الإثنين، 07 أبريل 2025

09:34 م

ترامب يشعل العالم، رسوم جمركية تغضب الشارع وتهز الأسواق

الأحد، 06 أبريل 2025 10:02 م

مظاهرات ضد ترامب

مظاهرات ضد ترامب

كتب/كريم قنديل

في الوقت الذي عادت فيه الجماهير الأميركية والأوروبية إلى الشوارع، احتجاجًا على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومستشاره إيلون ماسك، كانت الأسواق المالية تدفع الثمن الأكبر، فالتحركات الشعبية، ليست مجرد صرخة سياسية، بل تعبير صريح عن قلق اقتصادي متصاعد يُنذر بتداعيات عالمية.

دونالد ترامب

 

فوضى اقتصادية آتية من واشنطن

وفي قلب العاصمة الأميركية واشنطن، توافد أكثر من 20 ألف متظاهر إلى متنزه ناشونال مول، وسط أجواءٍ رمادية وأمطار خفيفة، لكن ما أثقل المشهد حقًا لم يكن الطقس، بل سياسات ترامب، التي بدأت تلقي بظلالها على جيوب الأميركيين، وفي مشهد لافت، امتدت شرارة الغضب إلى مدن أوروبية، من باريس إلى فرانكفورت، حيث علت أصوات الأميركيين المغتربين، وهم يهتفون ضد الفوضى الاقتصادية الآتية من واشنطن.

السبب؟ قرارات جمركية صادمة بدأ تطبيقها السبت، تقضي بفرض رسوم بنسبة 10% على واردات من معظم دول العالم، ترتفع خلال أيام، لتصل إلى 34% على الصين و20% على الاتحاد الأوروبي، خطوة وصفتها الأسواق بـ"القفزة في المجهول"، تسببت في تقلبات حادة، وهبوطًا حادًا في مؤشرات الأسهم العالمية.

مظاهرات

 

الحرب التجارية تتجدد.. ولكن بثمن أغلى

ولم تنتظر الصين طويلًا، فجاء الرد سريعًا برسوم مماثلة وقيود على صادرات المعادن النادرة، مع ترك نافذة مفتوحة للحوار، أما الأسواق، فلم تكن بنفس السعة، إذ تهاوت المؤشرات العالمية في أسوأ موجة خسائر منذ جائحة كورونا، فيما بدأ شبح التضخم يلوّح من جديد.

تحذير رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من ارتفاع الأسعار وتباطؤ النمو يعكس حجم المخاطر التي قد تضرب الاقتصاد الأميركي من الداخل، فالرسوم الجديدة، وإن كانت تهدف لتقليص العجز التجاري، قد تنعكس على شكل زيادات مباشرة في أسعار السلع الاستهلاكية، ما يُثقل كاهل المواطن الأميركي، ويضعف القوة الشرائية.

مظاهرات ضد ترامب

 

من منابر السياسة إلى جيوب الناس

وليست هذه حرب أرقام فقط، إنها معركة حياة يومية يعيشها المستهلك الأميركي، والذي قد يجد نفسه يدفع أكثر مقابل أقل، كما أن الصناعات الأميركية، التي تعتمد على مدخلات مستوردة، ستواجه ارتفاعًا في تكاليف الإنتاج، ما يهدد بخفض الوظائف، أو رفع الأسعار أو كلاهما.

اللافت أن ما يُقدَّم من قبل إدارة ترامب وماسك على أنه إصلاح اقتصادي وتقليص لحجم الحكومة، يُقابَل في الشارع بشعارات تتهمهم بتقويض الديمقراطية وسرقة القوة الشرائية للناس، ومع تراجع شعبية ترامب إلى أدنى مستوياتها منذ 70 عامًا، بحسب استطلاعات غالوب، تبدو الأزمة الاقتصادية هذه المرة أشد وقعًا، وربما أطول عمرًا.

Short Url

showcase
showcase
search