من رسائل البريد الإلكتروني إلى اجتماعات «Zoom» الإنترنت عصب الاقتصاد العالمي

الأحد، 06 أبريل 2025 10:01 ص

الإنترنت

تحليل/ ميرنا البكري

في العقود الأخيرة، أصبح الإنترنت جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وكلما زادت أهميته، زادت تداعياته الاقتصادية على مختلف الصناعات، سنوضح في هذا التحليل أبرز وسائل التواصل الاجتماعي المستخدمة في الفترة الأخيرة، وعدد مستخدمي كل تطبيق.

البريد الإلكتروني، أداة العمل الأولى رغم الفوضى

البريد الإلكتروني، يوميًا نستقبل منه عشرات الرسائل، وهو يُعتبر أكبر مصدر للنشاط الرقمي على الإنترنت، حيث يتم إرسال حوالي 333 مليار رسالة كل يوم.

لكن هنا يوجد مشكلة حوالي 45.6% من الإيميلات تقدر بإنها (Spam) أي بالتقريب 152 مليار إيميل يوميًا ليس له قيمة، مما يؤثر على الإنتاجية بسبب الوقت الذي يضيع في تنظيف البريد أو حتى محاولات تصفية الرسائل المزعجة.

هذا يعني إن شركات الإيميل أصبح لديها سوق غير مباشر يكسبوا منه من خلال الإعلانات المستهدفة أو حتى بيانات المستخدمين.

كما أنه قد يكون فيه مجال كبير لشركات التكنولوجيا لكي تحسن هذه الأنظمة وتقلل من الرسائل المزعجة، وإذا تحسن قد يوفر وقت وموارد كبيرة للشركات والمستخدمين.

التطبيقات الاجتماعية: Tinder ليس فقط للقاءات

من بين التطبيقات الاجتماعية، Tinder أصبح من أكبر منصات الديتنج مع 75 مليون مستخدم شهريًا.

المثير إن المستخدمين يمرروا 1.5 مليار مرة يوميًا، أي المعدل 1.4 مليون مرة في الدقيقة، يظهر هنا تأثير الاقتصاد الرقمي في صناعة التطبيقات والتسويق الرقمي. ومنصات اخرى مثل Instagram و Snapchat و Facebook التي تعتمد على جذب انتباه المستخدمين وتوجيههم للإعلانات.

مما يدل على اتجاه كبير نحو منصات التواصل الاجتماعي وثقافة التفاعل الرقمي، التي أصبحت جزء من عوائد كبيرة للإعلانات الإلكترونية والتجارة الإلكترونية. الشركات التي تستغل هذه المساحة، مثل Tinder.

Zoom، العمل عن بُعد لن ينتهي

وبعد جائحة كورونا، أصبح Zoom الأداة الأولى للعمل عن بُعد، بمعدل استخدام وصل إلى 150 مليون ساعة يوميًا هذا في حد ذاته تحول اقتصادي ضخم، حيث كانت عدد الزيادة الكبيرة في عدد المستخدمين في عام 2020، سنجد إن التطبيق شهد زيادة بنسبة 1900% في عدد المستخدمين اليوميين في بداية الجائحة. وبالطبع هذه الزيادة كانت مدفوعة بالعمل عن بُعد، التي تعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا.

هذا لن يخلق فقط خلق فرص عمل جديدة في القطاع التكنولوجي، لكن أصبح له تأثير مباشر على الاستثمارات. في فترة قصيرة وصلت قيمة Zoom إلى 160 مليار دولار، قبل تراجعها قليلًا في الوقت الحالي 22.8 مليار دولار. تكمن المشكلة في إن السوق قدر قيمة الجائحة على Zoom بشكل مبالغ فيه، لكنلن ننكر إن التحول الرقمي يستمر على المدى البعيد، ومعاه فرص كبيرة للقطاعات الاقتصادية الأخرى مثل التعليم، والاستشارات، والقطاع الصحي.

التأثيرات الاقتصادية المتوقعة في المستقبل

مع زيادة استخدام الإنترنت وتطبيقاته اليومية، سنواجه زيادة في الطلب على البنية التحتية التكنولوجية مثل مراكز البيانات وتكنولوجيا السحابة، وهذا يشير إلى فرص عمل ضخمة في القطاع التكنولوجي، وزيادة في الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية.

لكن في نفس الوقت، الزيادة الكبيرة في النشاط الرقمي تفرض علينا تحديات، استهلاك الطاقة أصبح عامل مهم في هذه الحكاية، خصوصًا إن مراكز البيانات أصبحت تستهلك طاقة ضخمة، وقد تزيد في المستقبل مع استمرار النمو في الطلب على الإنترنت.

هذا يشير إلى استثمارات ضخمة في الطاقة المستدامة والتكنولوجيا الخضراء لكي نواكب النمو، ونحد من تأثيره على البيئة.

ختامًا

الإنترنت ليس مجرد وسيلة للاتصال أو الترفيه، لكنه أصبح جزء أساسي من الاقتصاد العالمي، ويؤثر بشكل مباشر على قطاعات كبيرة مثل التجارة الإلكترونية، والإعلانات الرقمية، والتعليم عن بُعد، والعمل عن بُعد.

الشركات التي تستغل هذا الأمرهي التي تكسب، بس في نفس الوقت من الضروري أن نضع في الاعتبار الأثر البيئي والاقتصادي الناتج عن الاستخدام الهائل للطاقة، وبالطبع، التكنولوجيا الخضراء والاستثمار في الطاقة المستدامة يكونوا في قلب المشهد الاقتصادي العالمي.

Short Url

أخبار متعلقة