ترامب يشعل حربًا تجارية جديدة بمليون دولار رسوم على السفن الصينية!
الأربعاء، 26 مارس 2025 12:07 م

صناعة السفن
كتب/كريم قنديل
في خطوة جديدة من التصعيد التجاري بين الولايات المتحدة والصين، يدرس الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية ضخمة تصل إلى مليون دولار على السفن المصنعة في الصين أو التي ترفع العلم الصيني عند دخولها الموانئ الأميركية، هذه الخطوة التي تأتي ضمن سياسة "أميركا أولًا"، تهدف إلى تقليل النفوذ الصيني في التجارة العالمية، لكنها في الوقت نفسه تحمل في طياتها مخاطر اقتصادية كبيرة قد تطال الأسواق الأميركية والدولية على حد سواء.

سيف ذو حدين.. بين حماية المصالح الأميركية وزيادة التكاليف
تحاول إدارة ترامب تبرير هذه السياسة بأنها وسيلة لحماية المصالح الأميركية وتقليل الاعتماد على الصين، التي تهيمن على 50% من صناعة السفن عالميًا وتسيطر على 95% من إنتاج حاويات الشحن، لكن فرض رسوم جمركية بهذه الضخامة قد يأتي بنتائج عكسية، إذ ستؤدي هذه القيود إلى اضطراب سلاسل التوريد وارتفاع تكلفة النقل البحري، مما سينعكس مباشرة على أسعار السلع المستوردة في الأسواق الأميركية.
تضخم متسارع وبدائل مكلفة
يؤكد خبراء الاقتصاد أن فرض رسوم تصل إلى مليون دولار لكل سفينة صينية سيؤدي إلى زيادة تكاليف الشحن إلى ثلاثة أضعاف، وهو ما سيتسبب في ارتفاع معدلات التضخم في الولايات المتحدة، حيث ستضطر الشركات إلى تمرير هذه التكاليف إلى المستهلك النهائي.
كما ستبحث شركات الشحن عن بدائل للموانئ الأميركية عبر التوجه إلى موانئ في كندا والمكسيك، مما سيؤدي إلى تحويل جزء كبير من حركة التجارة بعيدًا عن الولايات المتحدة، مهددًا الاقتصاد الأميركي بفقدان عائدات ضخمة من رسوم الموانئ والخدمات اللوجستية.

تأثير عالمي.. هل تستفيد دول أخرى؟
التداعيات لن تقتصر على الولايات المتحدة والصين فقط، بل ستمتد إلى الاقتصاد العالمي ككل، كما أن فرض هذه الرسوم قد يدفع السفن إلى البحث عن موانئ أكثر كفاءة من حيث التكلفة، مثل موانئ الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، مما قد يغير خريطة التجارة العالمية.
كما أن الأزمة الأمنية في البحر الأحمر تزيد من تعقيد المشهد، حيث تسببت الهجمات الحوثية في تراجع حركة السفن في هذا الممر الاستراتيجي، ما دفع شركات الشحن الكبرى إلى البحث عن طرق بديلة، مثل الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح، وهو ما يرفع تكاليف النقل البحري بشكل إضافي.

هل تخسر أميركا أكثر مما تربح؟
بينما يهدف ترامب إلى تقليص النفوذ الصيني في التجارة البحرية، إلا أن التداعيات الاقتصادية لهذه السياسة قد تأتي بنتائج غير محسوبة، ارتفاع الأسعار، اضطراب الأسواق، وتأثر الموانئ الأميركية قد يجعل هذه الخطوة عبئًا اقتصاديًا أكثر منها وسيلة للضغط على الصين.
يبقى السؤال الأهم: هل ستكون هذه السياسة ورقة رابحة في إعادة ترتيب موازين التجارة العالمية، أم أنها ستشعل أزمة تضخم جديدة داخل الولايات المتحدة، تضرب الاقتصاد الأميركي في مقتل قبل أن تصيب الصين بأي ضرر حقيقي؟
Short Url
التعليم المصري يحقق طفرة 100% إنجاز في تطوير المناهج وتأهيل المعلمين
29 مارس 2025 01:20 م
تفاصيل الصراع بين «روتانا» وشيرين عبد الوهاب بعد خسارة 2 مليون بسبب الحذف
27 مارس 2025 04:46 م
هل انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيهز سوق العقارات في دبي؟
27 مارس 2025 04:20 م


أكثر الكلمات انتشاراً