وول ستريت تتراجع وسط تقلبات حادة ومخاوف من التعريفات الجمركية

الجمعة، 21 مارس 2025 11:07 ص

وول ستريت

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

أغلقت الأسواق الأميركية في انخفاض طفيف يوم الخميس بعد تداولات متقلبة بين المكاسب والخسائر، حيث راقب المستثمرون عن كثب البيانات الاقتصادية الأخيرة وبيانات سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي التي جاءت وسط مخاوف بشأن تأثير التعريفات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ومع استمرار الضغوط البيعية في الأسواق في الأسابيع الأخيرة، تزايدت التكهنات بشأن تأثير هذه التعريفات على الاقتصاد الأمريكي.

تقلبات السوق تحت تأثير البيانات الاقتصادية والتعريفات الجمركية

شهدت الأسواق الأميركية تقلبات شديدة خلال التداولات، حيث تم تقييم البيانات الاقتصادية جنبًا إلى جنب مع تصريحات مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

على الرغم من أن بعض المؤشرات الاقتصادية أظهرت تباطؤًا محتملًا في الاقتصاد، بقيت المخاوف من التعريفات الجمركية المقررة تشكل عامل ضغط على المستثمرين، وقد أضافت هذه المخاوف إلى حالة عدم اليقين بشأن توجهات الاقتصاد الأمريكي في المدى القصير.

بيان السياسة النقدية من بنك الاحتياطي الفيدرالي

ظل بنك الاحتياطي الفيدرالي كما كان متوقعًا، حيث أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير في الاجتماع الأخير، مع إشارة إلى أن البنك قد يخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين خلال العام.

يُظهر هذا الموقف التوجّه الحذر للبنك في ظل توقعات بنمو اقتصادي أبطأ وارتفاع مؤقت في معدلات التضخم، ووفقًا لبعض المحللين، هذه السياسة تشير إلى تخفيف من موقف الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما دفع بعض المستثمرين إلى أخذ قرارات استثمارية على هذا الأساس.

أداء المؤشرات الرئيسية في السوق

تباين أداء المؤشرات الرئيسية في البورصة الأميركية، حيث سجل مؤشر داو جونز الصناعي انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.03%، في حين انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.22%.

شهد مؤشر ناسداك المركب أيضًا تراجعًا بنسبة 0.33%، ووفقًا للبيانات، فإن الانخفاض الطفيف في هذه المؤشرات كان نتيجة للتقلبات الحادة في الأسواق، في الوقت الذي ظل فيه التركيز على نتائج البيانات الاقتصادية، بما في ذلك الطلبات الأسبوعية على إعانات البطالة.

التطورات الاقتصادية وتأثيرها على السوق

أظهرت البيانات الاقتصادية زيادة طفيفة في طلبات إعانة البطالة، وهو ما يزيد من القلق بشأن تأثير تخفيضات الإنفاق الحكومي وسعر الفائدة على اقتصاد البلاد.

كما أظهرت بيانات أخرى أن مؤشر النشاط الاقتصادي المستقبلي تراجع بنسبة 0.3% في فبراير، مما يعكس احتمالية تراجع النشاط الاقتصادي في الفترة المقبلة.

من المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة هذا العام، حيث تسعر الأسواق خفضًا في الأسعار بمقدار 63 نقطة أساس، مع احتمالية 71% لخفض بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل في يونيو، كما تتبنى الأسواق هذا التوجه بناءً على مؤشرات تباطؤ الاقتصاد وتزايد الضغط البيعي.

القطاعات والأداء القطاعي

أظهر قطاع التكنولوجيا أحد أضعف الأداء بين القطاعات الرئيسية في السوق. تأثر القطاع سلبًا بتقلبات الأسعار وضعف الثقة في الأداء الاقتصادي العام.

ومن ناحية أخرى، ارتفع قطاع الطاقة بنسبة طفيفة، بدعم من ارتفاع أسعار النفط الخام بنحو 2% بعد فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران.

تحركات الشركات الفردية وتأثيرات التعريفات الجمركية

شهدت بعض الشركات تحركات ملحوظة في السوق، حيث ارتفعت أسهم شركة Darden Restaurants المالكة لسلسلة مطاعم Olive Garden بنسبة 5.77% بعد أن قدمت توقعات إيجابية بشأن تأثير التعريفات الجمركية على أعمالها.

وفي المقابل، سجلت أسهم Accenture انخفاضًا بنسبة 7.26% بعد أن أعلنت الشركة أن السياسات المتعلقة بتقليص الإنفاق الفيدرالي أدت إلى تأجيل أو إلغاء بعض العقود.

نشاط السوق

شهدت الأسواق حجم تداولات بلغ 13.06 مليار سهم في البورصات الأميركية، وهو أقل من المتوسط الشهري البالغ 16.28 مليار سهم.

وفي بورصة نيويورك وناسداك، تراجعت الأسهم بشكل أكبر مقارنة بالأسهم المرتفعة، حيث تجاوزت الأسهم المتراجعة نظيرتها المرتفعة بنسبة 1.38 إلى 1 في بورصة نيويورك و1.72 إلى 1 في ناسداك.

الآفاق المستقبلية لتوجهات السوق

ظل السوق في حالة ترقب مستمر للتطورات المقبلة، بما في ذلك تأثير التعريفات الجمركية المتبادلة على الصين ودول أخرى.

بالنظر إلى تصريحات المسؤولين الاقتصاديين، من المتوقع أن تستمر الضغوط على السوق في المدى القريب، ومع تحسن المؤشرات الاقتصادية في بعض المجالات، يبقى التوجه العام للسوق غير مستقر في ظل العديد من العوامل المتداخلة.

ختامًا: شهدت وول ستريت تراجعًا طفيفًا في تداولات متقلبة يوم الخميس، في ظل تقييم المستثمرين لبيانات اقتصادية متباينة.

وعلى الرغم من بعض التحركات الإيجابية، فإن القلق حول تأثير التعريفات الجمركية على الاقتصاد الأميركي يبقى عاملًا أساسيًا في تقلبات السوق، ومع تطور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، قد يستمر السوق في التذبذب في الأسابيع المقبلة.

Short Url

أخبار متعلقة