من إعلان مثير للجدل إلى اتهامات بالتسمم، أسبوع العاصفة لـ "بلبن"
السبت، 29 مارس 2025 02:49 م

بلبن
تحليل/ ميرنا البكري
اختفت سلسلة محلات "بلبن" فجأة من تطبيقات التوصيل في المملكة العربية السعودية، وانتشرت أخبار عن حالات تسمم غذائي في الرياض مرتبطة بمنتجاتها، في نفس الوقت، واجهت الشركة انتقادات شديدة في مصر بسبب إعلانها الأخير، لدرجة أن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، قرر وقفه مؤقتًا، إذن، "بلبن" لم يواجه أزمة صحية في السعودية فقط، لكنه في مأزق تسويقي في مصر، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل تؤثر هذه الأزمة على مستقبل الشركة؟.

أزمة السعودية، إغلاق الفروع بسبب التسمم؟
اتهامات بوجود حالات تسمم
وفي الأيام الأخيرة، انتشرت تقارير عن 26 حالة تسمم غذائي في الرياض، كلها كانت مرتبطة بأكل منتجات من “بلبن”، ما دفع الجهات المسؤولة في الرياض، للتحقيق واتخاذ إجراءات صارمة، منها إغلاق الفروع المتأثرة.
أزمة ثقة مع المستهلكين
وعند حدوث أي مشكلة صحية مرتبطة بالأكل، يكون رد الفعل الطبيعي عند الناس، هو فقدان الثقة في المنتج، والأسوأ من ذلك، أن “بلبن” لم يصدر أي بيان رسمي يوضح الموقف أو يطمئن الجمهور، ما زاد الشكوك أكثر.
تأثير الأزمة على الشركة
خسائر مالية بسبب إغلاق الفروع
يُعتبر أي إغلاق للفروع خسارة مباشرة في الإيرادات، وبالتالي يؤثر على أداء الشركة، حيث من الممكن أن تواجه غرامات أو تعويضات مالية في السعودية، إذا تم إثبات أنها مسؤولة عن حالات التسمم.
مشاكل في خطط التوسع
شركة "بلبن"، كانت توسع نشاطها في السعودية مؤخرًا، لكن بعد الأزمة أصبح الوضع غير مضمون، وذلك نتيجة لأن أي مستثمر أو شريك محتمل، قد يعيد التفكير قبل الدخول مع الشركة في صفقات جديدة.
هل الأزمة ستنتقل لباقي الأسواق؟
وبمجرد حدوث الأزمة في السعودية، بدأ الناس في مصر ودول أخرى يتساءلون، “هو المنتج فعلًا آمن؟”، فأي مشكلة في مكان معين، قد تضر بسمعة العلامة التجارية كلها، حتى لو أن الأزمة غير موجودة في باقي الأسواق.
أزمة الإعلان في مصر، خطأ تسويقي مكلف
يتضمن الإعلان إساءة لشركة "العبد" المتخصصة في الحلويات منذ عقود طويلة، كما يعكس الإعلان التمييز بين المواطنين، والإساء إليهم، وهو ما يتنافى مع قوانين حماية المستهلك، كما أنه مخالف للآداب العام.
وأطلق عليه الجمهور “إعلان مستفز”، ما أضر بصورة الشركة، وبعيدًا عن أزمة التسمم، تواجه “بلبن” موقفًا صعبًا في مصر، بسبب إعلانها الجديد الذي اعتبره معظم الشعب مستفزًا واستعلائيًا، حيث تسبب في انتقادات واسعة، وصلت إلى تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والذي قرر وقفه مؤقتًا.
وليس فقط الإعلان، لكن الكثير وجهوا شكاوى بسبب جودة المنتجات، وبدأ الكلام يُتداول عن "مبالغة" في الترويج مقارنة بالطعم الفعلي، كما أن السوشال ميديا، لعبت دورًا كبيرًا في تصعيد الأزمة، مع دعوات لمقاطعة منتجات “بلبن”.

توقعات أزمة "بلبن" الفترة القادمة
السيناريو الأسوأ، استمرار الخسائر وتراجع الشعبية
وإذا لم يتعامل “بلبن” مع الأزمة بسرعة وشفافية، قد تواجه الشركة تراجعًا كبيرًا في المبيعات، حيث من الممكن أن تفرض المملكة غرامات، أو تمنع الشركة من العمل هناك، ما سيشكل ضربة كبيرة لخططها التوسعية، وينعكس ذلك على فقدان الثقة في الأسواق الأخرى، وبالتالي يؤثر سلبًا على وضع الشركة كله.
السيناريو الأفضل، التعافي وإعادة بناء الثقة
وإذا قامت شركة "بلبن" بإصدار بيان واضح وأعلنت فيه إجراءات لضمان سلامة المنتجات، فقد يقلل من الضرر الذي تعرضت له، ويحسن معايير الجودة والشفافية، كما من الممكن أن يساعد في استعادة ثقة المستهلكين، فالتركيز على الإعلانات الأكثر احترافية والأقل استفزازًا، سيكون ضروريًا لتجنب أزمات تسويقية جديدة.

ما الإجراءات العاجلة التي ينبغي أن تتخذها شركة "بـ لبن" للتعامل مع الأزمة؟
معالجة الأزمة بشفافية واحترافية:- من الضروري أن تصدر الشركة بيانًا واضحًا حول أزمة السعودية، تشرح فيه كيفية ضمان عدم تكرار المشكلة؛ نظرًا لأن أي محاولة لإخفاء المعلومات ستزود الشكوك وتجعل الأزمة تتصاعد أكثر.
إعادة التفكير في استراتيجيات التسويق:- الابتعاد عن الإعلانات التي تستهدف المنافسين، والتركيز على تسويق المنتج نفسه، وإبراز وجودته، فضلًا عن العروض أو حملات ترويجية، تعيد توطيد العلاقة مع الجمهور.
تحسين معايير الجودة وسلامة المنتجات: فبفرض رقابة صارمة على عملية الإنتاج؛ نضمن عدم حدوث مشاكل صحية مستقبلًا، ونشر تقارير للجمهور تعكس الالتزام بمعايير الصحة والسلامة الغذائية.
ختامًا، شركة "بلبن" حاليًا في اختبار صعب، وإذا لم تتعامل مع الأزمة باحترافية وشفافية، قد تواجه خسائرًا كبيرة على المدى البعيد، فالحفاظ على ثقة العملاء، لابد أن يكون له الأولوية الأولى، ولبناء هذه الثقة مرة أخرى، يجب الالتزام بالشفافية، والجودة، والتسويق الذكي، والأيام القادمة ستكون حاسمة لمستقبل العلامة التجارية، والسؤال هو، هل تستطيع "بلبن" تجاوز العاصفة أم ستظل غارقة فيها؟
Short Url
أسواق النفط تتجاهل تهديدات ترامب على النفط الروسي، هل انتهى تأثير العقوبات؟
31 مارس 2025 12:21 م
من «دولي إلى البشر»، هل أصبح الاستنساخ على وشك أن يصبح واقعًا؟ (تقرير)
30 مارس 2025 05:00 م
تريليون ريال خسائر سوق الأسهم السعودية في 3 أشهر، ماذا يحدث في تداول؟
30 مارس 2025 03:54 م


أكثر الكلمات انتشاراً