الحلويات المدمرة، بـ "لبن" وإخوته قنابل سكرية تساهم في الإصابة بالسمنة والوفاة!
الأحد، 30 مارس 2025 03:06 م

بـ لبن
كتبت/ ميرنا البكري
في ظل التطور السريع الذي شهدته صناعة المنتجات الغذائية، أصبحنا نلاحظ في الآونة الأخيرة كيف أن العديد من الأطعمة التي نتناولها يوميًا تحتوي على كميات مبالغ فيها من السكر، فمن العصائر المعلبة إلى الحلويات التي تغزو الأسواق، نجد أن السكر أصبح جزءًا أساسيًا من مكونات غذائنا، وهو ما يهدد صحتنا بشكل متزايد.
إلا أن المشكلة الحقيقية تكمن في عدم إدراك معظم الناس للكمية الكبيرة من السكر التي يتناولونها، مما يؤدي إلى تأثيرات صحية سلبية قد تكون غير مرئية على المدى القصير ولكنها خطيرة على المدى البعيد.
وأصبح الأمر أقرب إلى التجارة والربح، بعيدًا عن الاهتمام الحقيقي بصحة المستهلكين.
وفي هذا السياق، تحدث الدكتور محمد الشريف، استشاري أمراض الغدد الصماء وعلاج السمنة، ومدير برنامج الشهادة المتخصصة في إدارة السمنة ورعاية جراحات البدانة، حول الآثار السلبية لهذه المنتجات الغذائية المنتشرة في الأسواق، خصوصًا في محلات الحلويات مثل بـ "لبن".
وأوضح أن هذه المنتجات تحتوي على كميات ضخمة من السكر الأبيض والدهون المهدرجة، بالإضافة إلى الدقيق الأبيض، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.
تأثيرات صحية على المدى القريب والبعيد
يُعتبر السكر أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في زيادة مستويات السكر في الدم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الدهون في الجسم وزيادة إفراز الإنسولين، وهو ما قد يسهم في تطوير مقاومة الإنسولين بمرور الوقت.
كما أن استهلاك هذه المنتجات بكثرة يرتبط بعدد من الأمراض المزمنة، مثل السكري من النوع الثاني، السمنة، الدهون الثلاثية، اختلال مستويات الكوليسترول، وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية.
ويضيف الدكتور الشريف أن هذه المنتجات يمكن أن تؤثر أيضًا على الجهاز الهضمي، مسببة اضطرابات مثل الإمساك والإسهال.

التأثير على الأطفال، من زيادة الوزن إلى الإدمان
لكن التأثير الأكثر إثارة للقلق هو تأثير هذه المنتجات على الأطفال.
فالأطعمة عالية السكر لا تؤثر فقط على الجسم، بل تمتد آثارها إلى الصحة النفسية، حيث قد تتسبب في تقلبات هرمونية وزيادة فرط الحركة.
ومع كثرة استهلاك الأطفال لهذه المنتجات، يفقدون تدريجيًا إحساسهم بالشبع، مما يؤدي إلى زيادة وزنهم بشكل ملحوظ.
وتشير الدراسات إلى أن نسبة السمنة بين الأطفال في مصر تصل حاليًا إلى 12%.
ومع مرور الوقت، قد يتحول الأمر إلى إدمان على السكر، حيث يبدأ الطفل بتناول قطعة واحدة، ثم يتدرج إلى أكثر من ذلك، مما يشكل تهديدًا حقيقيًا لصحتهم المستقبلية.
إنتاجية الأفراد في العمل تأثير السكر على الطاقة والإنتاج
ولا يقتصر تأثير هذه المنتجات على الصحة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى الحياة العملية.
فالسكر الزائد في النظام الغذائي يؤدي إلى تقلبات حادة في مستويات الجلوكوز في الدم.
فعندما يتناول الفرد طعامًا مليئًا بالسكر، يشعر بنشاط مؤقت، لكن سرعان ما تنخفض مستويات الطاقة ويشعر بالخمول.
هذه التقلبات تؤثر بشكل كبير على إنتاجية الفرد في العمل، وبالتالي قد تؤثر على الإنتاجية الوطنية ككل.
دور الإعلام والجهات المعنية في مواجهة الأزمة
ويؤكد الدكتور الشريف على أهمية تدخل الجهات المعنية، مثل وزارة الصحة، لضبط الأسواق والرقابة على المنتجات الغذائية التي تُقدَّم للجمهور.
ويقترح أن تقوم الوزارة بفرض ضرائب على المنتجات التي تحتوي على نسب عالية من السكر، على غرار الضرائب المفروضة على السجائر.
كما يرى أن التوعية الإعلامية لها دور حاسم في مواجهة هذه الأزمة، من خلال حملات توعية متكاملة باستخدام أساليب تسويقية مبتكرة تستهدف المستهلكين وتوضح لهم مخاطر الإفراط في تناول السكر.
توصيات للوقاية: الفحص الدوري والاعتدال في تناول السكر
وفي الختام، يوصي الدكتور محمد الشريف الشعب المصري بالاعتدال في تناول السكريات والابتعاد عن الإفراط فيها.
كما ينصح بإجراء فحوصات طبية دورية لمتابعة مستويات السكر في الدم، خاصة للأفراد الذين تجاوزوا الأربعين عامًا، وذلك لتجنب تفاقم المشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
إذًا، من الضروري أن نعي خطر المنتجات الغذائية عالية السكر التي أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية، وأن نتخذ خطوات جادة للحفاظ على صحتنا وصحة أطفالنا.
Short Url
أغرب عادات للاحتفال بعيد الفطر حول العالم العربي وإفريقيا
01 أبريل 2025 03:49 م
«تحول تاريخي» البيتكوين ينافس الدولار كعملة احتياطية عالمية
01 أبريل 2025 02:07 م
في ظل التقلبات الحالية، هل تنخفض معدلات الرهن العقاري في 2025؟
01 أبريل 2025 12:00 م


أكثر الكلمات انتشاراً