الرسوم الجمركية، الصين تتهم ترامب بـ"التنمر" والرئيس الأمريكي: مبخافش

الإثنين، 07 أبريل 2025 12:37 م

الصين تتهم ترامب بـ"التنمر"

أطلقت الصين هجومًا دبلوماسيًا لاذعًا ضد السياسات التجارية الأمريكية، ووصفت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها تمثل "تنمرًا اقتصاديًا" يهدد استقرار التجارة العالمية.

القرارات الأمريكية الأحادية لسياسات الحماية الاقتصادية

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، لين جيان، الذي أكد خلال مؤتمر صحفي أن بلاده ترفض التهديدات والضغوط كأداة للتفاوض.

وأضاف المتحدث الصيني أن القرارات الأمريكية الأحادية بفرض رسوم جمركية إضافية تُعد نموذجًا صارخًا لسياسات الحماية الاقتصادية، مؤكدًا أن تلك الإجراءات لا تضر بالصين وحدها، بل تمس مصالح جميع دول العالم، وخاصة البلدان النامية.

بكين تدعو إلى التشاور وتطالب العالم برفض الأحادية

في تصعيد دبلوماسي جديد، دعت الصين المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًا واحدًا في وجه السياسات الاقتصادية الأحادية، والتعاون من أجل حماية النظام التجاري العالمي القائم على التعددية والعدالة.

وقال لين إن استغلال الولايات المتحدة للرسوم الجمركية تجاوز كونه وسيلة للضغط السياسي، ليصبح أداة لحرمان الدول النامية من حقها في التنمية.

وطالبت الصين عبر وزارة خارجيتها جميع الدول بالتصدي لما وصفته بـ"التنمر التجاري الأمريكي"، والدفاع عن القيم التي أرستها الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، والتي تقوم على التشاور والمساواة في المعاملة.

ترامب: الرسوم الجمركية "دواء" لإصلاح الاقتصاد الأمريكي

في المقابل، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفاع عن سياساته الاقتصادية المثيرة للجدل، مؤكدًا أن فرض الرسوم الجمركية هو "دواء" لا بد من تناوله لمعالجة الخلل المزمن في الميزان التجاري للولايات المتحدة.

وفي تصريحات من على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب إنه لا يشعر بالقلق من التراجع الحاد في الأسواق المالية، مضيفًا أن "بعض العلاجات مؤلمة لكنها ضرورية".

وأوضح الرئيس الأمريكي أنه أجرى محادثات مع عدد من قادة الدول الأوروبية والآسيوية خلال عطلته الأخيرة، مشيرًا إلى أن بعضهم أعرب عن رغبة في التفاوض وخفض الرسوم، إلا أن بلاده لن تدخل في أي محادثات ما لم تكن هناك "مبالغ طائلة" تُدفع سنويًا لصالح الاقتصاد الأمريكي.

الأسواق العالمية ترتبك.. مخاوف من ركود اقتصادي عالمي

أثارت تصريحات ترامب موجة من القلق في الأسواق المالية العالمية، حيث سجلت الأسهم الآسيوية خسائر حادة، وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بصورة مقلقة.

ويرجع المحللون هذا الاضطراب إلى مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى رفع الأسعار وتراجع الثقة وانخفاض الطلب العالمي، وهو ما قد يفتح الباب أمام ركود اقتصادي شامل.

وقد تأثرت مؤشرات البورصات العالمية بهذا التوتر، حيث هبطت القيمة السوقية لأسواق المال بمليارات الدولارات خلال أيام قليلة، ويواجه المستثمرون حالة من الغموض في ظل غياب رؤية واضحة حول ما إذا كانت هذه الرسوم مؤقتة أو جزءًا من سياسة دائمة في استراتيجية ترامب التفاوضية.

من أوروبا إلى آسيا.. الجميع يتضرر

لم تقتصر تداعيات القرار الأمريكي على الصين فقط، بل امتدت لتشمل حلفاء واشنطن أنفسهم، ففي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن مساعٍ للحصول على إعفاء من رسوم جمركية بنسبة 17% على السلع الإسرائيلية، وذلك خلال لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي.

أما في إيطاليا، فقد تعهدت رئيسة الوزراء جورجا ميلوني بحماية الشركات الإيطالية التي تضررت من رسوم أمريكية جديدة تبلغ نسبتها 20% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، مؤكدة أنها ستبحث إجراءات مضادة للدفاع عن الاقتصاد الوطني.

واشنطن تدافع.. الرسوم وسيلة لإعادة التوازن التجاري

على صعيد متصل، حاول كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية تبرير القرارات المثيرة للجدل، حيث صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن أكثر من 50 دولة بدأت بالفعل مفاوضات تجارية مع واشنطن منذ إعلان الرسوم الجمركية الأخيرة.

فيما أكد وزير التجارة هوارد لوتنيك أن الإجراءات ستظل سارية "لأيام وربما أسابيع"، في إشارة إلى أنها قد تكون أداة ضغط مؤقتة لتحقيق مكاسب تجارية.

الصين تلوّح بالمزيد.. والحرب التجارية تتصاعد

وفي ظل استمرار التصعيد بين الطرفين، لم تستبعد الصين اتخاذ إجراءات إضافية في حال استمرت واشنطن في فرض الرسوم الجمركية، وردت بكين بالفعل بسلسلة من الخطوات الانتقامية، من ضمنها فرض رسوم على الواردات الأمريكية، وتقييد بعض الاستثمارات، في مشهد ينذر بتحول النزاع إلى حرب تجارية عالمية قد تهدد التعافي الاقتصادي الهش الذي يشهده العالم بعد جائحة كورونا.

Short Url

أخبار متعلقة