السبت، 22 مارس 2025

03:47 ص

«النفط في 2025» طفرة إنتاجية تقودها السعودية وكازاخستان والبرازيل

الجمعة، 21 مارس 2025 02:17 م

النفط

النفط

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

من المتوقع أن يشهد قطاع النفط العالمي طفرة غير مسبوقة في إنتاج النفط الخام في عام 2025، مع دخول العديد من المشاريع الكبرى مرحلة التشغيل. 

تتراوح هذه المشاريع بين حقول النفط في السعودية، كازاخستان، والبرازيل، ويُتوقع أن ترفع الإنتاج بمعدل قياسي، ما يُعد خطوة هامة على طريق تحقيق زيادة في المعروض النفطي. 

مع زيادة الإنتاج، تبقى العوامل الجيوسياسية والاقتصادية على مستوى العالم، بما في ذلك السياسات الأمريكية، عاملًا مؤثرًا في تحديد مستقبل هذا النمو.

Picture background

المشاريع الكبرى وتأثيرها على الإنتاج العالمي

تتعدد المشاريع الكبرى التي ستشهد دخولها مرحلة الإنتاج في عام 2025، من أبرزها حقل "تنجيز" في كازاخستان، وحقل "باكالهاو" في البرازيل، بالإضافة إلى توسعات حقل "بري" وحقل "مرجان" في السعودية. 

وفي هذا السياق، تشير تقديرات شركة "ريموند جيمس" إلى أن الإنتاج من هذه المشاريع سيرتفع بمقدار 2.9 مليون برميل يوميًا، مقارنة بـ800 ألف برميل يوميًا فقط في عام 2024، وهذا النمو يمثل أعلى زيادة في تاريخ إنتاج النفط الخام منذ بداية رصد البيانات في عام 2015.

تعتبر هذه المشاريع محورًا أساسيًا في تعزيز القدرة الإنتاجية للدول المنتجة للنفط. حقل "تنجيز" في كازاخستان يُعد من المشاريع التي تساهم بشكل كبير في هذه الزيادة، وكذلك حقل "باكالهاو" في البرازيل الذي يعد من أهم المشاريع المستقبلية في قطاع النفط البحري. 

وفي السعودية، تعزز توسعات حقلي "بري" و"مرجان" قدرة المملكة على زيادة إنتاجها بما يتماشى مع استراتيجيات "أوبك+".

فائض المعروض المتوقع في سوق النفط 2025

من المتوقع أن يشهد سوق النفط فائضًا في المعروض بحلول عام 2025 نتيجة لهذه المشاريع الجديدة، وتشير التوقعات إلى أن إنتاج حقول النفط الجديدة في غيانا والبرازيل بالإضافة إلى إعادة تشغيل بعض الإمدادات المتوقفة في إطار تحالف "أوبك+" سيؤدي إلى تجاوز المعروض للطلب. 

أما تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تشير إلى أن المعروض النفطي سيتفوق على الطلب بمقدار 100 ألف برميل يوميًا، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية فائضًا أكبر يصل إلى 600 ألف برميل يوميًا.

تدعم شركة "ريموند جيمس" هذه التوقعات، حيث تفيد بأن فائض المعروض من النفط قد يتجاوز 280 ألف برميل يوميًا بنهاية عام 2025، وهو ما يعكس دخول المشاريع الجديدة حيز التنفيذ وتأثيرها على السوق. 

كما يُتوقع أن تكون هذه الزيادة في الإنتاج النفطي أكثر وضوحًا في النصف الثاني من عام 2025 مع تشغيل المشاريع الضخمة التي تنتظر دخولها.

Picture background

التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه السوق

تُثير السياسات التجارية التي يفرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وخاصة الرسوم الجمركية والضغوط الاقتصادية على بعض دول العالم، مخاوف بشأن تراجع الطلب على النفط. 

وفي هذا السياق، يُحتمل أن تكون السياسات الأمريكية عاملًا مؤثرًا في سوق الطاقة العالمي، حيث قد تنخفض وتيرة الطلب من بعض الاقتصادات الكبرى، مما يزيد من الضغوط على سوق النفط.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وروسيا، والصراع التجاري مع الصين، تحديات قد تؤثر على استقرار الطلب العالمي، وهذا قد يتسبب في تضخم فائض المعروض النفطي، ما يضغط على الأسعار في وقت حساس للغاية.

التوقعات المستقبلية وأثرها على السوق النفطي

على الرغم من التحديات، يُتوقع أن تشهد أسواق النفط بداية مرحلة جديدة من العرض مع ارتفاع الإنتاج من هذه المشاريع الكبرى. 

وبالنظر إلى العوامل الاقتصادية والجيوسياسية المتغيرة، ستتجه الأنظار نحو كيفية تأثير الفائض المحتمل في المعروض على استقرار أسعار النفط، وهل سيؤدي إلى تقلبات في الأسواق العالمية.

كما يُتوقع أن يشهد القطاع مزيدًا من التحولات في استراتيجيات الدول المنتجة مثل السعودية، التي تعتمد على هذه المشاريع لتوسيع حصتها في السوق العالمي، والمملكة، وهي من أكبر منتجي النفط، ستسعى إلى الحفاظ على توازن الأسعار من خلال سياسات الإنتاج.

Picture background

ختامًا: تشير التوقعات لعام 2025 إلى طفرة غير مسبوقة في إنتاج النفط الخام من المشاريع الجديدة في السعودية والبرازيل وكازاخستان. 

بينما يشير الخبراء إلى فائض كبير في المعروض النفطي قد يتجاوز الطلب، تبقى العوامل الاقتصادية والسياسية العالمية عاملًا مؤثرًا في تحديد تأثير هذه الزيادة على أسواق النفط العالمية، كما تستعد دول منتجة للنفط لتكييف استراتيجياتها بما يتماشى مع هذه التغيرات الكبرى في السوق.

Short Url

search