الإثنين، 31 مارس 2025

02:09 ص

هل انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيهز سوق العقارات في دبي؟

الخميس، 27 مارس 2025 04:20 م

عقارات دبي

عقارات دبي

تحليل/ ميرنا البكري

منذ اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت دبي واحدة من أهم الوجهات التي لجأ ليها الأثرياء الروس للهروب من العقوبات الغربية، ولحماية أموالهم من التجميد في أوروبا وأمريكا، حيث دخل الروس سوق العقارات في دبي بقوة، خصوصًا في الفئات الفاخرة مثل الفلل والشقق الفخمة في "نخلة جميرا" و"داون تاون"، والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا انتهت الحرب، هل سيقل الطلب الروسي على العقارات في دبي؟ وهل يؤثر هذا على سوق العقارات؟، سنجاوب في هذا التحليل على هذه الأسئلة.

دليلك لأهم تغيرات أسعار عقارات دبي منذ بداية 2023 | المصدر العقاري

 

هل أعداد الروس في دبي فعلًا بالملايين؟

كثر الكلام عن عدد الروس الذين انتقلوا إلى دبي بعد الحرب، حيث أشارت بعض التقديرات إلى أنهم ما بين 100 ألف و700 ألف شخص، لكن التقارير الأقرب للواقع هي تلك التي أكدت أن هذه الأرقام مبالغ فيها.

ووفقًا للبنك الدولي ومنظمة الهجرة الدولية، فقد بلغ إجمالي عدد الروس الذين غادروا بلدهم بعد الحرب، 500 إلى 650 ألف شخص، ومن غير المنطقي، أن يكون نصفهم تقريبًا انتقلوا إلى دبي فقط، وتوضح أرقام التعداد السكاني في دبي أن عدد سكانها ارتفع 400 ألف نسمة، من 2020م وحتى الآن، لكن هذا الرقم يشمل كل الجنسيات، وليس الروس فقط.

فتقرير بلومبرغ إيكونوميكس، يؤكد أن الإمارات ليس من أكبر 10 وجهات للهجرة الروسية، كما أن الغالبية العظمى من الروس، اتجهوا إلى دول قريبة مثل كازاخستان، أرمينيا، تركيا، وجورجيا، ويعكس التحليل الواقعي، عدد الروس الذين استقروا بالفعل في دبي، والذين يتراوحون بين 25 و50 ألف شخص كحدٍ أقصى، ما يشير إلى أن السوق العقاري، ليس معتمدًا بالكامل على الروس كما يعتقد البعض.

 

تأثيرات الروس في سوق العقارات 

ليس هناك شك في أن الروس كانوا عنصر مهم في الطفرة العقارية، والتي حصلت في دبي من 2022 إلى الآن، لكنهم ليسوا السبب الوحيد، فهناك عواملٌ أخرى ساهمت في ارتفاع الطلب على العقارات، منها:-

1. المليونيرات الجُداد من "عالم الكريبتو"، والذين نقلوا جزء كبير من ثرواتهم لدبي، بسبب قوانينها الضريبية السلسة.
2. مصرفيون ومستثمرون من آسيا، وانتقلوا إلى دبي بعد تغييرات في القوانين التنظيمية في بلادهم.
3. مستثمرين من الهند والصين وأوروبا، وهم الذين يشترون عقارات في دبي؛ نظرًا لأنها وجهة استثمارية مستقرة.

بمعنى آخر، حتى إذا انسحب الروس جزئيًا من السوق، تظل العقارات في دبي نشيطة، لأن الطلب عليها متنوع جدًا وغير معتمد على جنسية واحدة.

 

هل ممكن العقارات في دبي تتأثر إذا انسحب  الروس؟

هناك عدة سيناريوهات، قد تواجهها دبي إذا انتهت الحرب، والعقوبات الغربية بدأت تترفع عن روسيا:-

-بيع الروس لممتلكاتهم تدريجيًا

سيواجه السوق العقاري في دبي زيادة طفيفة في المعروض من العقارات الفاخرة، ولكن بما أن الطلب من جنسيات ثانية مازال قوي، من غير المتوقع أن تنهار الأسعار.

 

-التوترات تستمر والعقوبات مستمرة

إذا استمرت العقوبات، يستمر الأثرياء الروس في ضخ أموالهم في دبي، ما  يحافظ على مستويات الطلب العالي.

 

-الروس يوجهون استثماراتهم لأسواق أخرى

إذا استقرت الأمور في أوروبا، فبعض الروس يعودون إلى ضخ أموالهم هناك بدلًا من دبي، لكن مازالت تمتلك دبي  مميزات تنافسية، تجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين، ليس الروس فقط.

 

سوق العقارات في دبي لن يتأثر بسهولة

حتى إذا قل الطلب الروسي، فهناك عوامل كثيرة تجعل سوق العقارات في دبي قوي وثابت:-

التأشيرات الذهبية وبرامج الإقامة المرنة، التي تسهل على المستثمرين الإقامة والاستثمار.

ضرائب منخفضة جدًا مقارنة بأسواق مثل لندن ونيويورك، ما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين الدوليين.

الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية والمشاريع السياحية، تعزز الطلب على العقارات.

دور دبي كمركز عالمي للأعمال،  يجذب رجال أعمال ومستثمرين من كل مكان.

الأرقام المتداولة عن عدد الروس في دبي مبالغ فيها، وعدد المقيمين الفعلي أقل بكثير.

ساهم الروس في زيادة الطلب على العقارات، لكن ليس  السبب الوحيد في انتعاش السوق.

حتى إذا قلل الروس استثماراتهم في العقارات بعد الحرب، السوق لن يتأثر بشكل كبير؛ نظرًا لامتلاكه قاعدة عملاء متنوعة جدًا.

العوامل الاقتصادية والسياسات الحكومية المرنة، ستضمن استمرار زخم العقارات في دبي بغض النظر عن مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية، فسوق العقارات في دبي، ليس مبنيًا على الروس فقط، ولن يقع حتى إذا انسحبوا.

Short Url

search