أمريكا تعاقب مصفاة صينية لشرائها 500 مليون دولار نفطًا إيرانيًا
الجمعة، 21 مارس 2025 12:55 م

أمريكا وإيران
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
في خطوة جديدة ضمن حملتها الرامية إلى خفض صادرات النفط الإيراني إلى الصفر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على مصفاة نفط صينية اشترت نفطًا إيرانيًا بقيمة تقارب 500 مليون دولار.
تتمثل العقوبات في قرار وزارة الخزانة الأميركية، التي استهدفت "مصفاة إبريق الشاي" في مقاطعة شاندونغ الصينية، وفرضت أيضًا عقوبات على 19 سفينة وشركة إضافية مرتبطة بالإمدادات النفطية لتلك المصفاة.
جاء هذا الإجراء في إطار الضغط المستمر من قبل الإدارة الأمريكية على إيران، في وقت لا تزال فيه العلاقات الدولية بين القوى الكبرى تشهد توترًا متزايدًا.

تفاصيل العقوبات الأميركية
فرضت الولايات المتحدة العقوبات على مصفاة "إبريق الشاي" التابعة للقطاع الخاص الصيني بعد أن اشترت نفطًا إيرانيًا من سفن مرتبطة بالحوثيين ووزارة الدفاع الإيرانية.
تلك السفن تعتبر جزءًا من "أسطول الظل" الإيراني الذي يستخدم طرقًا غير مباشرة لتوصيل النفط إلى الأسواق الدولية.
وصف المسؤولون الأميركيون هذه العمليات بأنها تمثل "شريان الحياة الاقتصادي" للنظام الإيراني الذي يعاني من عقوبات اقتصادية شديدة.
العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة الأميركية شملت 19 سفينة إضافية، بالإضافة إلى شركات مسؤولة عن تأمين الإمدادات للمصفاة الصينية.
وفي السياق نفسه، صرح وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن المشتريات من النفط الإيراني تدعم النظام الإيراني في تمويل هجمات ضد حلفاء الولايات المتحدة ودعم الإرهاب حول العالم.
ردود الفعل الصينية على العقوبات
لم تتأخر الصين في الرد على العقوبات الأمريكية، حيث اتهمت وزارة الخارجية الصينية الولايات المتحدة بمحاولة “تقويض التعاون التجاري والاقتصادي الطبيعي بين الصين وإيران”، وأكدت بكين أنها ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالح الشركات الصينية من آثار العقوبات.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، أشارت إلى أن الصين تعارض بشدة ما وصفته بـ "إساءة استخدام العقوبات الأحادية غير القانونية" من قبل الولايات المتحدة.
يبرز هذا التوتر الدائم بين الولايات المتحدة والصين حول قضايا عدة، بما في ذلك القضايا التجارية والعقوبات التي تُفرض على دول معينة.

التصعيد الأميركي ضد إيران
هذه العقوبات تأتي ضمن حملة "الضغط الأقصى" التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، والتي تشمل فرض عقوبات شديدة على مختلف القطاعات الاقتصادية الإيرانية.
هدف الولايات المتحدة من هذه الحملة هو تقليص العوائد النفطية الإيرانية إلى الصفر، مع التركيز على منع طهران من استخدام إيرادات النفط لتمويل الأنشطة العسكرية والتوسع في دعم الجماعات المسلحة المعادية للولايات المتحدة وحلفائها.
الآثار الاقتصادية على الشركات الصينية
القرار الأمريكي يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل التجارة بين الصين وإيران، خاصة في قطاع النفط. الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط الإيراني، قد تواجه تحديات اقتصادية من هذه العقوبات في ظل رغبتها في الحفاظ على علاقاتها التجارية مع إيران، ومن المحتمل أن تؤثر هذه العقوبات على الشركات الصينية التي تعتمد على النفط الإيراني لتلبية احتياجاتها من الطاقة.
إلى جانب ذلك، تزداد الضغوط على القطاع النفطي الصيني الذي قد يواجه تداعيات سلبية جراء هذا التصعيد، وقد تسعى بعض الشركات الصينية إلى البحث عن مصادر بديلة للطاقة، لكن هذا قد يستغرق وقتًا ويؤدي إلى زيادة التكاليف.

التوقعات المستقبلية
من المتوقع أن يستمر التصعيد الأمريكي في الفترة القادمة، حيث قد تُفرض المزيد من العقوبات على كيانات وأفراد مرتبطين بإيران، سواء في القطاع النفطي أو غيره، وتهدف الولايات المتحدة إلى عزل إيران اقتصاديًا وتقييد قدرتها على استيراد السلع الأساسية.
في المقابل، من غير المستبعد أن تتخذ الصين خطوات مضادة لحماية مصالحها التجارية مع إيران، وقد تواصل الصين مساعيها لتأمين النفط الإيراني من خلال طرق غير مباشرة أو تفعيل تحالفاتها مع دول أخرى لدعم استيراد الطاقة من إيران، رغم التهديدات الأمريكية.
ختامًا: تعد العقوبات الأمريكية على مصفاة صينية خطوة مهمة ضمن حملة "الضغط الأقصى" على إيران، وتؤكد على التوتر المتصاعد في العلاقات بين واشنطن وبكين.
يتضح أن إدارة ترامب تسعى إلى تقليص قدرة إيران على تصدير النفط، في حين أن الصين لا تزال تسعى للحفاظ على مصالحها الاقتصادية، مما يخلق معركة مستمرة في الساحة الدولية، ويتطلب الأمر مراقبة مستمرة للتطورات المستقبلية في هذا الملف، بما في ذلك تداعيات العقوبات على الاقتصاد العالمي.
Short Url
«تحليق نحو القمة» الخطوط الكورية تعزز أسطولها بـ 50 طائرة بوينج
21 مارس 2025 08:41 م
«سقوط حر» أسهم "نايكي" تسجل أدنى مستوى في 5 سنوات
21 مارس 2025 05:50 م
«صراع المساهمين يشتد»، "فرايزرز" تقترب من 30% في أسوس و"بيستسيلر" ترد
21 مارس 2025 07:45 م


أكثر الكلمات انتشاراً