود المحتمل في الولايات المتحدة.

ونقل موقع CNBC  الأمريكي عن رحبري، قوله"الين الياباني رخيص نسبيًا، ومن المتوقع أن يؤدي تراجع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة إلى تقليص الفارق مع الدولار الأمريكي، مما يعزز جاذبية العملة اليابانية."

وأشار إلى أن اعتماد اليابان على التجارة تراجع مؤخرًا، خاصة مع اتباع سياسات مالية توسعية محلية تقلل من تأثير التجارة العالمية على الاقتصاد الداخلي.

وبحسب بيانات شركة LSEG، فقد حقق الين مكاسب تجاوزت 3% أمام الدولار الأمريكي منذ بداية شهر أبريل الجاري، وهو مؤشر واضح على تنامي الثقة في هذه العملة في ظل تقلبات الأسواق.

الفرنك السويسري.. البديل الكلاسيكي الآمن

 

لم يكن الين وحده على قائمة الملاذات الآمنة؛ فقد شهد الفرنك السويسري هو الآخر طلبًا متزايدًا، العملة السويسرية التي ارتبطت بالاستقرار الاقتصادي والسياسي، ارتفعت هي الأخرى بنسبة تفوق 3% أمام الدولار، مسجلة أعلى مستوى لها خلال 6 أشهر عند 0.846 فرنك لكل دولار.

مات أورطون، رئيس حلول الاستشارات في Raymond James Investment Management، شدد على أن كلًا من الين والفرنك يعدان وسيلتين فعالتين لتقليل حدة ردود الأفعال العاطفية في الأسواق تجاه الرسوم الجمركية.

وأشار إلى أن الفرنك السويسري قد يكون أكثر موثوقية على المدى القصير، خاصة في ظل الغموض المحيط بسياسات بنك اليابان بشأن أسعار الفائدة.

هل يصبح الريال البرازيلي عملة التحوط المفاجأة؟

 

بعيدًا عن العملات التقليدية، لفت رحبري الانتباه إلى خيار مختلف وغير معتاد وهو الريال البرازيلي، وقال: "الريال البرازيلي رخيص نسبيًا، كما أنه يحقق عوائد مرتفعة، ويقل تعرضه للصدمات التجارية العالمية مقارنة بعملات الدول الكبرى."

وعلى الرغم من أن الريال ليس من الملاذات الآمنة التقليدية مثل الين والفرنك، إلا أن أداؤه القوي خلال العام الجاري جعله خيارًا مثيرًا للاهتمام، فقد حقق مكاسب ملحوظة بدعم من السياسات الاقتصادية المستقرة نسبيًا في البرازيل وارتفاع معدلات الفائدة مقارنة بالأسواق الكبرى.

كيف تؤثر الرسوم الجمركية على حركة العملات؟

 

مع تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، تزايدت الضغوط على العملات المرتبطة بشكل مباشر بالتجارة العالمية، مثل الدولار الأسترالي والدولار الكندي واليوان الصيني، التي تأثرت سلبيًا بسبب مخاوف المستثمرين من تباطؤ النمو في الاقتصاد العالمي وانكماش حجم التجارة.

أما العملات الأقل ارتباطًا بالتجارة الدولية أو التي تنتمي لدول ذات اقتصادات مستقرة وسياسات نقدية متحفظة، فقد كانت الرابح الأكبر.

ترامب: الرسوم دواء.. لكن الأسواق لا تتفق

 

في الوقت الذي تدافع فيه الإدارة الأمريكية عن الرسوم الجمركية وتصفها بـ"الدواء اللازم لإصلاح الخلل التجاري"، يرى الخبراء أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى نتائج عكسية، أبرزها انخفاض الثقة في الأسواق، تباطؤ الاستثمارات، وزيادة احتمال حدوث ركود عالمي.

تصريحات ترامب جاءت مثيرة للجدل، حيث أصر على أن "من يريد التفاوض مع أميركا يجب أن يدفع"، في إشارة إلى استخدام الرسوم كأداة ضغط في المفاوضات التجارية، وهو ما أثار استياء دول كبرى، مثل الصين، التي وصفت تلك الإجراءات بأنها "تنمر اقتصادي".

ما العملة التي يُنصح بالاستثمار فيها اليوم؟

مع كل هذه المعطيات، يرشح الخبراء الين الياباني كأكثر العملات أمانًا للتحوط، نظرًا لتاريخه الطويل في الأداء الجيد خلال الأزمات، إضافة إلى رخص قيمته الحالية مقارنة بالأسواق الأخرى.

 لكن لأولئك الذين يبحثون عن عوائد أعلى مع درجة مخاطرة محسوبة، فإن الريال البرازيلي قد يكون خيارًا مبتكرًا وجديرًا بالمتابعة.

أما الفرنك السويسري فيظل البديل الكلاسيكي الآمن المدعوم بالاستقرار السياسي والاقتصادي.

Short Url

showcase
showcase
search